ليما علي عبد

 

عمان- الغد-  أظهرت دراسة حديثة نشرتها دورية JAMA Neurology وأشار إليها موقع www.medpagetoday.com أن خوض الكثير من التجارب الغنية بالمعرفة في مرحلة الطفولة يرتبط بحدوث بطء في التراجع المعرفي الذي يحدث مع تقدم السن.

وتتضمن هذه التجارب تعلم لغة ثانية والقراءة والاستماع لقراءة الآخرين وممارسة الألعاب الذهنية، منها لعبة الداما. وتدل نتائج هذه الدراسة على أن الصحة المعرفية تعتمد جزئيا على التطور المعرفي في مراحل مبكرة من الحياة. وتعرف الصحة المعرفية بأنها القدرة على التفكير والتعلم والتذكر بوضوح.

وتعد نتائج هذه الدراسة مهمة جدا على صعيد الصحة العامة، فهي تشير إلى أن السيطرة على تراجع القدرات المعرفية مع تقدم السن قد تكون ممكنة من خلال إحداث تغييرات مدروسة ومعتمدة في السياسات العامة في التعامل مع التغذية المعرفية في مراحل مبكرة من الحياة، وذلك من خلال توفير المصادر المعرفية للأطفال وإدخالهم بنشاطات محفزة للمعرفة وهم في سن مبكرة، بصرف النظر عن وضع الطفل اجتماعيا وماديا.

ويذكر أن ممارسة النشاطات الجسدية والمعرفية في منتصف العمر قد ارتبطت أيضا في دراسة سابقة بتراجع أقل بالقدرات المعرفية مع تقدم السن، كما أظهرت دراسات عديدة أن ممارسة كبار السن للنشاطات المحفزة ذهنيا قد تساعد في إبطاء شيخوخة الدماغ.

أما الدراسة المذكورة، فقد قام الباحثون خلالها بتقييم 813 دماغا مأخوذا من جثث لأشخاص شاركوا بالدراسة بين عامي 1997-2019 وقد كانت تتم متابعتهم كل 7 أعوام بالإضافة إلى إجراء تقييمات معرفية وسريرية سنوية لهم قبل وفاتهم. وكان هؤلاء الأشخاص قد ذكروا عند بداية الدراسة ما يلي:

• الوضع المادي والاجتماعي في مرحلة الطفولة، ويشمل ذلك المستوى التعليمي للوالدين.

• مدى توفر مصادر معرفية في سن 12 عاما في بيئة المنزل، منها الصحف والموسوعات.

• مدى تكرار المشاركة في نشاطات محفزة للمعرفة في سن 6 أعوام، منها قراءة الآخرين له.

• تعلم لغة أجنبية حتى سن 18عاما.

وبعد أخذ السن عند الوفاة والجنس والمستوى التعليمي بعين الاعتبار، وجد أن كثرة التعرض للتغذية المعرفية في مراحل مبكرة من الحياة ارتبطت بنتائج أفضل في درجات تغير الدماغ الناجم عن مرض الزهايمر، كما ارتبطت أيضا بتراجع أقل في القدرات المعرفية.

ويشار إلى أن هناك فترة معينة تعد مهمة في المراحل المبكرة من حياة الشخص يكون خلالها تأثير التغذية المعرفية مباشرا على التغيرات العصبية المرضية التي تحدث نتيجة للإصابة بمرض الزهايمر.