عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    30-Mar-2019

مجموعة ”تاء التأنیث الساخنة“ للقاري.. الزمن بوصفه حکایة
ّعمان – الغد – المجموعة القصصیة ”تاء التأنیث الساخنة“، الصادرة عن ”الآن ناشرون  وموزعون“ بعمان، للكاتبة السوریة ملك الیمامة القاري تحكي عن الزمن بین مسافتین وذاكرتین ّ وعمرین، وتحول القاصة حتى المكان والجامعة والطائرة إلى زمان قابل للسرد.
وتختزل خلال ذلك الكثیر من قضایا المرأة الاجتماعیة والبیولوجیة وھمومھا في أبعادھا النفسیة
والعاطفیة والوجدانیة.
ّ وتنوع الكاتبة في موضوعاتھا بین عدد من الأسالیب السردیة مستعیرة المرآة لإجراء مونولوج مع الذات، الذي یتیح لھا البوح للنفس.
وتشتمل المجموعة التي تقع في 76 صفحة من القطع الوسط على خمسة عشر نصا، ومنھا:
”عودة“، ”خلخال“، ”لعبة“، ”كلھا أزھار“.
وفي قصة ”كلھا أزھار“ تذھب الكاتبة للنص داخل النص في لعبة الحروف وتأویلاتھا ودلالاتھا التي تتیح
للمتلقي مساحة التأویل أیضا، فھي الكاتبة التي تسرد قصة الأنثى بعتاب مع المؤلف الذي یسقط اسمھا من النص في روایتھ التي كتبھا، وكانت تأمل ان لا یتم استبدال اسمھا الحقیقي باسم مستعار، ولكنھا تقتنع أن وردة اسم البطلة یعني أن ”كلھا أزھار“. وھي ھنا تحاول تدوین اللحظات غیر المكتملة التي توقع الكائن في فراغ الزمن.
وترصد الكاتبة خلال مجموعتھا القصصیة واقع الإنسان العربي الذي یدفع ثمن مواقفھ بالصم والمرارة، كما ”عودة“، و“قھوة سیئة السمعة“ التي ترتبط بزوار الفجر الذین یجرعون ضیوفھ المر، ویفضي بھم للانتحار.
وتربط في ”على سبیل الذكرى بین تفتح الوردة والأنثى، والوطن والمرأة في ”العشق وشما“، وترصد الحاجة الإنسانیة للمرأة في ”حبة منوم“، وطبیعة الأمومة التي تتوق لوظیفتھا حتى في تقدم السن كما في ”تاء التأنیث الساخنة“ التي حملت اسمھا المجموعة.
وفي ”أضغاث أشواق“ التي استعارتھا من أضغاث أحلام تستعیر أسطورة میدوسا، التي تسقط فیھا الحكایة على رحلة اللجوء من الوطن التى تحول الكائن إلى إنسان مجرد من الأحاسیس، ولكنھا في قصة ”شجر لیمون وبازلت“ تصنع أسطورتھا، ومن مناخات القصة: ”منذ ضلك العجز وأنا أرتدي سوارا من بذور اللیمون، كتبت في وصیتي أن یتركوه بمعصمي لیدفن معي، وأن یضعوا فوق قبري حجرا بازلتیا.. ھكذا أجابني جدیحین سألتھ عن السوار الذي رتدیھ في معصمھ.. لم أكن أعلم أن قبر جدي سیغدو جنة لیمون“.
في ”تاء التأنیث الساخنة“، تذھب الكاتبة بوعي الأنثى إلى مساحات غیر معلقة بین زمانین ومكانین، ھو البرزخ الذي نكون فیھ معلقین بقلق الوجود، تصورھا الكاتبة بخفوت واقتصاد في اللغة، ولكنھا تترك الكثیر من الأسئلة المعلقة التي تصعقنا ونحن نقف أمام مرایانا.