”نرخصلك“.. 3 شباب یهجرون أعمالهم المکتبیة ویتجهون لخدمات السیارات
مجد جابر
عمان –الغد- ضیق الوقت، وازدیاد حجم المسؤولیات والمشاغل الیومیة التي یعاني منھا الكثیر من
الأشخاص؛ دفعاھم للبحث عمن یخفف بعضا من تلك الأعباء الملزمین بھا سنویاً، ویتطلب إنجازھا بوقت محدد.
سابقاً كان اللجوء الى أحد من الأقارب أو الأصدقاء للقیام ببعض المھام مثل ترخیص السیارة وإجراء الصیانة اللازمة لھا، أمرا ممكنا، لكن مع صعوبة الحیاة أصبح لكل شخص مشاغلھ وأعباؤه، وعدم قدرتھ على تلبیة احتیاجاتھ أو احتیاجات غیره.
ومن ھنا، التفتت مجموعة شباب أردنیین؛ محمود أبو ریال وعمرو شاھر وكرم الطریفي، لحاجات ھؤلاء المواطنین، ولمن یحتاجون لخدمة سریعة تصلھم حتى باب البیت.
الفكرة بدأت في شھر أیار (مایو) 2016 عندما انتھى ترخیص سیارة أحد الشباب المؤسسین للمشروع؛ إذ إن التأخر عن موعد ترخیص السیارة لم یكن أمرا محبذا لھ على الإطلاق، لكنھ في الوقت نفسھ كان موظفاً یعمل بدوام كامل من 00:8 صباحاً وحتى 00:5 ً مساء، وكأي موظف، لا یفضل تضییع إجازاتھ لمثل ھذه الإجراءات.
ولمعت الفكرة لدیھم وجاء القرار للقیام بخدمة أطلقوا علیھا اسم ”نرخصلك“، وكانت الانطلاقة بالنسبة لھم؛ حیث بدؤوا بصفحة على ”فیسبوك“، وكانت أول خدمة یقدمونھا ھي ترخیص السیارات، بحیث یقومون باستلام السیارة من باب البیت أو العمل، ومن ثم یبدؤون بالإجراءات كاملة بالنیابة عن صاحب السیارة ثم یعیدونھا إلى موقع الاستلام نفسھ.
ُ بعد فترة اكتشفوا أن ھناك العدید من خدمات السیارات التي یصعب على الموظف إجراؤھا بنفسھ بسبب ضیق الوقت، فقاموا بإطلاق مجموعة جدیدة من الخدمات، كخدمة الدراي كلین، وغیار الزیت في موقع المركبة نفسھ، وخدمة الصیانة، بحیث یتم استلام السیارة وإنھاء إجراءات الصیانة والتصلیح في ورش معتمدة، ثم إعادتھا إلى الموقع نفسھ.
عمرو شاھر، وھو أحد الشركاء المؤسسین، یشیر الى أن البدایة كانت برأسمال لا یتجاوز الـ300 دینار، مبینا أنھ بإمكان أي شخص طموح لدیھ فكرة أن یقوم بتحویلھا الى عمل ناجح بشرط أن یقوم بالتخطیط الدقیق والتطبیق الصحیح، لأن أساس الفكرة بتطبیقھا ولیس بالتفكیر فقط.
ویبین أن مفتاح النجاح ھو الإصرار على تحقیق النجاح، ولكي تصل یجب أن تملك قوة تحمل المصاعب والظروف الصعبة التي ستمر بھا، خصوصاً أن مقاومة الحواجز تفتح أبواب النجاح.
ویضیف أنھ ورفاقھ بالمشروع كان لدیھم طموح أن یقوموا بشيء مختلف على أرض الواقع، واحتاجوا فقط للجرأة حتى یمضوا بخطوة جدیة تجاه الھدف.
ویذھب شاھر إلى أن كل ما یحتاجھ الشخص ھو أن یفكر ویحاول وضع خطة واضحة ویبدأ بھا ویركز على كیفیة تطبیقھا، فلا یوجد ھناك فكرة غیر ناجحة اذا كان التطبیق صحیحا وفعالا على أرض الواقع.
وینصح شاھر جمیع من لدیھ فكرة أو حلم بالبحث عن الطرق التي تسھم بتطبیقھا حتى لو كان
موظفا أو لم یكن معھ رأس المال، فمن السھل أن یقوم بتحقیق أھدافھ اذا آمن بھا ومضى نحوھا، فھناك العدید من الجھات التي تقوم بدعم الأفكار وجعلھا حقیقة على أرض الواقع.
ذلك أسھم بتفوقھم بفترة وجیزة بمجال خدمات السیارات ”نرخصلك“؛ إذ ثمة تجارب جدیدة علمت ھؤلاء الشباب الكثیر، وبثت في نفوسھم قیم العمل بروح الفریق الواحد والإتقان وتقدیم الخدمات للمحافظة على مكانتھم محلیا.
وقال محمود أبو ریال وھو صاحب الفكرة والمؤسس، إن تجربة ”نرخصلك“ تعد من أھم التجارب التي أثرت كثیرا في حیاتھ، وذلك لما تعلمھ وساعده على تطویر ذاتھ ووصولھ الى النتائج المطلوبة في مساعدة المجتمع على توفیر الوقت والجھد وتغییر الصورة السلبیة لخدمات السیارات بالأردن.
وقال كرم الطریفي (شریك مؤسس)، إنھ كان دائم البحث عن مشروع خاص بعیدا عن العمل بوظیفة مكتبیة، وھنا جاءت فكرة ”نرخصلك“ لتحقیق حلمھ.
واعتبر الشركاء أن من الحلول التي كانت من أھداف المؤسسین من خلال ھذا المشروع؛ استھداف فئة الإناث بالمجتمع لما تواجھھ من مصاعب في الذھاب الى المناطق الصناعیة.
نصائح مھمة لخصھا أصحاب المشروع لمجموعة من الشباب الذین یرغبون بإقامة مشاریعھم الخاصة، ومنھا الحرص على اختیار فریق العمل بعنایة وذكاء، بحیث كل شخص یقوم بدوره بناء على الخبرة أو الموھبة التي لدیھ في مجالھ.
كذلك، وجود شخص مبرمج كجزء مھم ضمن المؤسسین للمشروع لما لھ من دور فعال في البدایة، وإنشاء تطبیق یسھم بجذب العدیدین، كذلك فإن الریادیین القائمین على العمل لیسوا بحاجة في أحیان كثیرة لاستئجار مكتب للعمل من خلالھ، فھناك الكثیر من حاضنات الأعمال التي تساعد على إنشاء العمل الخاص بدون دفع أي تكالیف.
إلى ذلك، فإن أحد أھم عناصر تطویر المشروع وتطویر الشخص لذاتھ؛ التعلم والمعرفة، وطرح الفكرة على السوق لمعرفة المجتمع بالفكرة، والمضي خطوة بخطوة وترتیب الأمور بحسب الأولویات.
ویأتي تحفیز فریق العمل، وفق القائمین على المشروع، لیكون الأساس نحو النجاح، فإذا كانوا یعملون براحة وتحفیز مستمر فلن یحصد الجمیع سوى النتائج الإیجابیة، والأھم من ذلك عدم فقدان الأمل مھما كان الطریق ملیئا بالعقبات ومحطات الفشل.