عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    09-Jan-2019

مکونات الغضب بداخل المرء.. ما هي الدوافع؟
إسراء الردایدة
عمان –الغد-  یسبب الغضب التشویش لصاحبھ أكثر مما یساعده، فھو یعزز میل الافراد للعقاب وأخذ
الاجراءات والقرارات من دون وعي، وفقا لما اشارت إلیھ المؤلفة والاختصاصیة النفسیة الأمیركیة مارثا سي نوسباوم في كتابھا ”الغضب والمغفرة“، ولكن وحش الغضب الذي یستیقظ داخلنا لھ مكونات اساسیة مدفوعة بأمور مختلفة تشمل:
– الغضب لیس مجرد اضطراب فسیولوجي، وھو في الأساس حكم لحالة اخطأ الفرد بتقییمھا، أي أنھا ردة فعل سریعة تعاكس مقولة ”لا تصدر حكما متسرعا“.
– الرغبة في العقاب، نزعة الغضب تقود للعدوانیة، فالبشر لدیھم رغبة عامة برؤیة عقاب المعتدین والمسیئین، إذ ان ھنالك متعة في تحقیق التوازن بین العمل المروع الذي حدث وبین نوع العقاب. لأنھ یمنحنا الشعور بالسیطرة بدلا من العجز.
– الغضب نتیجة ثانویة للخوف. على سبیل المثال العواطف المختلطة بالطلاق الذي یولد غیابا
للاستقرار والامن الذي كان یعول علیھ الطرفان، فتكون النتیجة بالغضب السریع، والھدف العلاجي في بعض الحالات ھو المساعدة بالاعتراف بأن عواطفھما السلبیة تتأتى من الحزن، وتؤذي المشاعر وتسبب الشعور بالھلع.
– الغضب یرتدي قناع العجز، فھي وسیلتھ في اعادة السیطرة وكسب احترام الذات مجددا، خدعة نمارسھا بحق انفسنا. على سبیل المثال ما یسبب الغضب عادة ما ینطوي على شخص ما
یحاول عرقلة اھدافك او یسيء الیك او شخص مقرب لك. فیصبح الغضب ھنا وسیلة عجز في استعادة السیطرة المفقودة.
– الأنا، أي المرتبط بالنرجسیة. التفكیر بشخص محدد بشكل مستمر یولد غضبا لا یتوقف، ویفاقم الأمر. التركیز علیھ یعزز الشعور بشكل مثالي بالانتقام الذي یضع الطرف الآخر في موقف أدنى، والأنا في مرتبة اعلى.
– دافع للوم الآخرین، فحین نغضب ونشعر بالألم، نرید أن نلوم أي شخص ما ”یتحمل المسؤولیة“، عن الألم الذي نشعر بھ. لأننا نشعر بالتفوق حین نلقي باللوم على الآخرین، ننعش
غرورنا حین نصدق أن أي شيء مرتبط بخطأ شخص آخر غیرنا. الغضب یشتت الانتباه عن المشكلة الحقیقیة، وھو رد فعل سھل لأنھ من الصعب ایجاد حل فعال.
– بدیل للحزن، الغضب یصبح جذابا، غالبا ما یسیطر على عملیة الحزن ویعیق الخلاص منھا، سیما بعد مواجھة فاجعة او خسارة تسھم في نضوجنا لاحقا في الحیاة.
– الغضب عاطفة أساسیة للعدالة، خاصة حین یرتبط الأمر بمعاقبة من أحد الأشخاص المعروف عنھ مثلا بالغش. وھنالك اوقات مناسبة وصحیحة للشعور بالغضب ومبررا لھ، مثل الاھانة علنا، الظلم، التخویف مرارا وتكرارا، كل ھذه تمنح صاحبھا الحق بالغضب.
– البعض یستخدم الغضب لتخویف الآخرین والتلاعب بھم، إذ إن الناس یمیلون للاھتمام بالوجوه الغاضبة. كیف یتعلمون فعل ھذا؟ العواطف ھي نتاج عادات نمارسھا ونكررھا، ومن النادر جدا ان ترى شخصا یغضب مرة واحدة فقط. فیصبح مدمنا على عواطفھ مع الوقت، یتعلم كیف ینشط نفسھ من خلال الغضب مثل اي مادة تسبب الادمان.
ویتحول الغضب لما یشبھ المكافأة، ولكنھ ضار على المدى الطویل، فالاندفاع والتفاؤل المدفوع بالغضب یقود الافراد لاتخاذ قرارات غیر حكیمة، لا تحمل وجھات نظر الآخرین.
ولكن ھناك بدیل افضل، فالمغفرة ھي افضل لإدارة الغضب، فھي الرحلة التي تحرر النفس من السخط، والرغبات الانتقامیة. وثمة طرق افضل تتمثل في النظر لما یحدث لنا بطریقة أقل تعظیما، فحین لا نولي اھتماما كبیرا للاشیاء لن نشعر بغضب ان فقدناھا وھذا دائما ما یكون لصالحنا.