عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    22-Sep-2023

سكجها يكتب عن سنة مقبلة: معارضة من “غُبار” وأحزاب تتجدّد بالقديم!

عمون

 
باسم سكجها
 
ليس أسوأ من مسؤول قَصّر أو فسد في عمله فأعيد إلى بيته فسكت في قبره المنزلي، سوى مسؤول أعيد إلى رَبعه، فصار يجترح المعجزات اللفظية بأنّه كان سيفعل كذا وذاك، ولم يسعفه الوقت، وهكذا فقد صار معارضاً لا يشقّ لموكب كلماته غبار !
 
لا نتحدّث عن أشخاص بعينهم، فهناك عشرات العشرات من هؤلاء في تاريخنا السياسي، ومنهم من قضى نحبه السياسي ومنهم من ينتظر، وما بدّلوا تبديلاً، فأغلب أغلبهم كانوا يسعون إلى الموقع، والمنصب، من خانة المعارضة، أو التزلّف، أو غيره من أدوات الوصول، ولمّا أتاهم على طبق من ذهب ذلك اللقب: “صاحب المعالي أو العطوفة أو السعادة أو غيره”، سكتوا دهراً، وبرّروا كثيراً وهم يعتلون الكرسيّ، وها هم ينطقون كفراً من البيوت، بحثاً عن العودة.
 
ذلك المسلسل بحلقاته الشريرة صار نكتة سمجة، ومستهلكة، ونعرفها جميعاً، نحن المواطنين الضعفاء أمام ذلك كلّه، الأقوياء عليهم جميعاً، ولعلّ ما نعيشه من استهتار بنا يزيدنا ضحكاً على نكات سمجة، فكأنّنا بتنا نضحك على أنفسنا، وذلك أضعف الأيمان.
 
المعارضة أساس الديمقراطية، ولكنّ أغلب معارضتنا باتت من غُبار، وحتّى أعتى المعارضين من أعتى الأحزاب التاريخية “يخرسون” حين يتمّ تعيينهم أو تعيين أبناء عمومتهم، ويعودون للصراخ من أجل إعادة تعيينهم، أو استرضاء بإبن عمّ جديد!
 
السنة المقبلة مهمّة، فمع انقضائها سنكون أمام استحقاق قانون جديد للانتخاب، سيتكرّس على أرض الواقع، وهو المحكّ، وبعد أن كرّرنا أنفسنا مع أحزاب تتجدّد بالقديم، ولا تبدو ممثلة لنا، فيبدو أنّ أمراءكم في الجاهلية سيكونون أمراء الديمقراطية، وكأنّ الدار لم يدخلها شرّ، وللحديث بقية!