عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    12-Feb-2019

الیأس لیس مریحا - بارنیع ناحوم
یدیعوت أحرونوت
الغد- ”عید للدیمقراطیة“، ھكذا درج حزب العمل على ان یعلن في كل یوم یتوجھون فیھ إلى الانتخابات التمھیدیة. فمنتسبو حزب العمل مدعوون لأن ینتخبوا قائمتھم للكنیست الیوم، ولا حتى ذرة منھ. ففي الاسابیع الاخیرة تراكض المرشحون في ارجاء البلاد في محاولة لجمع الاصوات. فوجدوا كتفا باردة. لكل حزب یفترض أن تكون نواة، تسیر وراءه حتى في أزمنة الأزمة.
اما الانطباع فھو أن النواة الصلبة للعمل ملّتھ. والناس سیتوجھون إلى صنادیق الاقتراع بسبب العطف الشخصي لھذا المرشح او المرشحة، ولیس بسبب العطف للحزب الذي یمثلاه. فلان یقدر میراف میخائیلي، فإنھ سیتكبد العناء ویصوت لھا كي یدفع فرصھا إلى الامام؛ واحد یؤمن بستاف شابیر، سیمتثل في صندوق الاقتراع كي یفرحھا؛ وھو الحال بالنسبة لعومر بارلیف، شیلي یحیموفیتش وایتان كابل وآخرین. اما من الحزب، من الاطار السیاسي، فلیس للناخبین توقعات.
الیأس، المراوحة في المكان، الاغتراب معدیا. یعرف السیاسیون بشكل عام كیف یزیفوا التفاؤل.
اما في العمل فإنھم یبثون الكرب.
المشكلة لیست في المرشحین؛ معظمھم اناس اكفاء، عملوا بكد في الكنیست وفعلوا ما یمكن فعلھ ضمن قیود التأثیر لكتلة معارضة. المشكلة ھي في العلامة التجاریة: فھي فقدت ما تبقى من سحرھا. سھل القاء الذنب على آفي غباي. نعم، أخطأ المرة تلو الاخرى في تصریحاتھ السیاسیة
وفي سلوكھ في داخل الحزب؛ نعم، الخصومات الشخصیة في القیادة قضمت من نجاعة الحزب ومن مكانتھ الاجتماعیة. ولكن المشكلة تكمن فیآ: العمل لیس مبنیا لمعارضة متواصلة. ھذا لیس
الرمز الجیني لناخبیھ. قبل أربع سنوات وفر لھم یتسحاق ھیرتسوغ أملا في شكل اتفاق لھ مع تسیبي لفني. الحكم لم یجلبھ، ولكنھ جلب 24 مقعدا.
الامل لم یمت: فقد انتقل إلى غانتس. غباي قال الاسبوع الماضي في مناسبة اطلاق كتابھ، ان
مشكلة نشطاء العمل ھي سلم اولویاتھم: فھم یریدون أن یكونوا محقین اكثر ما یریدون ان ینتصروا. یخیل أنھ خلط بین العمل ومیرتس. فمنتخبو العمل یریدون قبل كل شيء ان ینتصروا.
ُ وغباي لم یعرف كیف یقنعھم بانھ قادر على أن یجلب لھم النصر. السؤال لیس من ینتخب الیوم وبأي ترتیب بل إلى این یسیر العمل. وحتى لو اجتاز كیفما اتفق نسبة الحسم، فھل لھ حق وجود كحزب صغیر احادي المنزلة. ما الذي یمیزه، ما الذي یجعلھ خاصا مختلفا عن احزاب اخرى في المجال الذي بین الوسط والیسار.
یخیل لي ان الجواب سلبي: العمل لیس مبنیا لیوم الصغائر. یوم الخمیس ستجرى الانتخابات التمھیدیة في میرتس. اذا ما تغلبت نزعة الوجود في الحزبین، فإنھما سیبلوران قائمة واحدة قبیل
موعد تقدیم القوائم في 21 شباط. وسیحرر الاندماج الحزبین من الخوف من الاختفاء. ھذا سیكون جید لھما وجید للكتلة. وفي غداة الانتخابات یمكنھما أن ینفصلا من جدید. یمكن لأعضاء الكتلة أن یقرروا مستقبلھم – ككتلة منفصلة، كجزء من میرتس أو كجزء من كتلة غانتس.
الانتخابات الحالیة تجري حالیا لیس كصراع بین الیسار والیمین، ولا حتى كصراع بین حل الدولتین والدولة الواحدة، بل كصراع على استمرار حكم نتنیاھو. ھذا ما یسوقھ لناخبیھما غانتس ولبید. وھذا أیضا ما یسوقھ نتنیاھو. فالتطلع إلى انھاء ولایة نتنیاھو ھو القاسم المشترك الوحید بین احمد الطیبي وموشیھ یعلون.
اذا ما وصلت الكتلة المانعة بطریق المعجزة إلى الاغلبیة، فإن المشاكل ستبدأ فقط. فالقائمة التي
یبلورھا غانتس مفعمة بالأسماء اللامعة، ولكن لیس فیھا جواب متفق علیھ للمواضیع الجوھریة التي على جدول الاعمال. وحتى على الانضمام إلى حكومة نتنیاھو قبل الاستماع لیس فیھا توافق؛ وھي ستجد صعوبة في أن تؤدي دورھا كحزب حاكم بل وستجد صعوبة اكبر في أن تؤدي دورھا كحزب معارضة. ویحتمل أن نرى الشروخ حتى قبل الانتخابات.
لقد سار منتسبو اللیكود إلى صنادیق الاقتراع وھم یفكرون بالیوم التالي لنتنیاھو. وتوصلوا إلى الاستنتاج بأن ھذا الیوم قریب؛ ربما لیس في الانتخابات القریبة، ولكن في موعد ما في اثناء الولایة التالیة. وعلیھ فقد فضلوا أن یتجاھلوا المطالب التي طرحھا نتنیاھو وفعلوا افضل ما یستطیعون كي یعدوا حزبھم استقبالا لما سیأتي.
ھذا أیضا ما ھو مطلوب من منتسبي العمل: ان یفكروا بالكتلة وان یفكروا بالیوم التالي. یحتمل أن یكون حزبھم قد انھى دوره التاریخي، ولكن ھذا لیس الوقت لإلقائھ إلى قارعة الطریق. لیس الآن.