عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    28-Mar-2019

سابقة ترامب - بن الوف
ھآرتس
 
رئیس الحكومة بنیامین نتنیاھو حظي أمس في البیت الابیض بتصریح تأیید غیر مسبوق من الرئیس الأمیركي ترامب. ورد علیھ بمساواتھ بأبطال التوراة والتاریخ الصھیوني. نتنیاھو لیس الاول الذي جاء من اجل الحصول على المباركة الرئاسیة الأمیركیة قبل الانتخابات. لكن یصعب أن نتذكر موقف مشابھ حصل فیھ الرئیس الأمیركي على الثناء والعناق، الشخصي والقومي، ولم یطلب منھ اعطاء مقابل.
في تصریحھ عن اعتراف الولایات المتحدة بسیادة إسرائیل في مرتفعات الجولان، شطب ترامب بجرة قلم المبدأ الاساسي للعلاقات الدولیة في عشرات السنین الاخیرة، الذي یقول إن الحدود تحدد بموافقة دبلوماسیة وأن الاراضي لا تؤخذ بالقوة. ترامب برر تماما احتلال الجولان في حرب الایام الستة وأید تصریح نتنیاھو بأن مرتفعات الجولان ستبقى في ایدي إسرائیل إلى الابد. نتنیاھو نفى بأثر رجعي فصول یرید اخفاءھا من تاریخھ الشخصي عندما اجرى مفاوضات لاعادة مرتفعات الجولان مع حافظ الاسد وابنھ بشار في الوقت الذي كانت فیھ سوریة مات زال تسمى ھنا دولة ولیس ”نظام“.
اعلان ترامب عن مسح خطوط 1967 كان لھ سابقة جزئیة، في رسالة الرئیس جورج بوش لرئیس الحكومة اریئیل شارون عشیة الانفصال عن غزة في 2005 ،الذي فسر في إسرائیل على أنھ اعتراف بالكتل الاستیطانیة في الضفة الغربیة. ولكن ھذه الرسالة صیغت على ایدي قانونیین اكثر حذرا بكثیر، ووعد بأن الحدود النھائیة بین إسرائیل والفلسطینیین ستحدد فقط من خلال اتفاق، والاكثر اھمیة ھو أن ھذا اعطي مقابل اخلاء مناطق ومستوطنین وانسحاب إسرائیل إلى الخط الاخضر في الجنوب.
ھكذا كانت العادة: اظھار التأیید الأمیركي في السابق كان متعلق بمقابل تقدمھ إسرائیل للعرب
في العملیة السلمیة، أو كبح خطوات عسكریة. ھكذا حصل نتنیاھو على مساعدة عسكریة سخیة
من الرئیس السابق براك اوباما مقابل امتناعھ عن مھاجمة المنشآت النوویة الایرانیة، والاكتفاء
برسم كاریكاتیر في الامم المتحدة وخطابات ضد الاتفاق النووي. ھكذا حصل أیضا اسحق رابین
وشمعون بیرس واھود اولمرت على فرصة لالتقاط الصور وتبادل الزیارات والثناء الرئاسي الكبیر.
ترامب ألغى تماما العلاقة، الربط المشھور بین ھدایا أمیركیة لإسرائیل وللعرب. ھو لم یذكر أبدا في اقوالھ صفقة القرن، خطة السلام التي وعد بنشرھا منذ انتخابھ والتي ما تزال في جارور البیت الابیض. صدیقھ بیبي یواجھ حملة انتخابات وتحقیقات وغواصات – ھذا لیس الوقت للاثقال علیھ. صفقة القرن ستظھر ربما، فقط على طاولة الحكومة القادمة في القدس.
الطلب الأمیركي الوحید من إسرائیل الآن ھو تبرید العلاقات التجاریة، الاستثمارات وتبادل التكنولوجیا مع الصین. ھذه الرسالة نقلھا وزیر الخارجیة الأمیركي، مایك بومبیو، في زیارتھ إلى القدس في الاسبوع الماضي. بومبیو ارسل لمھمة ”الشرطي السیئ، وتفاجأ من تغریدة ”الشرطي الجید“، ترامب، عن الاعتراف المتوقع لضم مرتفعات الجولان. من تجربة الماضي، الأمیركیون معروفون بقسوة مطالبھم من إسرائیل بشأن الصین، وغیر مستعدین لسماع أي تبریرات، لكن ھنا الحدیث یدور عن امور بعیدة عن عیون الجمھور وعن النقاش السیاسي ولا تتعلق أبدا بالانتخابات. وأصلا، ستتضح فقط بعدھا.
نتنیاھو بالغ في شكره لترامب. الاعتراف بسیادة إسرائیل على مرتفعات الجولان التي لا تغیر أي شيء على الارض، لیست حقیقة مھمة مثل المساواة التاریخیة التي اجراھا – اعلان قورش
عن عودة صھیون من منفى بابل واقامة الھیكل الثاني، وتصریح بلفور حول اقامة وطن قومي للیھود في فلسطین، وحتى نقل السفارة الأمیركیة إلى القدس في السنة الماضیة.
ولكن ھذا غیر مھم. ترامب وقف إلى جانب نتنیاھو في الانتخابات، والقلیل الذي یمكن لرئیس الحكومة فعلھ ھو مقارنتھ بكبار الاصدقاء التاریخیین للشعب الیھودي، في الوقت الذي یجتمع
فیھ في واشنطن مؤتمر منظمة ایباك. نتنیاھو احضر للبیت الابیض كھدیة صندوق نبیذ من مرتفعات الجولان. من المھم معرفة من دفع الحساب في ھذه المرة – ارنون ملتشین، نتان ملیكوفسكي أو محاسب مكتب رئیس الحكومة.