عمان-الغد- تقول ديمة سختيان، رئيس هيئة المديرين في مجموعة سختيان الصناعية التجارية، لطالبات مدرسة القدس الثانوية للبنات ضمن حملة قادة الأعمال التي تنفذها مؤسسة “إنجاز” للسنة الحادية عشرة على التوالي، في جبل النزهة، إن أهم شيء في الحياة هو التربية والتعليم، فكثير من الممارسات التي يشاهدنها حاليا تأتي من غياب التربية والتعليم.
وتذكر سختيان أنها درست في مدرسة الأهلية للبنات، ثم التحقت بإحدى الجامعات الأميركية، بتخصص الرياضيات نظرا لحب أهلها للتخصصات العلمية، ودرست الجيولوجيا وعلوم الأرض التي كانت هوايتها.
بعد الجامعة التحقت بشركة أهلها مجموعة سختيان التي أسسها جدها في نابلس ثم انتقلت إلى عمان، بدأت موظفة صغيرة، تطبق عليها قوانين وأنظمة الشركة مثلها مثل باقي الموطفين.
وأكدت أهمية عمل الفتاة حتى يكون لها شخصية وكيان في بيتها، واستذكرت موقفا لها بعد 17 عاما في الشركة تنقلت خلالها في مختلف الأقسام، أنها اختلفت مع الشريك واستقالت من منصب المدير العام، اعتراضا على الأسلوب في التعامل مع بعض الملفات، “فالمبادئ لها ثمن”. وتشير إلى أنها بعد ذلك لم تشعر بالانهزام، وكانت تملك شركة سياحة صغيرة، ووقت حرب العراق العام 2003، غامرت وذهبت للعمل في العراق، من خلال الشركة التي تضم 5 موظفين فقط، فأصبحوا يعملون 24 ساعة، وكانت تقوم بكل الأعمال، حتى إحضار الزبائن من المطار فهي “تحب العمل”، حتى نجحت الشركة بشكل كبير.
وتضيف “بعد العراق ذهبت للعمل في أفغانستان، فكنت أحاول استغلال أي فرصة متاحة، بعد ذلك مللت من مناطق الحروب، فهي “تأخذ جزءا من الإنسان” ويجب أن أستمتع بكل ما أعمل، وهو الأمر الذي يعد سرا للنجاح، يضاف له الشغف”. وتتابع “بعد 10 سنوات، طلب مني العودة إلى مجموعة سختيان، لإدارتها، عدت بنضوج وخبرة مختلفة، ودخلت مجلس انتخابات غرفة الصناعة، لثلاث دورات متتالية، مستفيدة من مبادئي وحرصي على القطاع الصناعي، وكنت المرأة الوحيدة في غرفة صناعة عمان- الأردن”، مؤكدة أن الخبرة والعلم يقويان الفتيات، ويجعلان لهن الكلمة العليا في العمل والبيت.
وأكدت سختيان للطالبات أهمية احترام الأشخاص الأكبر عمرا وقدرا، والقناعة والسعادة بما لديهن التي تولد الطاقة الإيجابية، إضافة إلى أهمية الطموح لتحقيق أهدافهن، مشيرة إلى أن الفرصة الآن متاحة للعنصر النسائي لإثبات وجوده، الأمر الذي يتطلب شبكة مواصلات ودور حضانة تدعم عمل النساء.
وركزت سختيان للطالبات على أهمية مواجهة الإنسان ضعفه وتطويعه ليكون نقطة قوة، مشيرة إلى أن طموحها حاليا هو تنظيم وقتها للاستفادة منه في تربية ابنتها الوحيدة، في حين أنها تندم حاليا على الوقت الضائع على بعض الأمور السخيفة، وهو أحد الأمور التي علمتها إياها الدنيا، وهي ترتيب الأولويات.
يذكر أن حملة قادة الأعمال هي أحدى برامج مؤسسة “إنجاز” التي أطلقتها العام 2008 تحت رعاية جلالة الملكة رانيا العبد الله، وتنفذها “إنجاز” للسنة الحادية عشرة على التوالي بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم والقطاع الخاص الأردني، وتم إطلاق الحملة هذا العام بالتعاون مع مشروع دعم الفرص الاقتصادية للمرأة في الأردن التابع للحكومة الكندية، وبشراكة إعلامية مع صحيفة الغد وراديو هلا.