عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    04-Jun-2020

حان الوقت ليوضح غانتس شروطه بشأن الضم - عوزي برعام

 

هآرتس
 
أنا لم أتفق مع الانتقاد الشديد الذي تم توجيهه لبني غانتس. صحيح أنني تأسفت على حل ازرق ابيض، لكن لصالح رئيسه تقف حقيقة أنه -هو واصدقاؤه- قاموا بهندسة الطريق الى الحكومة مع الحفاظ على وجود تناوب بين رئيسي الحكومة والحصول على وزارة العدل التي كانت تشكل بؤبؤ عين نتنياهو.
مع ذلك، التناوب ليس كل شيء. فما نزال لا نملك رؤية كافية من اجل الحكم على الحكومة الحالية، لكن يمكننا أن نقيس نشاطاتها في هذه الاثناء. مثلا، رئيس الحكومة يتنمر على المستشار القانوني للحكومة ويقول إن خطواته القانونية تنبع من نوايا سياسية. هل هذا مضحك؟ نعم، لكن اقواله تتحول بالتدريج الى شعار عام يتم دفعه قدما من قبل اشخاص مثل افيشاي بن حاييم. وما الذي يفعله وزير العدل الجديد من ازرق ابيض، آفي نسكورن يدفع في كل مرة ضريبة كلامية للمستشار القانوني للحكومة، لكنه لا يقف على الباب ويدافع بسيف مسلول عن الذي عينه نتنياهو واصبح يكرهه بعد أن ادرك المستشار خطورة افعاله. وغانتس اظهر الاخلاص الكبير لشريكه وجعل حزبه يصمت بعد خطاب نتنياهو الهجومي وغير المسبوق في المحكمة. وقد دفع مقابل ذلك ثمنا باهظا في الاستطلاعات، وقام ببناء يئير لبيد إن الذي يهتم بتطبيق التناوب يجب عليه التمسك بمبادئه. غانتس قال مثلا اكثر من مرة بأنه انضم الى الحكومة من اجل الحفاظ على الوحدة ووقف الكراهية والتحريض. بعد يوم على بادرة حسن النية التي قدمها لنتنياهو هاجمته ميري ريغف، بما في ذلك مواد مختلقة تم جلبها من اقبية الحملة المظلمة. وهو كرئيس حكومة بديل ووزير للدفاع، لم يطلب فصلها. شمعون بيرس أبعد اسحق مودعي على اقل من ذلك، من حكومة التناوب التي شكلها مع اسحق شمير.
عندما يعلن رئيس الحكومة عن الضم في 1 تموز، وزير الدفاع ووزير الخارجية يتظاهران بعدم السماع، بهمس غير مسموع تقريبا يقولان إن ضما مصغرا سيجري فقط في اطار خطة سلام ترامب. ولكن ترامب يوجد في ورطة الآن، وكل ما يمكنه أن يفعله هو القول بأن الضم هو مقدمة مناسبة لخطته، ليس أكثر. وما الذي سيفعله ازرق ابيض حينها؟ حيث إن اعضاءه يدركون أن الضم يشكل كارثة لاسرائيل على المدى البعيد. ويدركون أنه قد جرى حوله نقاش كبير في الثمانينيات والتسعينيات، وأنه حتى اريئيل شارون ادرك بأن الامر يتعلق بوصفة لكارثة.
في الاتفاق الائتلافي وافق غانتس على تأييد الضم، وفقا لشروط دولية واقليمية. وهذه الشروط يجب عليه هو نفسه واشكنازي أن يقوما بعرضها على الجمهور. لأنهما من ذوي الصلاحيات العسكرية ولأنهما يتحملان المسؤولية المباشرة عن المناطق المحتلة.
هذه النشاطات ستزيد غضب اليمين الاستيطاني الذي يطالب بأن يكون فرض القانون الاسرائيلي في المناطق أو في جزء منها، لا يشمل اعطاء حقوق مدنية للفلسطينيين الذين يعيشون في المناطق التي سيتم ضمها. نتنياهو قال ذلك بصورة صريحة في مقابلة مع الصحيفة الناطقة بلسانه. ماذا يعني هذا اذا لم يكن ابرتهايد زاحف؟.
ماذا تقولون، يا ازرق ابيض؟ هل جئتم لوقف شهوة الضم لدى اليمين ومحاولة تملص المتهم من المحاكمة، أم جئتم من اجل مساعدة نتنياهو على تحقيق خطوات ستعيد اسرائيل الى الوراء؟ اذا عمل ازرق ابيض على تجسيد مبادئه وتوصل الى تسوية مع نتنياهو فهذا أمر جيد. واذا قام بالرقص على انغام قيثارته ولم يحدد موقف حاسم فهو سرعان ما سيتحول الى سراب سياسي وسيختفي من حياتنا بالسرعة التي ظهر بها. هو سراب ليس إلا، ازرق – ابيض – شفاف.