في افتتاح المعرض الدولي للكتاب.. عمّان تتوشح بعباءة الأدب والثقافة
الغد-سوسن مكحل
ازدانت العاصمة الأردنية صباح يوم أمس بالثقافة والأدب خلال انطلاق فعاليات معرض عمّان الدولي للكتاب بدورته الثانية والعشرين تحت شعار (القدس عاصمة فلسطين)، في قاعة معرض عمان للسيارات، طريق المطار، ويستمر حتى 30 أيلول الحالي.
وانطلقت الفعاليات، بمشاركة 400 دار نشر عربية ودولية سواء بشكل مباشر أو من خلال التوكيل من 22 دولة، وتكون دولة قطر "ضيفة شرف" خلال المعرض. وافتتحت وزير الثقافة هيفاء النجار فعاليات المعرض، الذي يقيمه اتحاد الناشرين الأردنيين بالتعاون مع وزارة الثقافة وأمانة عمان الكبرى، بحضور الوفد الرسمي لدولة قطر الشقيقة ضيف شرف المعرض، والسفير السعودي في الأردن نايف السديري، ورئيس الوفد القطري الدكتور غانم مبارك العلي، الوكيل المساعد للشؤون الثقافية في وزارة الثقافة القطرية، ومدراء معارض الكتب العربية، وضيوف المعرض، ومسؤولين أردنيين، وناشرين أردنيين وعرب.
وقالت النجار خلال الافتتاح، إن معرض عمان الدولي للكتاب يمثل قصة نجاح لصناعة الكتاب وصناعة النشر في الأردن، وأصبح جزءا من خطابنا الثقافي وواحدا من وسائلنا للمعرفة. وأضافت انه المعرض الذي يحظى بالرعاية الملكية السامية كل عام يمثل منصة للحوار والتواصل مع الأفكار، داعية الأسرة الأردنية وطلبة المدارس والجامعات والمؤسسات والهيئات الثقافية، وزوار الأردن إلى زيارة المعرض، والتفاعل مع برنامج الثقافي الذي خصص هذا العام مساحة للأطفال.
من جانبه، قال السفير القطري في عمان الشيخ سعود بن ناصر آل ثاني في كلمة له، إن علاقة قطر والأردن العزيزة ضاربة في الجذور، ولها امتدادات وتشهد تعاونا ونموا كبيرا في شتى المجالات، وتربطنا بها علاقات ثقافية عميقة بفضل الرؤى الحكيمة لقيادتي البلدين الشقيقين حفظهما الله ورعاهما.
وتابع، سنة بعد سنة يؤكد معرض عمان الدولي للكتاب تألقه، لكن هذا العام تألقه خاص، فنحن نتحدث عن 400 دار نشر محلية وعربية ودولية من 22 دولة، وهي نتائج فريدة لم نكن لنراها إلا بعد النجاحات المتواصلة التي استطاع المعرض تحقيقها في السنوات السابقة. وعبر السفير القطري عن فخره واعتزازه ان تكون بلاده قطر ضيفا على هذا النجاح.
بدوره، رحب رئيس اتحاد الناشرين الاردنيين، ومدير معرض عمان الدولي للكتاب جبر أبو فارس بضيوف المعرض من الذين حضروا الافتتاح، مبينا أن الرسالة الثقافية للمعرض -بوصفه فعالية وطنية- من خلال فعالياته المختلفة هي الانفتاح على كافة الاشقاء، وجعل المعرض منصة ثقافية عربية، ومحطة مهمة للقاء أطراف صناعة النشر في العالم العربي.
وبعد الافتتاح، جالت وزيرة الثقافة برفقة السفير القطري على أجنحة المؤسسات الثقافية القطرية المشتركة، وجناح دولة قطر ضيف شرف المعرض لهذا العام، حيث استمعت من المشرف على الجناح، ومدير معرض الدوحة الدولي للكتاب جاسم البوعينين الى طبيعة المشاركة القطرية، وما يضمه الجناح من إصدارات وزارة الثقافة القطرية، ولوحات فنية لفنانين قطريين.
وجاء جناح قطر على طراز العمارة التقليدية في دولة قطر، وعرض الإنتاج الفكري الخاص بوزارة الثقافة القطرية، علاوة على عرض مواعيد الفعاليات الثقافية والأمسيات الشعرية والندوات التي ستتناول صناعة النشر في قطر، والمسرح، وندوة ثقافية تتناول الرواية، وكذلك ندوة تتحدث عن التراث القطري.
ولأول مرة لاحظ حضور الافتتاح مشاركة جمعية الياسمين لأطفال الداون في فعاليات الافتتاح بالتنسيق مع وزارة الثقافة الأردنية، اطلع فيها أطفال المتلازمة على المعرض ودور النشر وجالوا المعرض للتعرف على أهم ما يحتويه.
ويشمل البرنامج الثقافي للمعرض الذي عملت عليه اللجنة الثقافية التي ضمت ممثلين عن اتحاد الناشرين ووزارة الثقافة وأمانة عمان ومؤسسة عبدالحميد شومان الثقافية، ندوات ومحاضرات ثقافية وفكرية ونقدية وفعاليات أدبية وأمسيات شعرية وقصصية، مضيفاً أن البرنامج الثقافي لدولة قطر الشقيقة (ضيف الشرف) يشتمل هو أيضاً على فعاليات متميزة وُضعت بالتنسيق مع وزارة الثقافة القطرية في سياق التعاون الثقافي المستمر بين البلدين الشقيقين.
ويحتفي المعرض بالأكاديمية والمؤرخة الدكتورة هند أبو الشعر، شخصية المعرض الثقافية تقديرا لجهودها الأكاديمية، وإسهاماتها في مجال تاريخ الأردن الحديث والمعاصر، وتحديدا في الدراسات التاريخية، وسيكون لها ندوة خاصة في اليوم الأول من البرنامج الثقافي.
وخصص هذا العام مساحة خاصة للأطفال من أجل تقديم الفعاليات الموجهة لهم، وستكون هناك فعاليات لوزارة الثقافة، وقراءات قصصية بالتعاون مع مؤسسة شومان، وفعاليات مقدمة من أمانة عمان الكبرى ممثلة بمركز زها الثقافي ودائرة المكتبات في الأمانة، وفعاليات أخرى لوزارة الثقافة والرياضة والشباب العُمانية، ودار نبجة للنشر والتوزيع/ دولة قطر.
ومن المقرر أن تبدأ فعاليات البرنامج الثقافي بندوة بعنوان "اللغة العربية والعوالم الجديدة"، بالتعاون بين مجمع اللغة العربية الأردني ومجمع اللغة العربية في الشارقة، بمشاركة د.إبراهيم السعافين ود.امحمد صافي المستغانمي وإدارة د.محمد السعودي، تتبعها ندوة بعنوان "المشهد الثقافي الأردني" بمشاركة د.سالم الفقير، وعاقل الخوالدة وإدارة د.سالم الدهام.