عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    24-Jul-2024

ناجي العلي وصدغه المدمى.. سبعة وثلاثون عاما*د. رشا سلامة

 الغد

ها هي ذكرى اغتيال رسام الكاريكاتير الشهيد ناجي العلي تعود إلى الواجهة من جديد، وها هو صدغه المدمى برصاص مجهول يعود للمشهد مرة أخرى.
كان ناجي قد واجه رصاص القاتل، قبل سبعة وثلاثين عاما، في مثل هذه الأيام، في قلب لندن، من دون أن تُحسم حتى اليوم هوية القاتل بشكل نهائي.
 
 
كانت إحدى القنوات العربية، قبل حوالي عامين، قد بثت حلقة من برنامج، تحدث فيها رئيس التحرير الأسبق لصحيفة القبس الكويتية محمد الصقر عن تهديد منظمة التحرير الفلسطينية لناجي، عقب رسمه الذي تناول فيه المصرية رشيدة مهران، المقربة من القيادة الفلسطينية آنذاك، وما رافق اسمها من لغط وتساؤلات.
قال الصقر آنذاك إنه ثمة تهديدات صريحة وجهها الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات والرجل الثاني في المنظمة الشهيد صلاح خلف، بخصوص الكاريكاتير المشار إليه، ومحاولة الصقر احتواء الأمر وتهريب ناجي إلى غلاسكو، لكن عناد الأخير، ذلك العناد ذائع الصيت، عاد به إلى لندن ليواجه قدره بعد يومين من ذلك الكاريكاتير وتلك التهديدات.
من يستذكر الحديث، الذي عرّج فيه الصقر على محطات كويتية مهمة مثل تأسيس الدولة ومجلس الأمة وغرفة التجارة وصحيفة القبس وتناول الإعلام الكويتي آنذاك للرئيس العراقي صدام حسين تحديداَ إبان حربه مع إيران، يسرح بعيداً في حال الإعلام العربي؛ إذ «حارة كل من إيده إله»: أثمان باهظة دفعها وما يزال يدفعها المنخرطون في العمل الإعلامي عربياً؛ بسبب تدني حرية التعبير وعدم تقبل رأي مخالف ولو قيد أنملة، وأنظمة تتدخل في الإعلام بشكل مباشر دونما مواربة، ورئيس تحرير يعترف بأنه نشر شخصياً كاريكاتيرا لا يعرف المشار إليه فيه بتلميح صريح، ووسائل إعلام تذيع عبر استديوهاتها اتهامات ونقاشات في جريمة لم يقل فيها القضاء كلمته وما تزال قيد التداول.
الإعلام الكويتي، والصقر، والكويت بعمومها، على رأس من يقفون مع القضية الفلسطينية بكل ما أوتوا من قوة، ممسكين بنواجذهم على مبادئ عدم التطبيع وعدم التخلي عن الفلسطينيين، وإن كان ثمة عتب ما يزال قائماً بسبب موقف القيادة الفلسطينية من غزو العراق للكويت مطلع التسعينيات، لكن العتب إياه زاد الكويتيين تمسكاً بعدالة القضية الفلسطينية وضرورة عدم التخلي عنها عربياً، ولعل بعض الأصوات الفردية التي تؤيد التطبيع في الكويت قد أطيح بها بشكل كاسح في انتخابات مجلس الأمة، ما يعكس بوضوح بوصلة الكويتيين في هذا الشأن.
رحل ناجي العلي ورحل سره معه، ويبدو أن أحداً، بمن فيهم السلطات الأمنية هناك، لا يريد البت في أمر اغتياله حتى اللحظة، كمثل باقي الشخصيات الفلسطينية التي اغتيلت في أوروبا، والتي بقي ملفها غير محسوم حتى اللحظة، لكن وقفة لا بد منها يجب أن تجري لمراجعة القواعد المهنية لدى وسائل الإعلام العربية، ووقفة لا بد منها يجب أن تجري لدى القيادة الفلسطينية، التي تدمي القلب على الحال الذي وصلت إليه حركة تحرر وطني كانت القلوب العربية والعالمية، وليس الفلسطينية فحسب، ترنو نحوها بحب وإيمان، في زمان مضى.