عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    15-Jul-2024

الحديد : إشادة دولية بمواقف الملك الإنسانية تجاه غزة

 الدستور-حوار : نيفين عبد الهادي وكوثر صوالحة

تدور في ذهنك عشرات إن لم يكن مئات الأسئلة، وأنت تتجه لحوار شخصية تجلس على رأس هرم منظمة إنسانية وإغاثية، ونحن نعيش زمنا غدت به هذه المؤسسات حاجة ماسة ليس فقط في عملها «الهام بطبيعة الحال» إنما في تحديد مفاهيم وأدوات واضحة للعمل الإنساني والإغاثي تحديدا بعد السابع من تشرين الأول من العام الماضي 2023 وبدء الحرب على أهلنا في غزة، فقد غيّرت هذه الحرب تعريف الكثير من مفاهيم الحياة وشكل أدواتها.
قابل الحرب على أهلنا في غزة، دور أردني وجهود بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني إنسانيا وإغاثيا بات هو الأفضل والأكثر حضورا على مستوى دولي، وفي الدخول بتفاصيله نحتاج مساحات واسعة لهذه الغاية، كان من بينها مؤتمر الاستجابة الإنسانية الطارئة في غزة، الذي عقد في منطقة البحر الميت، وجمع مئات الشخصيات للوصول إلى صيغة عملية لمساعدة أهلنا في غزة، علاوة على توجيهات جلالة الملك لكافة المؤسسات ذات العلاقة بالشأن الإنساني والإغاثي، لتقديم كل ما يحتاجه الغزيون، من عون غذائي وطبي وإنساني وإغاثي، بمتابعة شخصية من جلالته وفق ما تؤكده كافة هذه المؤسسات.
وفي إطار متابعات جريدة «الدستور» للدور الأردني العظيم بقيادة جلالة الملك، لدعم الأهل في غزة، ومدّ يد العون والمساعدة لهم على كافة الأصعدة تحديدا الإنسانية والإغاثية منها، وللوقوف على تفاصيل الحقائق من أفواه أصحابها، التقت في حوار خاص الرئيس العام للهلال الأحمر الأردني الدكتور محمد مطلق الحديد، الذي حضر بمعلومات هامة ورد على كافة الأسئلة بكل شفافية، وحرص على شرح واقع غزة، وما قدمه ويقدمه الأردن بقيادة جلالة الملك من جهود جبّارة بهذا الإطار.
وقال الدكتور الحديد إن جلالة الملك دعا قبل أشهر لاجتماع بأحد الفنادق جمع كافة الجمعيات والمنظمات الإنسانية من بينها والصليب والهلال الاحمرين وغيرها من المنظمات التي تعمل في الميدان، وشدد على ضرورة دعم غزة، وتحدث جلالة الملك بوضوح لكافة العاملين بهذه المنظمات أن هناك حاجة لتقديم الدعم للأهل في غزة، ويجب أن تكون الجهود مكثفة حتى نستطيع أن نخفف من معاناة الأهل في القطاع.
وفي خطوة أردنية حصلت على كافة التسهيلات، كشف الدكتور الحديد عن تنسيق مع الهلال الأحمر في غزة لاستقبال أطفال من غزة وعلاجهم وإجراء عمليات جراحية لهم، وإعادتهم لغزة، لاستقدام أعداد أخرى، وقد أكد نشامى الجيش العربي استعدادهم لإرسال طائرة خاصة لمطار العريش واحضارهم، ولكن للأسف إسرائيل تعرقل هذه الخطوة ولم يصلنا أي طفل حتى الآن، حتى أننا فوجئنا بأن عددا من الأطفال استشهدوا ممن ضمتهم القائمة.
الجهد الأردني بقيادة جلالة الملك لنُصرة الأهل في غزة، وتقديم الدعم الإنساني والإغاثي لهم، وأهمية مؤتمر الاستجابة الإنسانية في غزة، والتنسيق ما بين الهلال الأحمر الأردني والفلسطيني في غزة، ودور المستشفى الميداني الأردني في خان يونس بتقديم الخدمات الصحية للأهل في غزة، وتفاصيل كثيرة تحدث عنها الرئيس العام للهلال الأحمر الأردني الدكتور محمد مطلق الحديد في الحوار الخاص مع جريدة «الدستور» التالي نصه:لقاء الملك قبل أشهر
** الدستور: هل يمكن وضعنا بصورة توجيهات جلالة الملك عبد الله الثاني للمنظمات الإنسانية والهلال الأحمر لتقديم الدعم اللازم لأهلنا في غزة، سيما وأن جلالته حرص منذ بداية الحرب على متابعة هذا الجانب شخصيا؟.
- د. الحديد: الأردن بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني يقوم بجهود جبّارة لدعم الأهل في غزة إنسانيا وإغاثيا، وهنا تفرّد بهذا الجانب، ذلك أن كثيرا من دول العالم للأسف لا تدعم هذه الجهود ولا تدفع باتجاه تحقيق مطالبات جلالته التي تحتاج دعما دوليا بوقف الحرب على الفور وتسهيل إيصال المساعدات بكميات كبيرة لغزة.
ويجب بهذا الإطار الإشارة إلى أن جلالة الملك عبد الله الثاني دعا قبل قرابة الأربعة أشهر لاجتماع بأحد الفنادق حضره جلالة الملكة رانيا العبدالله، وسمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد، دعا جلالته كافة الجمعيات والمنظمات الإنسانية من بينها الصليب الاحمر والهلال الأحمر، وغيرهما من المنظمات التي تعمل في الميدان، وذلك لدعم غزة، وكان وجود جلالة الملك تأكيدا على الاهتمام الكبير بهذه القضايا الإنسانية.
وتحدث جلالة الملك بوضوح لكافة العاملين في المنظمات الإنسانية ان هناك حاجة كبيرة لدعم أهلنا في غزة، ويجب أن تكون الجهود مكثفة حتى نستطيع أن نخفف من معاناة الأهل في غزة.
هناك اهتمام كبير وشخصي من جلالة الملك عبد الله الثاني، وكما شاهدنا جلالة الملك وأصحاب السمو الأمراء يرافقون الانزالات الجوية، علاوة على ما يبذله جلالته من جهود دبلوماسية كبيرة لإيقاف الحرب، وايصال المساعدات، لكن للأسف هذا الأمر يحتاج اجماعا دوليا، وما نراه الآن بوصلة الإنسانية فقدوها وبوصلة الاخلاق غير موجودة عند الكثير من الدول.
أذهلهم اهتمام الملك
**الدستور: كيف تقرأون أهمية مؤتمر «الاستجابة الإنسانية الطارئة لغزة» الذي عقد في منطقة البحر الميت مؤخرا على رسالة المنظمات الإنسانية؟ وهل كان له نتائج عملية على عملكم؟.
- د. الحديد: كأول ردة فعل وانطباع للمؤتمر، أن مؤتمر الاستجابة حضره عدد من المنظمات الإنسانية، وحتما كان له أثر إيجابي على عملنا، وما أؤكده هنا أن كافة المنظمات وكل من حضر المؤتمر الذي كان له صدى كبير، أذهلهم اهتمام جلالة الملك عبدالله الثاني ومتابعته الشخصية ومدى اهتمامه بالقضايا الإنسانية، وهذا الأمر شجع الكثيرين لتقديم المساعدات لأهلنا في غزة.
دور كبير للمستشفى الميداني
** الدستور: وأنتم منظمة معنية بالعون الإنساني على مستوى دولي، كيف تقرأون أهمية المستشفى الميداني الأردني في غزة؟.
- د. الحديد: المستشفى الميداني في غزة، وتحديدا في خان يونس يقوم بدور كبير جدا، فإذا ما قلنا إن هذا المستشفى أنشئ ليخدم 10 آلاف مواطن في غزة، هو الآن يخدم 30 أو 40 ألفا، فنحن نتحدث عن أكثر من مليوني مواطن غزي، ما يجعل من وجود المستشفى ضرورة كبيرة لتقديم العون الطبي والصحي، وحتما يقوم بدور هام جدا بهذا الشأن.
** الدستور: هل هناك تعاون بين الهلال الأحمر في غزة والمستشفى الميداني الأردني في خان يونس؟.
- د. الحديد: بالطبع هناك تعاون، فالهلال الأحمر يرسل الكثير من الحالات للعلاج في ميداني خان يونس، وهناك تواصل معنا بهذا الشأن، وكثيرة هي الحالات التي أوصلها الهلال الأحمر في غزة للمستشفى الميداني الأردني، ونحن نتابع كل شيء في إيصال الحالات والتواصل مع الميداني لعلاج الغزيين.
اتصال يومي مع غزة
** الدستور: ما مدى التواصل بين الهلال الأحمر في الأردن والهلال الأحمر في غزة؟.
- د. الحديد: هناك اتصال يومي مع الهلال الأحمر في فلسطين وغزة، واتصال مع مندوب وزارة الصحة في غزة، فالاتصالات لا تنقطع ونحن على مدار الساعة نتواصل معهم لتقديم ما من شأنه مساعدتهم وتقديم العون لهم، لكن كما أسلفت للأسف إسرائيل تعيق أي جهود لمساعدة أهلنا في غزة.
يوميا هناك اتصالات مع الهلال الأحمر الفلسطيني، حتى أن كوادر الهلال الأحمر الفلسطيني إن رغبت الذهاب لأي منطقة بالعالم تتم من خلال الأردن، وهناك اجتماعات في عمان خلال شهر (10) القادم سيحضرها الهلال الأحمر الفلسطيني من رام الله وغزة.
علاج أطفال غزيين بالأردن
** الدستور: هل تم الاتفاق على علاج مرضى من غزة في الأردن من خلالكم؟.
- د. الحديد: بالفعل، تم التنسيق مع الهلال الأحمر في غزة أن يستضيف الأردن عددا من الأطفال الغزيين، من خلال الهلال الأحمر الأردني، إضافة لما يتم تحويله من الحالات للمستشفى الميداني، وتابعنا كافة التفاصيل مع مندوب وزارة الصحة والهلال الأحمر في غزة وكان هناك تنسيق لاستقدام (100) طفل غزيّ بالأردن، لإجراء عمليات جراحية ومداخلات في الأردن.
وتم وضع قائمة بأسماء الأطفال، ووضع الأردن على كافة المستويات تسهيلات كبيرة لاستضافتهم، وأبدت كافة الجهات استعدادها للدعم، فيما أكد الجيش العربي استعداده ارسال طائرة لاستقدام الأطفال من مطار العريش، وتم الاتفاق ان نعالجهم ونعيدهم، وبعد ذلك نحضر أعدادا أخرى، لكن عندما أرسلنا القائمة فوجئنا بأن عددا من الأطفال بها استشهدوا، وقسما آخر مفقودون، فلم يصل لنا أي طفل منهم حتى الآن، على الرغم من تأكيدنا على استقبالهم وتوفير كل ما يلزم وأكدنا جاهزيتنا لذلك، لكن إسرائيل تعيق ذلك حتى أنهم ذهبوا مؤخرا للطلب بأن يكون مرافق الأطفال بعمر (70) عاما، حقيقة ما تقوم به إسرائيل «تعجيز».
نحن ننسق ونقدم كل ما يمكن أن نقوم به، لكن للأسف لم نتمكن من تحقيق ما نسعى له لذا نحن نطالب بمعابر آمنة حتى نتمكن من استقدام مرضى وجرحى نحن نريد توفير ما يحتاجون طبيا، وبعد الشفاء نعيدهم ونحضر غيرهم، والتنسيق موجود والاتصالات موجودة لكن الاحتلال يضع العوائق.
الوصفة الأردنية الحل الحقيقي
** الدستور: ترون الحل لتحقيق مهامكم بتطبيق الوصفة الأردنية التي تحدث بها جلالة الملك عبد الله الثاني منذ بدء الحرب على أهلنا في غزة، بوقف الحرب وايصال المساعدات؟.
- د. الحديد: حرفيا، هذا ما سيحقق لنا الظروف المناسبة للقيام بمهامنا الإنسانية والإغاثية، والوصفة الأردنية التي طرحها جلالة الملك عبد الله الثاني، هي الحل الحقيقي والعملي لأن نقوم مهامنا الإنسانية، في وقف نهائي للحرب، ووجود المعابر الآمنة ليس فقط للمواد الطبية أيضا لدخول الكوادر الطبية، حتى أننا لا نمانع في حال رفض أي اسم أن نرسل غيره، ونوافق كذلك على تفتيش ما نرسل لكن المهم وقف الحرب ووجود المعابر حتى تصل المساعدات للأهل في غزة.
بالوضع الطبيعي كانت غزة تحتاج ألف شاحنة مساعدات، الآن بالحد الأدنى تحتاج 3 آلاف شاحنة.
لا يوجد لنا قوة الزامية
** الدستور: هل تملكون صلاحيات لفرض الأسس الإنسانية على أي دولة تنتهك حقوق الإنسان، هل لديكم أدوات لهذه الغاية؟.
- د. الحديد: من المقرر عقد مؤتمر خلال شهر تشرين الأول القادم للمنظمات الإنسانية سوف نشدد خلاله بان يكون هناك ضغط لحماية أهل غزة، سيما وأن لهم صفة مراقب بالأمم المتحدة وان يضغطوا لوجود ممرات آمنة لإيصال المساعدات، كونها ستشكل الكرت الأبيض لإيصال المساعدات، ودونها فإن الحال يزداد صعوبة، وللأسف الآن إسرائيل لا يوجد أحد يضغط عليها لوقف الحرب وإيجاد هذه الممرات.
الأردن فقط من يقوم بدور جبّار، وكثير من الدول متفرجة، وما أريد التأكيد عليه هنا نحن لا يوجد لنا قوة الزامية حتى القانون الدولي الإنساني توافقي لا يوجد شيء ملزم نلزم به أحدا.
في ظل ما يحدث يجب تشكيل لجنة لمحاكمة من انتهك القانون الدولي الإنساني، وليس المطالبة بتعزيزه، ففي تشكيل اللجنة هكذا يعزز القانون.
تعاون عربي
وبطبيعة الحال هناك تعاون عربي كبير بيننا في الهلال الأحمر لمساعدة أهلنا في غزة، جميعنا على خط واحد، ويربطنا الكثير من التفاصيل التعاونية مع الهلال الأحمر الكويتي، لكن للأسف لا نملك أي قرارات نحن نضغط من ناحية إنسانية فقط، بوقف ما يحدث الآن.
المنظمات مكبّلة
** الدستور: هل يمكن القول أن المنظمات الإنسانية مكبّلة في غزة، ودورها ما يزال متواضعا؟.
- د. الحديد: أؤكد ذلك تماما، نعم المنظمات الإنسانية مكبلة، ويمكن القول إن المنظمات الإنسانية «أخرس أطرش وأعمى»، للأسف، ليس فقط في إيصال المساعدات إنما أيضا بضرورة توفير ما يضمن سلامة المدنيين والكوادر الطبية والإغاثية.
الأولوية صحية
** الدستور: ما هي أكثر المستلزمات التي تُطلب منكم عند تواصلكم مع المعنيين في غزة؟.
- د. الحديد: يُطلب كل شيء، لا يوجد في غزة شيء لا يحتاجونه، لكن التركيز الآن على بناء القطاع الصحي، كون الأهل في غزة الآن يعانون من الأمراض وحالات نفسية، وأمراض صحية وخاصة بالتغذية، فالأولوية الآن إعادة بناء القطاع الصحي.
** الدستور: تحدثت منظمة الصحة العالمية وعدد من الجهات الصحية عن التخوف من انتشار الأوبئة في غزة نتيجة لهذه الحرب المدمرة، هل وقفتم على هذه التفاصيل وحقيقتها؟.
- د. الحديد: بالطبع، ستنتشر الأوبئة والأخطر ستشهد غزة تلوثا بيئيا كذلك واشعاعات ستؤثر عليهم، بالتالي يجب أن تتم معالجة فورية لكل ما يحدث، وكلما تأخرنا سيصبح الوضع أسوأ.
دورنا ليس فقط إيصال المساعدات
** الدستور: ما هي طبيعة مهامكم في غزة، وفي كل مناطق النزاعات، وأنتم تتحدثون أنكم لا تملكون الزاما قانونيا على من يخالف قانون حقوق الإنسان، إذن ما هو دوركم؟.
- د. الحديد: المنظمات الإنسانية الفهم عند الناس بأنها معنية فقط بإيصال المساعدات، نحن معنيون أن نكون صوت الضحايا والناس المظلومين، وأن نرفع أصواتنا بالحديث عن الأخطاء، فلا يعني أن نقوم بدور إنساني ونقف على الحياد ونبقى صامتين، الحياد ألا تنضم لصفوف المحاربين مفهومه عدم الانخراط بالنزاعات المسلحة، المساعدة فقط، لكن دورنا أيضا تخفيف الآلام وتقديم المساعدات الطبية والغذائية وكل ما من شأنه التخفيف على الضحايا والجرحى والمصابين.
وفي غزة اليوم، قليل جدا ما تقوم به المنظمات الدولية فحجم المعاناة وحجم المطلوب من مساعدات في غزة يفوق بكثير ما يصل إلى المحتاجين في غزة، الاحتلال يسمح بمرور عدد قليل من الشاحنات.
الأردن يقدم أكثر من المتوقع
** الدستور: وهل نحن في الأردن نعمل على تعزيز هذه الرؤية التي تتحدث عنها؟.
- د. الحديد: نحن في الأردن في آخر اجتماع لنا شاركنا به على مستوى جمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر الذي عقد في سوريا قبل قرابة الأسبوعين، طالبنا بضرورة وجوب تأمين ممرات آمنة مراقبة ومضمونة من قبل اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومن قبل الاتحاد الدولي للصليب والهلال الأحمر، حتى يتم تسيير المساعدات بشكل كبير، وتدفق كبير للمساعدات، علما بأن هذا المؤتمر كان قد تم الترتيب له قبل عامين.
الأردن يقدم أكثر مما هو متوقع ومنتظر منه، فنحن يوميا نسمع بتسيير عشرات القافلات والإنزالات الجوية.
وسيعقد في عمان في الثاني من شهر تشرين الأول المقبل مؤتمر للمنظمات الإنسانية سيتم أيضا التركيز خلاله على ضرورة نُصرة أهلنا في غزة، وتوفير المساعدات اللازمة لهم.
مساعدات الهلال الأحمر الأردني
** الدستور: هل يمكن وضعنا بصورة جهودكم بإرسال المساعدات للأهل في غزة؟.
- د. الحديد: في الهلال الأحمر الأردني نحن قدمنا الكثير بدعم كبير من الجيش العربي، وساهمنا في مساعدات بعض الإنزالات الجوية لأجهزة طبية كانوا بحاجة لها للمستشفى الميداني الأردني في غزة وقمنا بإرسال مساعدات دعم من الهلال الأحمر الكويتي أيضا لغزة.
ونرسل دوما شاحنات باستمرار ننسق مع كافة الجهات المعنية تحديدا الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية، وبرنامج الغذائي العالمي والجهات الرسمية، فنحن معنيون بأن تصل المساعدات بموجب قوانين تحكم عملنا يجب أن نعمل بموجبها، إذ يجب أن ترسل المساعدات للهلال الأحمر الفلسطيني الذي يقوم بدوره باستلامها وتوزيعها، كما يريد، وفي حال طلبت جهات منا هذه المساعدات لسنا معنيين بتوزيعها، فنحن نسلّم الهلال الأحمر الفلسطيني الذي يقوم بمهمة التوزيع، حتى وإن طلب المتبرع لنا تسليمها لجهة معينة نوصل رغبته للهلال الأحمر الفلسطيني الذي يقوم بدوره في التوزيع، الهلال الأحمر الفلسطيني مطالب بإرسال تقرير كيف تم التوزيع وعلى من، ونحن نتابع حركة المساعدات بشكل مكثف.
ونحن لدينا مخزن في مدينة مادبا نجمع به ما يصلنا من مساعدات لغزة وترسل عندما يسمح لنا بإرسال هذه المساعدات، ويمكن للمتبرع مرافقة ما تبرع به حتى الحدود فهناك شفافية في هذه الجوانب حتى نضمن أن يكون استمرارية بالدعم.
هناك نشاط وزخم بإمكانية تقديم مساعدات كثيرة لكننا ننتظر تأمين الممرات الإنسانية حتى تعبر، ففي موضوع المساعدات لم احضر مؤتمرا طيلة خدمتي في الهلال والصليب الأحمر إلاّ كانت أحد المطالبات تأمين وصول المساعدات، لكن في غزة لم يحدث ذلك نحن نطالب بذلك حتى نضمن وصول المساعدات والسماح للكوادر الطبية والإسعاف العاملة في الصليب والهلال الأحمر إمكانية الدخول حتى تقوم بواجبها.
ازدواجية معايير
** الدستور: هل تشعرون بوجود ازدواجية بالمعايير الإنسانية تحديدا مع أهلنا في غزة؟.
- د. الحديد: أؤكد ذلك، نحن في غزة قليل جدا ما نقوم به، ولا يمكن المقارنة بين الصليب والهلال الأحمر وتجاوبهما أثناء أزمة أوكرانيا وفي الحرب على غزة، هناك ازدواجية بالمعايير، ونطالب فقط بتوحيد المعايير القانونية والأخلاقية فلا يجوز أن تترك بهذا الشكل.
ونطالب كافة الجهات والمنظمات الإنسانية القيام بواجبها في توفير الحماية للمدنيين والأهل في غزة المحتلين حسب اتفاقية جنيف الرابعة، فنحن نرى بوضوح أن الحديث عن محاولات لتأمين إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين، وفي المقابل لا تتحدث عن (12) الى (15) ألف أسير فلسطيني، فحتى نقتنع نحن العاملين بهذا المجال بهذه الرؤى والمعايير يجب أن أجد حيادا بالتعامل.