عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    15-Sep-2022

دور الجيش العربي في الحرب العالمية الثانية*محمد يونس العبادي

 الراي 

وصف الملك المؤسس عبدالله الأول ابن الحسين، في مذكراته الجيش العربي، بأنه «مفخرة البلاد»، وذلك في سياق حديثه عن أدوار جيشنا العربي، خلال الحرب العالمية الثانية، نظير أدواره في العراق وسوريا.
 
فالجيش العربي، كان له دور بارز في مسرح العمليات بالشرق الأوسط، إذ وقف الأردن إلى جانب دول الحلفاء، خاصة في العراق، إبان حركة رشيد عالي الكيلاني، وفي سوريا، والتصدي لقوات حكومة فيشي الفرنسية.
 
وبشهادات ضباطٍ بريطانيين، فإن أدوار جيشنا العربي كانت حاسمة، في المنطقة، وخلال الحرب العالمية الثانية، والبرقيات التي تلقاها الملك المؤسس، من الضباط البريطانيين، تشرح أدوار جيشنا العربي، إذ بعث أحد القادة البريطانيين وهو «مكمايل» في الثالث من حزيران عام 1941م، برقيةً إلى الملك المؤسس، جاء فيها «بمناسبة عودة قوة البادية من العراق، أحب أنّ أبعث إلى سموكم بأحر التهاني على العمل الباهر الذي قامت به، بقيادة قائدها، وجميع الضباط والرجال، في الواجب النبيل، لاستعادة الحكومة الدستورية».
 
كما بعث الجنرال الإنجليزي ولسن، في الرابع من حزيران من ذات العام، برقية جاء فيها «هل لي أنّ أعرب لسموكم عن تقديري وشكري للخدمات القيمة الباسلة الممتازة التي قامت بها قوة البادية من الجيش العربي، وقائدها، في العمليات التي أنجزها في العراق بمؤازرة الجيش البريطاني وسلاح الجو».
 
ويقول الميجر الجنرال جورج كلارك، في برقية أخرى بعثها من الحبانية في العراق، مبدياً إعجابه باحترافية جيشنا العربي: «الآن وقد رجع كلوب باشا، وفرقة جيشكم العربي، إلى عمّان، بعد قضائهم ذلك الأمد القصير المظفر في العراق، أجد لزاماً عليّ أن أسجل الشرف العظيم الذي تولاني بانضمامي إلى رجالكم البواسل في المعركة، وليس ذلك فحسب، إنما تقديري الشديد لعملكم الباهر».
 
ويضيف الجنراك كلارك، في البرقية ذاتها، التي تحمل تاريخ الأول من حزيران، عام 1941م: «أنّ أعمال قوة الجيش العربي الناجحة في اجتياز الصحراء، في مقدمة خطوطنا الميكانيكية، وتدميرها لمواصلات العدو، وقطعها السكك الحديدية، وصيانتها لمواصلات أحد خطوطنا المستقلة في الهجوم، كل ذلك جعلني أقدر أياديها العسكرية حق التقدير».
 
ويصف رجال الجيش العربي، قائلا «إنّ تقدم تلك القوة، وعزمها، وبشاشة رجالها في شتى الأحوال بعثت في النفس أعظم السرور للانضمام إليها في ميدان المعركة، فاسمحوا لي يا صاحب السمو أنّ أهنئ سموكم على الفعالية التي قامت بها القوة الممتازة، وأملي الوحيد أن يسعد الحظ فأنضم إليها.. ولي الشرف أن أبقى خادم سموكم المطيع».
 
وفي برقية أخرى، وصلت إلى الملك المؤسس، بتاريخ الثامن من أيار عام 1945م، ويوردها في مذكراته، يقول أحد القادة الإنجليز ويدعى باجيت: «إنّ نظام الجيش العربي قد استوجب احترام القادة البريطانيين» معرباً عن أسفه لعدم تمكن الجيش العربي من الاشتراك في مسرح حرب العمليات الثانية، في القارة الأوروبية، قائلا: «إنّ جنود سموكم في هذه السنوات الخمس (أيّ سنوات الحرب العالمية الثانية) قد لعبت دورها الهام في هذا الواجب الحيوي».
 
إنّ هذه البرقيات، وغيرها، تشرح جانباً من دور الجيش العربي الأردني، وقيم جنديته التي أثارت إعجاب القادة البريطانيين، وهي تؤكد حقيقة تاريخية بأنّ الأردن كان من الدول التي انخرطت في الحرب العالمية الثانية، وجهودها، وووقفت إلى جانب المنتصرين.
 
كما أنّ هذه الوثائق، هي جانب يشرح باكراً أدوار جيشنا العربي، وجنديته وقيمها، والتي يعبر عنها لاحقاً انتصاراته وأدواره على أرض فلسطين، وبحماية الأقصى، وهي أدوار ممتدة حتى اليوم، ومصدر اعتزاز كل أردنيٍ.
 
دام جيشنا العربي الهاشمي..