عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    22-Nov-2020

فليتوقف إعلام «الكورونا».. ولو لبرهة..!*امان السائح

 الدستور

ليس من المنطق والعقل ان نبقى نتواصل مع كل تفاصيل العمل اليومي ليطالعنا كجرعة الدواء الصباحي خبر الكورونا، وليس من حسن الطالع او الانتظار ان نعلم كل مساء عن أعداد المصابين والذين ذهبوا رحمهم الله ضحية هذا « اللعين «، فقد أدمنا الخوف والقلق والحزن والقهر والانتظار، لكن حياتنا اليومية تسير بذات السياق، فالعمل موجود، واقتناء الحاجيات موجود، والتسوق لاغراض مختلفة ايضا ما يزال موجودا، بترتيب أقل وأداء اقل لكن الحياة لا زالت تسير ولو ببطء.
أين تنبع الاهمية من جلد الحال كل يوم، وكل الاخبار تتمحور حول ذات القصة، وذات الاحرف « الكورونا « وكيف بنا ان نخرج من هذا القلق، وكيف يمكن ان نساعد انفسنا بهذا الشأن، وكلنا يكتب كورونا، ويتابع كورونا ويتصرف كورونا ويتحدث ايضا كورونا، اما للعقل والقلب من برهة واما للاعلام ونحن فيه من هدنة مع انفسنا ومع الجمهور الذي بطالع ويقرأ ويتابع كل التفاصيل.
اليس من حقنا ان نلقي برؤوسنا على اعتاب الايجابية والخروج عن النمط والنسق، لنتابع الاخبار برؤية مختلفة وشكل اخر، ولغة تحمل التغيير !! او ليس من حق الاطفال ان يبتعدوا عن تلك الاجواء ويبتعدوا عن رقم المصابين واعداد المتوفين، ومن شفي ومن دخل المستشفى « عافاهم الله جميعا «، اليس من حق الاعلام علينا وحقنا على الاعلام ان نحول البوصلة قليلا الى اجواء اخرى طالما ان التباعد متوفر والكمامة لا تزال الا داخل المنزل.. اليس من حقنا ان نصمت عن الاخبار تلك، التي أصابت ووفقا لدراسة حديثة نحو 65.5% من الشعب الاردني بامراض نفسية، وهي بطبيعة الحال تتفاوت بين قلق وخوف وفقدان الرغبة بالحياة العادية، والابتعاد عن الناس بسبب الالتزام، لكنها جميعها تصب بقالب واحد وهو حالة من الانزواء الاجتماعي التي تغيرت بفعل خبر الكورونا..
نعم انها المعلومة، وهو الاعلام ذاته الذي نحن احد صناعه ورواده بشكل يومي، لا بد ان نتجاوزه ونتحدث عن امور مختلفة، حتى اصبح من المستحيل اعتبار الخبر الاول في اعلامنا يبتعد عن الكورونا، ونتساءل معا بصوت عال لماذا ؟، رغم ان هنالك بالافق اخبارا وقصصا وقضايا ربما تكون مختلفة، فالاحتلال الاسرائيلي لا يزال يفتك بشعبنا الفلسطيني، يعذب وينكل ويعتقل ويفاوض بغير وجه حق، ولا زال يقتحم ولا يبالي بواقع او وباء او حتى انسانية، لكن خبره غاب عن صفحاتنا وشاشاتنا، ليكون رقما بعديا، رغم انه حاضر كل يوم، وقضايا النجاح ربما لا تزال حاضرة في مجتمعاتنا، لكنها غابت ليست لانها غير موجودة، لكن كل شيئ أجلته الكورونا التي تبث فينا طاقة سلبية تفوق كل حياتنا..
افلا نبتعد عنها ونتواصل مع احداث واخبار ايجابية، لنتواصل مع واقع مختلف ولتكن الكورونا جزءا يسيرا من حياتنا وليس رئيسيا، لغايات الابقاء على جزء من حياتنا ايجابيا ولو لفترة بسيطة، ولو حتى لنخرج من تلك الدوامة ، لنجعل حياتنا طبيعية جدا مع الالتزام، ولنكن متصالحين مع تلك الحالة كمامة وتباعد لا يهم، لكن ان نفرغ ادمغتنا من الرقم والالاف وانتظار حالات الوفاة، لكننا بانتظار اللقاح وهذا من اهم الاخبار الايجابية، لننتظره بود وتفاؤل وانتظار يتسم بالحب، لعلنا نبدد كل لحظات الخوف والقلق والرهاب الفكري..
لتكن حكاياتنا من اليوم بعيدة عن الكورونا وليكن أصل حياتنا قصص نجاح، طموح ومستقبل اخر لعل الحكاية تتحول لتزهر دفئا!!