عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    20-Dec-2019

أصبحنا طغاة - بقلم: جدعون رايخر

 

معاريف
 
اليهود الذين قدموا الى البلاد بعدما نالوا حظا وافرا من الاضطهاد من الامم التي كانوا يعشون، اصبحوا بانفسهم يمارسون اضطهاد الغير، أتريدون برهانا؟ تفضلوا. قرأنا في “معاريف” عن هايل علي ابن 12 من قرية عسفيا، تلميذ درزي في مدرسة “شلومو تل” في حيفا، والذي لا يمكنه أن يعود الى مقعد الدراسة، الى رفاقه، الى معلميه والى اللغة العبرية. وذلك لأن رئيسة بلدية حيفا لا تسمح من الآن فصاعدا للتلاميذ الذين ليسوا من سكان المدينة ان يتعلموا فيها.
خزي وعار. التلميذ التعيس المطرود يقول للمراسلة سيغال بن دافيد “عندي هناك اصدقاء، لا اريد أن ابتعد عنهم”.
وهو يضيف “اشعر ان هذا تمييز ضد كل الاطفال الدروز الذين يريدون أن ينجحوا في حيفا. هذا يغضبني ويهينني لانه في عائلتنا حتى الان اجيال على اجيال يتعلمون في حيفا ويقاتلون من اجل الدولة”. تلميذ آخر، هو تيمور كيوف، الذي يتعلم في مدرسة “ايهود” في حيفا يقول: “اشعر بالاهانة والغضب. يؤلمني ان يطردونني هكذا. انا من عسفيا، ولكني اريد أن اتعلم في حيفا وان اتعرف على ثقافات مختلفة”.
ابو جد التلميذ المطرود هو القاضي الدرزي الاول، الشيخ لبيب ابو الركن، الذي بادر الى تجنيد الدروز للجيش الاسرائيلي وانقذ آبا حوشي، رئيس بلدية حيفا الاسطوري، عندما فر من أيدي البريطانيين واختبأ في عسفيا الدرزية.
لهذا القرار الذي تثور له النفوس لإبعاد الدروز عن المدارس في حيفا يضاف، في مستوى مختلف قليلا، دافيد الحياني، رئيس مجلس “يشع” للمستوطنين الجديد. في مقابلة معه يشكو من المزارعين اليهود من الغور الذين يشعرون بأنهم من الدرجة الثانية من حيث المعاملة التي يتلقونها من الدولة لانهم لا يسكنون في اراضي الدولة. وفي نفس الوقت يقترح على ابناء الشعب العربي الذين يعيشون في نطاق المناطق، ان يشطبوا تطلعهم لدولة مستقلة. يقترح عليهم “الاندماج في دولة اسرائيل”، ويضيف تحفظا: “هم لن يتمكنوا من التصويت للكنيست”. بمعنى أننا سنربي في داخلنا، بناء على اقتراحنا، مئات وآلاف من بني البشر ممن يساهمون لدولة اسرائيل، يعززون قوتها، يتنزهون فيها، يولدون وينجبون في داخلها، ولكنهم لا يحظون بالحق المكتسب لكل مواطن – التصويت للكنيست.
كيف يحصل هذا؟ الشعب اليهودي الذي حتى هذا اليوم يدحر الى الهوامش حتى في بلدان متنورة في ارجاء المعمورة، وما يزال يعاني من الاضطهاد والعنصرية، هذا الشعب الذي وصل لاسرائيل ووجد فيها مواطنين ليسوا يهودا يسكنون فيها، يقرر اقصاءهم عن كل حق ديمقراطي. ان يعرض على ملايين الفلسطينيين دولة خاصة بهم؟ لا ، الويل للعيون التي هكذا ترى وللآذان التي هكذا تسمع.