عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    08-Aug-2019

تفوق إسرائیلي في حرب الظلال - يوآف ليمور
إسرائیل ھیوم
لا یمكن أن نقطع النبأ عن الشراكة العملیة لاسرائیل في الائتلاف المكافح الان لإیران في الخلیج
عن المعركة العامة التي تدیرھا اسرائیل ضد إیران في السنوات الاخیرة.
ھذه المعركة – التي بدأت في العقد الماضي في الكفاح لحرمان إیران من السلاح النووي، وانتقلت
الى التركیز في السنوات الاخیرة على منع تثبیت التواجد الإیراني في سوریة والمحاولات لتقیید
كمیة ونوعیة الوسائل القتالیة التي تنشرھا في المنطقة، ولا سیما لحزب الله – جعلت اسرائیل
الخبیرة رقم 1 في العالم في المسألة الإیرانیة. لا یدور الحدیث عن بحث نظري – جامعي بل عن
خبرة عملیة، تدمج الاستخبارات والعملیات في حالة یعرفھا جھاز الامن بعبارة ”المعركة ما بین
الحربین“.
یتضمن ھذا الكفاح، في جانبھ شبھ العلني، عملیات وھجمات لا تحصى (رئیس الاركان السابق،
غادي ایزنكوت تحدث عن اكثر من الف عملیة في عامي 2017 – 2018 ،(وفي جانبھ الاقل
علنیة اعمال استخباریة متفرعة تستھدف وضع اسرائیل خطوة واحدة على الاقل قبل الخصم
الشیعي، ورأسھ الإیراني.
عملیا، السیطرة الاستخباریة الاسرائیلیة في المنطقة كبیرة لدرجة ان اسرائیل استغلتھا في واقع
اخرى ایضا. ففي السنوات الاخیرة من الحرب الاھلیة في سوریة كانت اسرائیل ایضا المتصدرة
في متابعة قوات داعش في سوریة؛ الایدي التي عملت كانت في الغالب ایدي غربیة، ولكن
المعلومات كانت غیر مرة زرقاء – بیضاء، كما شھد رئیس الموساد یوسي كوھن مرات عدیدة
حین قال ان الاستخبارات الاسرائیلیة انقذت حیاة الآلاف في الشرق الاوسط وفي الدول الغربیة.
من ھنا فانھ من غیر المفاجئ ان تبین أنھ في ما یجري في الخلیج ایضا تساعد اسرائیل صدیقاتھا
العلنیة ایضا (في الغرب). یمكن التقدیر بأن ھذه مساعدة استخباریة في اساسھا، وبقدر اقل مساعدة عملیاتیة. لیس فقط لاعتبار ان من المشكوك فیھ ان تخاطر اجھزة الامن الاسرائیلیة في كشف اعمال عملیاتیة على الاجانب من غیر الامیركیین (وحتى ھذا بتقنین)، بل شراكة اسرائیلیة عملیاتیة نشطة في الائتلاف الدولي من شأنھا أن تكون سھما مرتدا: بالضبط مثلما في حربي الخلیج الاولى والثانیة، من المتوقع من اسرائیل أن تجلس في الخلفیة، مع العلم بان النشاط العلني من جانبھا كفیل بان یستغل من قبل الخصم – في ھذه الحالة الإیراني – لغرض التخریب على الجھد الاساس.
ومع ذلك، مشكوك ألا تكون اسرائیل تعمل باستقلالیة ضد اھداف لا تعرفھا كاھداف تعرض امنھا
القومي للخطر. مثل ھذه الھجمات تتم في سوریة في الغالب، ولكن یمكن التخمین بان لیس فقط في سوریة؛ ففي الاسابیع الاخیرة علم مرتین بھجمات خفیة (قرب مدینة تكریت في شمال العراق وفي منطقة بغداد)، استھدفا مخازن صواریخ للحرس الثوري الإیراني، كانت مخصصة للنقل الى
سوریة في قوافل بریة، بھدف الامتناع عن الھجمات على الارسالیات الجویة. في الحالتین ادعت
وسائل الاعلام العربیة بان اسرائیل تقف خلف الھجمات، اما في اسرائیل ففضلوا عدم التعقیب على
التقاریر.
وما یزال من المھم ان نذكر بانھ في الصراع ضد إیران، اسرائیل لیست حاملة العلم ومن الجدیر
الا تكون. لیس فقط في الصراع الحالي، الفوري، حول حریة الملاحة والنشاط العسكریة في
الخلیج، بل وایضا في الصراع الاوسع – ضد برنامجھا النووي، قدراتھا الصاروخیة ونشرھا
الارھاب الى دول المنطقة. مرغوب فیھ أن تواصل قیادة الصراع الولایات المتحدة، الى جانب دول
اخرى (یمكن الامل في ان تبدي اوروبا تدخلا اكبر بقلیل حتى في الامور التي لا ترتبط مباشرة
بذخائرھا الاقتصادیة). ان دور اسرائیل ھو المساعدة من الخلف، وبالاساس استخباریا، والحرص
على حفظ الردع في حدودھا، لضمان الا ینتقل التوتر في الخلیج الى الشرق الاوسط ایضا.