عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    17-Apr-2019

واشنطن تُهدّد موسكو.. بيجين وهافانا بـ«دفع الثمن» - محمد خروب

الراي - أطلَق مايك بومبيو، خلال جولته اللاتينية التي انتهت للتوّ, سلسلة من التهديدات المَحمولة على غطرسة واستعلاء, ومحاولات مكشوفة للمسّ بدول ذات سيادة تُواصِل رفضها للاستثنائية الأميركية وخصوصاً للأحادية التي لا تريد إدارة ترمب, الإقرار بأنها لم تعُد موجودة أو في طريقها للانتهاء، في ظل التطورات الدولية المُتلاحِقة وعجز واشنطن عن فهم أسبابها وتداعياتها وبروز قوى ذات وزن وتأثير وقدرات اقتصادية وعسكرية, تستطيع منافسة الولايات المتحدة ووضع حدّ لهيمنتها وخصوصاً عدوانيتها وأساليبها المُزدرية للقانون الدولي, واستمرارها في تدبير الانقلابات وفرض العقوبات والتدخل الفظّ في الشؤون الداخلية للدول الأخرى, بهدف فرض زعامات عميلة تأتمر بأمرها, تحت شعارات كاذبة ومتهافِتة كحقوق الإنسان والديمقراطية وغيرها من المُصطلحات المغسولة التي فقدت صِدقيتها, بعد انكشاف الزيف الأميركي على أكثر من صعيد وملّف وأزمة دولية أو إقليمية.

بومبيو قال مُهدّداً: إن موسكو وهافانا ستدفعان ثمن دعمهما للحكومة الفنزويلية, وهو إذ لم يُحدد كيف سيقوم بتدفيعهما ثمن هذا الدعم الذي لا تخفيه الدولتان. حيث الأولى أرسلَت مجموعة عسكرِية تقِلّ عن مئة عنصر في إطار اتفاق التعاون العسكري التقني بين البلدين, فيما الثانية (كوبا) أعلنت تضامنها الكامل مع كاراكاس وقال زعيم الحزب الشيوعي الكوبي راؤول كاسترو: إن بلاده لن تترك فنزويلا وحيدة، فإن المُثير هو «تَحرُّش» بومبيو بالصين, حيث اتّهم بيجين بأن «تمويلها لنظام مادورو أَسهم في تفاقم الأزمة وإطالة أمدِها»، الأمر الذي استدعى ردّاً عنيفاً من الأخيرة, عبر وصف كلام بومبيو بالكذِب. معتبرة إيّاه إهانة بكل استهتار للعلاقات بين الصين ودول أميركا اللاتينية.غامزة من قناة واشنطن التي «تَعتبِر تلك الدول ساحتها الخلفِيّة» ولم تكتَفِ بذلك, بل ذهب المتحدث باسم الخارجية الصينية بعيداً في وصف التصريحات الأميركية «المُتكرِّرة بأنها تحمل إهانات للصين», ناعتاً كلامهم وأفعالهم بالخسيسة, مُذكّراً بومبيو «بأن الأكاذيب تبقى أكاذيب, ولو تم تكرارها ألف مرّة».
أزمة متدحرجة تبدو فيها إدارة ترمب وقد فقدت زمام المبادرة, بعدما ظنّت أن بمقدورها, وقد قادت انقلاباً عبر الإعتراف بغوايدو رئيساً لفنزويلا ورتّبت لغزو عسكري بمشاركة برازيلية وكولومبية (لم تستطِع تنفيذه) توجيه ضربة موجعة للنفوذين الروسي وخصوصاً الصيني في أميركا اللاتينية, بعد إيصالها عددا من الرؤساء الشعبويين في أكثر من دولة كانت محسوبة على القوى المناهضة للهيمنة الأميركية,مثل البرازيل والإكوادور وتشيلي.
وإذ لوّح بومبيو بأن الخيار العسكري في فنزويلا «ما يزال مطروحاً على طاولة السياسة الأميركية», فإن ما أبدته الدول الثلاث التي هدّدها بدفع الثمن من صلابة وإصرار على دعم نظام مادورو، وعدم السماح لواشنطن بنهب احتياطي النفط الفنزويلّلي الهائل، فإن «القلَق» الذي عبّرت عنه دول مجموعة «G7,«يزيد من الثقة بأن المعسكر الامبريالي لا يريد استخلاص دروس وعِبر التحولات التي طرأت على المشهد الدولي واستحالة مواصلة واشنطن قيادة العالم منفردة وفرض هيمنتها على دول وثروات الشعوب وبخاصة عسكرة العلاقات الدولية,حيث يتّهِم بومبيو روسيا بغزو فنزويلا والوقوف ضد قيادتِها (يقصِد غوايدو) بلا أي إذن مُسبَق, معتبِراً إياها قوّة مُعادية، فيما يغض الطرف عن مئات القواعد العسكرية والأساطيل ومحطات التجسّس المنتشرة في العالم.
مُواجَهة أميركية روسية أو أميركية صينية أو اميركية – روسية صينية تبدو بعيدة رغم ذلك.
kharroub@jpf.com.jo