عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    13-Feb-2019

ما هو لیس قومیا ؟ - ھاس عمیرة
ھآرتس
 
الغد- جمیع الاطراف معنیة بأن یعتبر قتل اوري انسبخار قومیا. ھذا التعریف یعفي عائلة المشبوه
بالقتل من مشاعر الخجل من الابن الذي قام باغتصاب فتاة وبعد ذلك قتلھا. من الصعب أن نجد
في افعالھ بطولة. ولكن اذا كان الشباك یقول ذلك، فھو بالتأكید یعرف.
من المشكوك فیھ أن یكون لھذا التحلیل للخلفیة القومیة فوائد اقتصادیة، كما سارع إلى قول ذلك
محللون إسرائیلیون: المخصصات تعطى للاسرى فقط بعد عدة سنوات في السجن. الھدم المتوقع
لبیت العائلة لیس أمرا سھلا: لا اقتصادیا ولا معنویا. تصاریح العمل في إسرائیل ستسحب من
ابناء العائلة. الاقتحام اللیلي للجیش لبیوتھم سیزداد. السفر إلى المعتقل في عوفر باھظ التكلفة
وتسرق الوقت. ومن المتوقع أیضا فرض غرامة مالیة على العائلة كجزء من العقاب. عندما ھذا
الفعل مغلف بورق سولیفان استمرار الكفاح المسلح الفلسطیني، فإن ھذه الصعوبات تزداد ضبابیة، على الاقل تجاه الخارج.
إن تعریف ”قومي“ یمكن العائلة والمجتمع الفلسطیني من ابعاد السؤال المقلق بشأن الابن، الذي
في السابق سبق وألقي القبض علیھ واعتقل على حیازة سكین قرب مواقع إسرائیلیة: قرب الحرم
الابراھیمي في الخلیل وفي مدخل ساحات الاقصى.
ھل مثل شبان فلسطینیین محبطین ویائسین آخرین، لیس لدیھ توجھ سیاسي، وأفق شخصي،
بحث المشبوه بالقتل عن طریقة للانتحار بواسطة شرطي أو جندي؟ الاغتصاب والقتل نفذا قرب
حاجز لحرس الحدود على الشارع الذي یؤدي إلى قریة الولجة المغلقة بواسطة سور وقرب
مستوطنة ھار غیلو التي تتوسع على اراضي الولجة. ھل أمل أن یصل إلى الحاجز، وأن یلوح بالسكین، وأن یتم اطلاق النار علیھ ویموت، ولكنھ التقى بالصدفة مع الشابة؟ سواء انتحار بواسطة شرطي أو اغتصاب وقتل، أیضا بذریعة وطنیة، ھذا یدل على ضعف النضال الفلسطیني.
أیضا على تدرج الضحایا، القتل القومي یعتبر اعلى من القتل العادي، واعلى من كل اعتداء
جنسي ینفذه رجل ضد امرأة. سلطات التخطیط الإسرائیلیة في الضفة الغربیة یعتبر ھذا بالنسبة
لھا فرصة مصیریة تاریخیة – كي تبرر بنغمة متجھمة وتقبل اجنحة التاریخ – لسلب المزید من
الاراضي الفلسطینیة بمبررات أمنیة. فقط أمس ھدموا منزلا آخر في الولجة بسبب أن المقتولة
ھي من سكان مستوطنة تقوع. رأس المال الرمزي لشعب المستوطنین یرتفع، بسبب الضحیة
التي قدمھا من اجل ارض إسرائیل. الاعلان عن القتل بأنھ قتل ”قومي“ وفر لھ ذریعة اخرى للخروج في حملة التخویف ورشق الحجارة على الفلسطینیین في احیاء البلدة القدیمة في الخلیل
وفي شوارع الضفة الغربیة ایام السبت وایام الاحد: مفترق طرق بیت فجار (غوش عصیون)، قرب قریة بیتیلو ورأس كركر غرب رام الله، شارع 60 في الطریق إلى حاجز حوارة.
في بیت فجار ورأس كركر قطعت الشرطة الطریق امام حركة الفلسطینیین. ھذا ما یریده المستوطنون – للضغط على الجیش كي یغلق بصورة دائمة المزید من الشوارع امام الفلسطینیین، وھكذا یحقق ھدف اخلاء المنطقة ج من غیر الیھود.
من جھة اخرى، ما ھو الشيء غیر القومي في بلادنا؟ الغاء خطط لسكك الحدید في وادي عارة
مثلا، أو المیاه الوفیرة التي لدى مستوطنة تقوع للاستھلاك الشخصي والزراعة، في الوقت الذي فیھ كل القرى والمدن في منطقة بیت لحم تعیش على مخصصات المیاه وعلى میاه تصلھم بالصھاریج. اسبوعان بعد قتل حمدي النعسان من قریة المغیر، لم نسمع عن أي مشبوه تم اعتقالھ – اھمال وازدراء على خلفیة قومیة.
أیضا كل الجرائم التي نفذتھا إسرائیل ضد سكان قریة الولجة من اجل ضمھا للقدس وتخصیصھا
لمستوطنات یھودیة، ھي جرائم على نفس الخلفیة، الخلفیة القومیة. اغتصاب وقتل نفذ على
حدود الحدیقة القومیة في القدس، التي اقیمت قبل بضع سنوات على الاراضي الخاصة وكروم
الزیتون في القریة، حیث جدار الفصل یفصلھا عن اصحابھا. العنف ھنا على خلفیة قومیة یصرخ من كل شبر.