عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    02-Jun-2019

حزيران...الكارثة..!! صعود اليمين - رشيد حسن

 

الدستور - اذا كان ايار، هو شهر النكبة.. نكبة فلسطين، فان حزيران هو شهر الكارثة التي كسرت ظهر الامة.. ولم يجبر بعد، ولا تزال اثارها المدمرة مستمرة حتى اليوم، وستبقى حتى تستطيع الامة ان تكنس هذه الاثار، وتكنس العدو الصهيوني، ليعود من حيث اتى اجداده عبر البحار ليغزو فلسطين. ومن ابرزاثارهذه الكارثة فيما نعتقد أمران هما:
الاول: هو سقوط المشروع القومي الذي رفع لوائه القائد القومي الخالد عبد الناصر، ولم تستطع كافة المشاريع، وخاصة مشاريع الاسلام السياسي، التي رفعت بعد ذلك، من ملء الفراغ السياسي، الذي تركه اغتيال المشروع القومي على يد اعداء الامة، وفي مقدمته اميركا والعدو الصهيوني..
فعلى مدى خمسة عقود ويزيد لم تستطع هذه المشاريع ان تعيد للامة وحدتها، او تضامنها في الحد الادنى، ولم تستطع ان تعيد لها مكانتها التي اهتزت بين الامم، ولم تستطع ان تحرر شبرا واحدا من الارض العربية التي احتلت في حزيران 67..
والمفارقة المؤلمة ان هذه المشاريع لم تفشل فحسب، بل مهدت لظهور أبشع طاهرة مرت على الامة عبر تاريخها الطويل.. عبر» 14» قرنا، منذ ان بزغ فجر الاسلام العظيم. ونعني تفريخ الارهابيين»داعش والنصرة».. ومن لف لفهما من الحركات الارهابية التكفيرية، التي وظفها اعداء الامة، وخاصة واشنطن لتحقيق اهدافها ومنها: تشويه سمعة الاسلام المعتدل ونعته بالارهاب، وتدمير منجزات الامة، ونشر الرعب والموت والخوف في جغرافية الوطن العربي من الماء الى الماء لاقامة شرق اوسط جديد، يقوم على تمكين اميركا من السيطرة المطلقة على المنطقة ، ونهب خيراتها وثرواتها، ومصادرة احلامها في الوحدة والتحرر والتقدم.. واخيرا تصفية القضية الفلسطينية، وها هي اميركا توشك ان تحقق كامل اهدافها.. وما «صفعة» القرن الا الترجمة الفعلية لتصفية القضية الفلسطينية..
الثاني: لقد ترافق وتزامن مع كارثة سقوط المشروع القومي، زرع فيروس عدم الثقة ، واليأس، والانهزامية في الجينات العربية، بحيث أصبح الاحباط هو المسيطر على الانسان العربي، وعملت الانظمة والتي تدار «بالريموت كونتول» من واشنطن على نشر مقولة: «استحالة تحقيق النصر على اسرائيل»..
ومن المؤسف أن هذه المقولة، أصبحت هي الاصل، في حين تحولت امكانية تحقيق الانتصار الى الاستثناء.. رغم ان الوقائع والحقائق على الارض كذبت هذه المقولة، وكذبت من اطلقها.. ومن يؤمن بها، وكذبت من يتخذها مبررا لتسويق وتسويغ الاستسلام والتفريط وارتكاب الخيانة العظمى..
فلقد انتصرت الامة في معركة الكرامة الخالدة، وانتصرت في حرب 73.. وفي جنوب لبنان، وانتصرت بتفجير اهم واكبر انتفاضتين في تاريخ الشعب الفلسطيني، انتفاضة الحجارة وانتفاضة الاقصى.. وها هو الشعب الفلسطيني يثبت كل يوم انه فعلا شعب الجبارين القادر على لجم العدو، والقادر على كنس الغزوة الصهيونية من كل فلسطين من خلال صموده الاسطوري، واجتراح اساليب نضالية جديدة، تفاجىء العدو وتربكه، وتوقع به خسائر باهظة واخطرها واهمها حالة الخوف التي تسري في اوصال رعاع المستوطنين، وتذكرهم بان هذه الارض ليست لهم، ولن يتحقق لهم الامن والاستقرار، ما دام الشعب الفلسطيني صاحب الارض الحقيقي.. مشرد في اربعة رياح الارض..
التطورات الخطيرة المتلاحقة التي ضربت، وتضرب الامة خلال سنوات الهزيمة المرة، ولا تزال... تؤكد على حقيقتين هامتين لانقاذ الامة من مستنقع الهزيمة، ومستنقع التدابر والتنابذ، ومن معسكر التبعية لاميركا، والتطبيع مع العدو الذي يغتصب الارض والمقدسات..
الحقيقة الاولى: العودة الى المشرع القومي، الذي يوحد الامة، ويعيد لها مكانتها، ودورها في العالم، بعد ان فقدت هذا الدور.. وبعد ان فقدت هيبتها وقد اصبحت «مكسر عصا» لكل طامع، تنهش لحمها الحي ديدان الارض، وبغاث الطيور..الخ.. وما يحدث في فلسطين المحتلة على ايدي الصهاينة الفاشيين خير مثال ويغني عن كل شرح وتفصيل..
الثانية: على الانظمة العربية ان تعيد الامانة لشعوبها « فمتى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احرارا» وذلك بالاخذ بالديمقراطية الحقيقية، التي تستند على تداول السلطة، والاقلاع عن الديمقراطية الشكلية، التي ادت الى ان تكفر الشعوب بكثير من هذه الانظمة، وتعميق الازمة.. واتساع الهوة بين الجانبين..وتعذر الاصلاح، واصرار الشعوب على تغيير جذري، اصلاح حقيقي يهدم هياكل الفساد والمفسدين والظلم والاستقواء بالاجنبي..ويعيد الامانة للشعوب لتقررمصيرها بنفسها..
باختصار..
حزيران باقٍ، ولن يغادر الساحات العربية، والشخصية العربية، حتى يتم اجتثاث اسباب هذه الكارثة..
وللحديث صلة..