عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    17-Feb-2020

سلوكيات تؤثر سلبا في العلاقات الزوجية.. كيف تتجنبها؟

 

عمان- الغد-  يواجه كل زواج عددا من التحديات التي من الممكن أن تدمره، ولكن هل تعلمون أن هناك أربعة سلوكيات إذا تم تجنبها فإن فرص العيش بعلاقة صحية وسعيدة على المدى البعيد ستزداد بشكل كبير؟
درس الباحث في العلاقات الزوجية، الدكتور جون جوتمان، أكثر من ألف من الأزواج لما يزيد على أربعة عقود، ووجد أن هناك نوعين من الأزواج فيما يتعلق بالعلاقات:
– خبراء العلاقات الذين لديهم علاقات ناجحة نوعا ما، ويعيشون حياة مُرضية.
– كوارث العلاقات الذين يواجهون صعوبات في العلاقة ولا يشعرون بالسعادة، وينتهون عادة بالطلاق. هذه العلاقات الكارثية تشترك في مجموعة من الأمور، منها أساليب التواصل غير الصحية الآتية:
– الانتقاد: وهو تحويل شيء فعله الطرف الآخر في العلاقة إلى وصمة لشخصه أو لشخصيته. فيبدأ الانتقاد عادة بجمل مثل: “أنت دائما”، أو “في حياتك لم”، وذلك بتوجيه أصابع الاتهام إلى الطرف الآخر، والإشارة إلى أن هناك ما هو خاطئ في شخصيته، وعلى سبيل المثال:
“دائما ما تكون ثيابك على الأرض، أنت فوضوي”.
“دائما ما تتخذين القرارات بالنيابة عني كأنني غير موجود”.
“أنت لا تسألني أبدا عن يومي، فكل ما تفكر به هو العمل”.
ماذا يفعل “خبراء العلاقات”؟
يتصرفون بلطف حينما يتحدثون في أي أمر، فهم يشتكون من دون لوم بالحفاظ على الموضوع مقتصرا على السلوك الذي أزعجهم أو آذاهم، ويبدؤون عادة كلامهم بكلمة “أنا” ليعبروا عما يشعرون به، وماذا يحتاجون من الطرف الآخر، فعلى سبيل المثال:
“أشعر بأنني مثقلة بأعمال المنزل، وستكون قد قدمت لي مساعدة كبيرة إذا وضعت ثيابك في مكانها بدلا من تركها على الأرض”.
“أود أن تأخذي رأيي قبل اتخاذ أي قرار بالنيابة عني، لو سمحتِ، فذلك أمر مهم بالنسبة لي”.
“لقد كنتَ مشغولا كثيرا بالفترة الأخيرة، وقد افتقدت للجلوس معا، والتحدث حول يومنا، ما رأيك بأن نخرج لتناول الطعام؟”.
– الموقف الدفاعي: هو محاولة حماية النفس من خلال العثور على عذر لسلوكياتنا من خلال التهجم أو القيام بدور الضحية، ويكون عادة ببدء الكلام كما يلي:
“لا أنا لم أقل، أو أفعل ذلك”، “هذا غير صحيح، بحياتي لم”، “على الأقل أنا لا”، و”حتما لا، فأنا دوما”.
ماذا يفعل “خبراء العلاقات”؟
يتحملون المسؤولية ولو لجزء صغير من المشكلة، فيبدؤون جملهم بأسلوب فضولي، وبمحاولة فهم وجه نظر الطرف الآخر، ثم يجدون جزءا صغيرا يمكنهم الاعتراف به أنهم كانوا مخطئين، ويظهرون اعترافهم هذا بالخطأ بإحدى طريقتين؛ إما بالاعتذار، أو بتأكيد وجهة نظر الطرف الآخر:
“أخبريني المزيد عن”، “إذا أنت تقول”، “ما الذي أزعجك تحديدا في..؟”، و”ماذا عنيت بـ..”.
– الازدراء: وهو مهاجمة الطرف الآخر بتوجيه إهانة، أو بإساءة نفسية. إن الازدراء يعد أكثر عامل مدمر للعلاقة الزوجية، وهو المؤشر الأول للطلاق، ويسميه الدكتور جوتمان “الحمض الكبريتي للحب”، لأنه يؤدي إلى تآكل الحب والثقة مع الوقت، وهو معاملة الطرف الآخر بعدم احترام من خلال: استخدام المزاح العدائي، السخرية، الاستهزاء، والتقليد الساخر لتصرفات الآخرين، استخدام لغة جسد عدائية مثل قلب العينين، أو إصدار أصوات استهزاء، إطلاق الألقاب المهينة، التحدث مع الطرف الآخر باستعلاء.
الشعور بأنكم أذكى أو أفضل أو أكثر حساسية من الطرف الآخر في أي مجال، فمثلا أن تطلبوا من الطرف الآخر الاهتمام بالأطفال، وفي الوقت ذاته انتقادهم وتوجيه الإرشادات لهم ليقوموا بذلك على طريقتكم، وعدم تقبل طريقتهم.
ماذا يفعل “خبراء العلاقات”؟
– يبتعدون عن السخرية والدعابات اللئيمة.
– يتجنبون الإهانات وإطلاق الألقاب.
– ينتبهون للغة الجسد.
– يستمعون لوجهة نظر الطرف الآخر، ويؤكدونها بدلا من إخبارهم أنهم حساسون أو يبالغون في ردود أفعالهم.
– يعتمدون التقدير في علاقتهم، وذلك بالبحث عن الأشياء الجيدة التي يقوم بها الطرف الآخر وإخبارهم عنها، بدلا من تصيد الأخطاء والعيوب.
– التجاهل: وهو الانسحاب لتجنب الخلاف ومناقشة نقاط عدم الاتفاق. فيقوم المستمع بالانسحاب والانغلاق على النفس لتجنب المواجهة. ويفعل المنسحبون ذلك عندما يشعرون بأن المشاعر تغمرهم وأنهم مرهقون نفسيا، فبدلا من مواجهة الأمر يفعلون ما يلي:
– الانسحاب من الحوار بعدم الإنصات والنظر بعيدا أو إلى شيء آخر مثل التلفاز أو الهاتف.
– يخرجون من الغرفة أو من المنزل.
ماذا يفعل “خبراء العلاقات”؟
– يتوقفون عندما يشعرون بطغيان المشاعر السلبية؛ لأن الاستمرار سيزيد الأمور سوءا.
– يُعلمون الطرف الآخر أنهم يشعرون بمشاعر طاغية، وأنهم بحاجة لاستراحة لعشرين دقيقة على الأقل لتهدئة أعصابهم.
– يحرصون على العودة إلى النقاش بعد أن يهدؤوا بدلا من تجاهل الأمر، وذلك لمنع حصول ضغينة بينهم.
– مثلما يحرصون على تهدئة أنفسهم؛ كذلك يلاحظون متى تطغى المشاعر على الطرف الآخر، فيحاولون تهدئتهم لمنع تفاقم الخلاف.
إن إدراك أنكم تفعلون أمرا قد يؤذي علاقتكم هو أول خطوة في التغلب على هذا الأمر، فإذا تمكنتم من تجنب هذا السلوك أو استبداله بسلوك إيجابي أكثر، فستجعلون علاقتكم أقوى.
مريم حكيم
مستشارة في العلاقات الزوجية
مجلة “نكهات عائلية”