عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    20-May-2020

“الحياة”.. فسحة أمل لمرضى السرطان في غزة
 
غزة-أخيرًا انتهت رحلة العذاب التي كان يعاني منها كمال أبو الريش، عند خروجه مضطرا من قطاع غزة إلى مستشفيات الضفة الغربية لتلقي العلاج الكيماوي لإصابته بالسرطان.
 
وكان أبو الريش (70 عاما) يتنقل من قطاع غزة عبر معبر بيت حانون (إيرز) الإسرائيلي إلى مستشفى تخصصي في الضفة الغربية المحتلة كل أقل من شهر لتلقي علاجه قبل أن تمنعه إسرائيل من ذلك نهاية يناير/ كانون ثاني الماضي لأسباب وصفتها “بالأمنية” بحسب ما يقول.
 
ويضيف “أبو الريش” للأناضول، “أصبت بمضاعفات صحية صعبة جراء منعي من التنقل لاستكمال العلاج من مرض السرطان في القولون والمستقيم، الذي عاد لي بعد شفاء دام لخمس سنوات”.
 
ومع حالة الإغلاق التي فرضت بسبب جائحة كورونا في كل من الجانبين الفلسطيني في غزة والإسرائيلي، باتت إمكانية التوجه للعلاج أكثر استحالة بالنسبة لأبو الريش.
 
وبعد ظهور جائحة “كورونا” تحديدا في 29 مارس/ آذار الماضي، تعاقدت وزارة الصحة الفلسطينية (مقرها رام الله بالضفة الغربية) مع مستشفى “الحياة” التخصصي (غير حكومي) في غزة، لاستقبال كافة مرضى الأورام الذين تحولهم إليها الوزارة.
 
ويقول أبو الريش، وهو يتلقى جرعة كيماوية على أحد الأسرة في مستشفى “الحياة”، إنه سعيد لانتهاء “رحلة العذاب” التي كان يعانيها على المعابر الإسرائيلية، كلما جاء موعد جرعاته العلاجية.
 
ويصف أبو الريش ما كان يحدث على المعبر الإسرائيلي قائلا، “أنهم (الإسرائيليون) لا يراعون الأوضاع الصحية للمرضى، ويماطلون في إعطاء تصاريح التنقل للوصول إلى الضفة”.
 
ويضيف: “إلى جانب ذلك، فإن المريض يتكبد تكلفة التنقل والمواصلات المرتفعة، كي يصل من غزة إلى مستشفيات سواء الضفة الغربية أو إسرائيل”، لافتا إلى أن بعض المرضى “لا يملكون هذه التكلفة أحيانا”.
 
كما يعاني بعض المرضى الذين كانوا يخرجون للعلاج في الخارج من منع إسرائيل مرافقة أحد أفراد عائلاتهم لهم، ما يعني أن المصاب بالسرطان عليه أن يتحمل هذه الرحلة الصعبة، وعذاب المرض، وتعب تلقي الجرعات الكيماوية وحيدا.
 
ويقول رئيس مجلس إدارة مستشفى “الحياة” رفيق الزنط، إن جائحة كورونا “فرضت على الحكومة الفلسطينية ضرورة إيجاد حل لمرضى السرطان بغزة، الذين كانوا يتلقون جرعاتهم الكيماوية في الخارج بتغطية مالية منها”.
 
ويضيف الزنط للأناضول، أن “وزارة الصحة أنهت مشكلة مرضى السرطان الذين كانوا على شفا حفرة من الموت، كما أنها خففت من معاناتهم”.
 
ويبين أن توقيع العقد بين المستشفى والوزارة “جاء بعد مرور نحو 3 أسابيع لم يتلق خلالها مرضى السرطان جرعاتهم الكيماوية، نتيجة حالة الإغلاق التي فرضتها الجهات الحكومية بغزة ومنع خروج المواطنين من القطاع”.
 
ويردف: “حتى وإن سمحت السلطات في غزة (حركة حماس) بخروج المواطنين من القطاع للعلاج، فإن ذلك غير ممكن بسبب الإغلاق الإسرائيلي للمعابر”.
 
ويشير الزنط، إلى أن “عددا من مرضى السرطان بغزة، فقدوا حياتهم نتيجة التأخير في تلقي جرعاتهم الكيماوية”.
 
ويشرح قائلا: “إن بعض مرضى السرطان يتلقون جرعاتهم الكيماوية كل أسبوعين أو ثلاثة، والتأخير يهدد حياتهم”.
 
وبدأ مستشفى “الحياة” باستقبال مرضى السرطان وفق الزنط، في 5 أبريل/ نيسان الماضي، حيث وفر لهم الادوية والجرعات اللازمة.
 
ويوضح الزنط، أن “الأدوية الخاصة بمرضى السرطان تصل غزة بناء على طلب المستشفيات، ومن الصعب وجودها في المستودعات أو الصيدليات”.
 
ويشير في هذا الصدد، إلى أن مستشفى “الحياة” نجح في استيراد الأدوية وشرائها من مستودعات الضفة الغربية وإسرائيل.
 
لكن بعض أنواع العلاجات وفق الزنط، “تحتاج إلى مدة قد تصل إلى 3 أشهر لتصل إلى غزة، بعد طلبها من الشركات خارج القطاع”.
 
ويلفت إلى أن المستشفى “تحتاج إلى نحو ثلاثة شهور حتى يتمكن من معرفة وإحصاء كافة الأدوية المطلوبة للمرضى، خاصة في ظل اختلاف وتعدد مناطق إصابتهم”.
 
ويوضح الزنط أن “كل فئة من المرضى لهم بروتوكولات وجرعات معينة، وأدوية تختلف عن الأخرى، ومعرفتها تحتاج إلى وقت”.
 
ويشير إلى أن أدوية علاج السرطان “تتنوع بين 200 صنف تقريبا”.
 
وحتى اللحظة بحسب الزنط، فقد تمكن المشفى من توفير الجرعات الكيماوية الخاصة بـ120 مريض تم تحويلهم إليها من وزارة الصحة، من مجمل 200 تحويلة.
 
ويوضح الزنط، أن الجرعات التي توفر لمرضى السرطان بغزة هي الجرعات العالمية التي تعطى للمرضى في الخارج.
 
ويعتبر الزنط، أن تحويل مرضى السرطان للعلاج داخل قطاع غزة خفف عنهم معاناة “السفر، والطريق الطويلة، والإرهاق، وتكلفة المواصلات، ومعاناة الابتزاز الاسرائيلي لهم”.
 
وتسعى مستشفى “الحياة”، بحسب الزنط، إلى تعاقد مع وزارة الصحة والاتفاق على إجراء جميع العمليات الجراحية التي يحتاجها مرضى الأورام بغزة داخل المستشفى.
 
ويؤكد الزنط، على أن علاج مرضى السرطان داخل المستشفى سيتواصل حتى بعد انتهاء أزمة جائحة كورونا.
 
يقول استشاري ورئيس قسم علاج الأورام في وزارة الصحة بغزة خالد ثابت، إن القطاع يسجل إصابة حوالي 120-130 حالة جديدة للأورام السرطانية شهريا.
 
ويوضح ثابت للأناضول، أن نسبة الإصابة بالسرطان في غزة تقدر بنحو 90 حالة لكل 100 ألف وفق آخر الإحصائيات.
 
ويذكر أن عدد المرضى الذين يتعالجون حاليا بالمستشفيات يصل إلى 6 آلاف مريضإلى ا
 
ويبين ثابت، أن المستشفيات التابعة للجهات الحكومية بغزة “تعالج ما بين 40-60% من مرضى السرطان، وما دون ذلك يتم تحويله للمستشفيات المتعاقدة مع الوزارة”.
 
ويضيف أن “أي مريض ليس له علاج متوفر في وزارة الصحة بغزة يتم تحويله للخارج، ما عدا العلاج الإشعاعي فهو غير متوفر نهائيا”.
 
وبحسب وزارة الصحة الفلسطينية، فإن مخازنها تعاني من نفاد 44 بالمئة من الأدوية، و35 بالمئة من المستهلكات الطبية، و65 بالمئة من المواد المخبرية.
 
ويشير ثابت، إلى أن جائحة كورونا والإغلاق الإسرائيلي “تسببا فعليا بوفاة عدد من مرضى السرطان (دون توفر إحصائية)، وذلك بسبب حصول مضاعفات صحية لديهم بسبب عدم تلقيهم الجرعات الكيماوية”.-(الأناضول)