عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    05-Apr-2019

لا توجد وجبات بالمجان - یوسي ملمان

 

 
معاریف
لدى الرئیس الروسي فلادیمیر بوتین لا توجد وجبات بالمجان. اذا كانت روسیا بالفعل ھي التي ساعدت في جلب باومل الراحل، فآجلا أم عاجلا ستجبي الدین على المساعدة التي مدت أجھزة الاستخبارات والجیش الروسیة الید فیھا لإسرائیل كي تساعد في العثور على جثة زخاریا باومل. ھذا إذا لم تكن إسرائیل قد دفعت الثمن منذ الآن. فأكثر من تلمیح عن دور روسي في الحملة یمكن أن نجده في بیان الناطق بلسان وزارة الدفاع في موسكو في ایلول 2018 ،في اعقاب اسقاط طائرة الاستطلاع الروسیة بصاروخ سوري، اطلق بموعد قریب من غارة لسلاح الجو على اھداف ایرانیة في سوریة. فقد اتھم الناطق الروسي إسرائیل بنكران الجمیل وكشف النقاب عن أن بلاده تساعد في التفتیش عن جثث جنود الجیش الإسرائیلي المفقودین.
ترفض اسرائیل الادلاء بتفاصیل عن كیفیة العثور على جثة باومل كي لا تكشف عن مصادرھا الاستخباریة. ولكن حقیقة أن الجثة نقلت بالطیران إلى إسرائیل یمكن أن تشیر إلى المساعدة الروسیة. ولما كانت المعركة التي سقط فیھا باومل ورفاقھ وقعت في السلطان یعقوب، فیمكن
التقدیر بان الجثة توجد على أرض لبنان أو سوریة، ومن ھناك كان ینبغي نقلھا بالطیران عبر دولة ثالثة الى اسرائیل. كما أن حقیقة أن الجیش الاسرائیلي یعرف خطوة العثور على الجثة واعادتھا كـ ”حملة“ تشھد على أن الحدیث یدور عن عملیة عسكریة – استخباریة.
على مدى 37 سنة عمل جھاز الأمن والاستخبارات بلا كلل على ایجاد جثث المفقودین الثلاثة من معركة السلطان یعقوب. وقد كلف الموساد، أمان والشاباك بالمھمة. وطلب من زعماء في العالم بل ومن صحافیین اجانب واسرائیلیین بینھم كاتب ھذه السطور، محاولة الحصول على معلومات حتى لو كانت اصغرھا. ملایین الدولارات انفقت على التفتیشات، ولكن بلا نتائج.
ینبغي الافتراض بان الانعطافة الكبرى بدأت مع الحرب الأھلیة في سوریة. ففقدان السیطرة من جانب بشار الاسد والحكم المركزي في دمشق على مناطق واسعة في الدولة، والتي سیطرت علیھا منظمات الثوار، فتحت امام الاستخبارات الاسرائیلیة فرصا جدیدة. ووفقا لمنشورات اجنبیة، فان بعضا من ھذه المنظمات، التي قدمت لھا الاستخبارات الاسرائیلیة مساعدات انسانیة، جندت ھي ایضا للمھام. ولیس صدفة أنھ قبل نحو سنة نجح الموساد في الحصول على ساعة ایلي كوھن، جاسوس الاستخبارات الاسرائیلیة الذي اعدم في دمشق في 1965 .اما الان، فان الجھد المشترك لمحافل الاستخبارات في اسرائیل أدى الى انجاز استخباري اسرائیلي آخر.
والنتیجة ھي في اساسھا انسانیة وھامة للعائلة. كما أنھا اشارة مشجعة لباقي عائلات المفقودین.
وھي تدل على الالتزام العمیق لجلب جثث المقاتلین للدفن في اسرائیل. محظور ان نكون متھكمین.
لا شك أن الجیش والاستخبارات، اللذین التزامھما وسلوكھما رسمي، لم یفكروا ولم یراعوا الانتخابات. قراراتھم كانت عملیاتیة، استخباریة ومھنیة صرفة. ولكن مثلما في عشیة الانتخابات في حزیران 1981 تقرر موعد تدمیر المفاعل النووي في العراق لاعتبارات عملیاتیة، ساعدت رئیس الوزراء مناحم بیغن في اعادة انتخابھ، ھكذا ایضا جلب جثة زخاریا باومل للدفن في اسرائیل لن یضر بنیامین نتنیاھو، الذي طار الیوم، وحتى وان لم یكن ھذا مرتبطا، الى لقاء آخر مع بوتین.