عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    26-Jan-2020

كيف يمكن حماية الأطفال من صعوبات التعلم النمائية ومضاعفاتها؟

 

عمان–الغد-  سبق وورد على مسامعكم مصطلح “صعوبات نمائية”، فماذا يعني هذا المصطلح؟
صعوبات التعلم النمائية هي عبارة عن اضطرابات في الوظائف والمهارات الأولية مثل:
 
فهم اللغة المنطوقة وتحليلها والتعامل معها.
القدرة على الاستماع والتفكير من ثم إنتاج الكلام بشكل سليم.
القدرة على الاحتفاظ بالمعلومات في الذاكرة العاملة أو قصيرة المدى.
ما الأسباب والعوامل المؤثرة في حدوث صعوبات التعلم النمائية؟
حدوث نقص أكسجين أثناء فترة الحمل أو لحظة الولادة.
أسباب بيولوجية “عضوية”.
عوامل وراثية.
خلل وظيفي في الدماغ.
عدم سير عملية النضج كما ينبغي.
سوء التغذية للأم الحامل “أثناء المرحلة الجنينية للطفل”.
الأمراض والعدوى المؤدية الى ارتفاع درجة الحرارة، مثل الحصبة والجدري وغيرهما.
اضطرابات في الوظائف النفسية الأساسية مثل الإدراك، التذكر وتكوين المفاهيم.
ويترتب على حدوث صعوبات التعلم النمائية الآتي:
أولا: ما يسمى صعوبات التعلم الأولية، وهي أول ما يظهر على الطفل في مرحلة ما قبل المدرسة؛ حيث يعاني الطفل من خلل في الإدراك وصعوبات في التذكر، وهما عمليتان أساسيتان نقصهما في المراحل الأولية يؤدي الى صعوبات نمائية ثانوية.
ثانيا: صعوبات نمائية ثانوية، وهي نتيجة للنقطة السابقة تؤدي بالطفل الى صعوبات بالتفكير وإنتاج اللغة، وخلل في حل المشكلات.
ثالثاً: صعوبات التعلم الأكاديمي، وهي مشكلات تظهر لدى الطفل في عمر المدرسة التي نقوم بقياسها وتشخيصها والحكم بوجودها في بداية الفصل الدراسي الثاني من الصف الثاني، بعمر ثماني سنوات تقريبا وليس قبل ذلك، وقتها يظهر على الطفل جملة من المشكلات الأكاديمية مثل صعوبة القراءة والكتابة، بالإضافة لصعوبة في إجراء العمليات الحسابية.
وعلى الرغم من تفاوت حدة وجود أعراض الصعوبات النمائية لدى الأطفال في سن ما قبل المدرسة ووجود فروق فردية في مسألة مدى تدني الإدراك لديهم، وضعف القدرة التعبيرية لديهم، والصعوبة في مهارات الحفظ والاحتفاظ بالمعلومة، إلا أنهم يجتمعون بتقارب مستوى الذكاء لديهم الذي يكون ضمن المستوى الطبيعي وليس منخفضا أبداً، فهم يحصلون على درجات عالية على مقاييس الذكاء المقننة.
ما المؤشرات العملية التي يلمسها الوالدان حتى يتولد لديهما شكوك بأن طفلهما الذي لم يتجاوز الأربع سنوات لديه “صعوبات نمائية”؟
يكون الطفل سريع القلق والتوتر.
تهور الطفل سواء أثناء المشي أو اللعب، وعدم انتباهه للمعوقات التي تحد من حركته وعدم إدراكه لوجودها.
في معظم الأحيان يظهر على الطفل نشاط حركي زائد من الصعب تمييزه في تلك المرحلة لأن هذا النشاط من الممكن وجوده عند الطفل الطبيعي دون عمر الخمس سنوات.
الدافعية لديه تكاد تكون معدومة، سواء في تعلم الأنشطة أو الاندماج مع المحيط.
ضعف في قدرة الطفل على التعبير عن احتياجاته العاطفية، وبالمقابل عدم فهمه لحاجات الآخرين مثلاً “لو شاهد والدته تبكي من الصعب عليه إدراك أنها حزينة”.
بطيء جدا في إنجاز المهمة الموكلة اليه مهما كانت بسيطة.
لا يتذكر الا لفترة قصيرة جداً، وغالباً لا يتذكر.
من الصعب عليه التمييز بين اليسار واليمين، فوق وتحت، داخل وخارج، ومفهوم الزمان والمكان.
مستوى ومدة الانتباه لديه قصيرة جداً، ومن السهل عليه أن يتشتت.
من المهم جدا الكشف على الصعوبات النمائية مبكرا “تقريبا في عمر ثلاث سنوات” وتشخيص حالة الطفل ومعرفة نقاط الضعف والقوه لديه، من ثم مباشرة العمل معه فوراً وفق خطة علاج محكمة لأجل الحد من تطور هذه الصعوبات النمائية الى أكاديمية مستقبلاً، لأنها تعد مؤشرا صريحا وواضحا يؤكد حدوثها مستقبلاً.
كيف من الممكن حماية طفلي من الصعوبات النمائية ومضاعفاتها؟
إن نسبة الأطفال المصابين بالصعوبات النمائية على مستوى العالم هي من 2 % إلى 3 % وهي نسبة لا بأس بها، فلابد من الاهتمام أكثر بالكشف عن هؤلاء الأطفال بمراحل مبكرة، مما يسهم بدوره بالحد من تفاقم المشكلة وتطورها، لذلك من الواجب علينا أن نقدم لكم مجموعة من النقاط التي تسهم في تقليص المشكلة:
ملاحظة سلوك الطفل جيدا ومراقبته، وعدم تركه مع الخادمة وحده لمدة طويلة.
بمجرد ظهور علامتين أو أكثر من المؤشرات سابقة الذكر الدالة على وجود صعوبات نمائية، يجب اللجوء فوراً الى الأخصائي.
تقديم التغذية السليمة والأجواء الأسرية المناسبة للطفل منذ ولادته.
من الصعب جدا التحكم بالعوامل الوراثية، ولكن علينا الحد قدر الإمكان من زواج الأقارب.
اللعب مع الطفل بطريقة من شأنها تنشيط ذاكرته وتحفيز حواسه بالتالي رفع مستوى إدراكه، مثل الاختباء منه وراء ستار، مناداته بصوت خافت تارة ومرتفع تارة أخرى، إخفاء الألعاب وجعله يبحث عنها.
ولأن أعداد الطلاب ذوي الصعوبات سواء النمائية أو الأكاديمية في تزايد، لابد من الأخذ على عاتقنا سواء أهلا أو أخصائيين أخذ خطوات للسيطرة على هذه المشكلة والحد منها قدر الإمكان سواء عن طريق الكشف المبكر من ثم العلاج، أو الأهم من ذلك، وهو اتباع الخطوات التي سبق وذكرناها في هذا المقال التي تحد من تطور الصعوبات النمائية الى صعوبات أكاديمية مستقبلاً.
أخصائية الاحتياجات الخاصة والعلاج السلوكي
أمل الكردي