عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    03-Jan-2025

عمق الأزمة الإسرائيلية والغربية في حرب غزة*خلدون ذيب النعيمي

 الدستور

لا شك أن حجم ضحايا المدنيين في غزة ليس من ضمن المعادلات الاخلاقية لجيش الاحتلال الإسرائيلي، فبعيداً عن السيرة التاريخية لهذا الجيش الذي اقام دولته على المجازر واستمر فيها بعد قيامها نجد ان ما يجري حالياً من قصف المشافي على رؤوس مرضاها وكوادرها الطبية واحراقها بل وحجم الاطفال والنساء جراء العدوان الحاصل هو الذي يؤكد المنهج الذي يقوم عليه هذا الجيش في استهتاره للمواثيق والقوانين الدولية التي تحفظ حقوق المدنيين وقت الحرب، وهو هنا فضلاً عن ذلك أفقد داعميه الغربيين سياسياً وعسكرياً أي مصداقية واحترام لدى شعوب العالم بل ومن شعوبهم فأًصبح مجرد ذكرهم لحقوق الانسان والقيم الانسانية والديمقراطية مدعاة للتندر والضحك منهم.
 
هذه الورطة السياسية والاخلاقية في العدوان القائم في غزة الذي اكد فيها كل من جيش الاحتلال سيرته الإجرامية وأكدت القوى الغربية أيضاً معاييرها المزدوجة الانتقائية لما تطرحه من حقوق وقيم فكان لهذه الورطة انعكاساتها ايضاً على الطرفين في مجالات اخرى، فبالإضافة لانهيار قيمة الردع الإستراتيجية لجيش الأحتلال بعد الذي جرى في السابع من تشرين الأول 2023م فيضاف لها المأزق السياسي والاجتماعي في الداخل الإسرائيلي فاستمرار العدوان كشف بقوة العقلية التي يفكر بها قادة التطرف في تل ابيب بشكل لا نفرقهم بها عن نظرائهم من طغاة العالم الثالث وقامعي شعوبهم، فكنا نسمع عن الحروب الجانبية التي يشغل بها هولاء الطغاة دولهم وشعوبهم لمآرب شخصية وسياسية خاصة وهو ما يحصل حالياً في هذا الكيان من الإصرار على أستمرار الحرب وباعتراف شخصيات كثيرة مهمة فيه.
 
ويضاف لما سبق التأكيد الذي ارتسخ في ذهن شعوب المنطقة بأن إسرائيل مهما امتلكت من ترسانة عسكرية لا غنى لها عن داعميها الغربيين، فلا يمكن الحديث عن انجازات عسكرية لجيش الاحتلال بعيداً عن الدعم الغربي المختلف وهو بالمناسبة مايؤكد عليه قادة الاحتلال في كل لحظة، وبالتالي فالشجرة التي تفتقر للجذور وبحاجة دائمة للدعامات الخشبية لتبقى منتصبة والتي كان يشبه فيه كبار السن هذا الكيان في طفولتنا هو التشبيه الذي استطاع قادة التطرف في تل ابيب ترسيخه في اذهان شعوب المنطقة، فضلاً عن ترسيخ عدم ايمانهم بالسلام الصادق الذي عزز الرفض الشعبي الاقليمي والدولي لهم.
 
أما القوى الغربية فكثير من الدراسات الموضوعية لدى مراكزهم المعنية التي تؤكد ان دعمهم للاحتلال في حرب الابادة الحالية في غزة كانت بمثابة الهزة الاستراتيجية لما دأبوا على تسويقه عالمياً من قيم خدمة لمصالحهم، فأصبحوا شريكين بالمسؤولية الأخلاقية والقانونية بدم الأبرياء المراق في غزة فضلاً عن تورطهم العسكري المباشر والذي لم يكن بالحسبان وما يجري حالياً في اليمن ليس عن ذلك ببعيد.
 
كان التأكيد الرسمي الأردني صبيحة السابع من اكتوبر ان وقف الانتهاكات الخطيرة للانتهاكات الاسرائيلية ضد الفلسطينيين وضد المقدسات فضلاً عن العمل على اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وفق القوانين الاممية هو الخيار الصحيح لترسيخ السلام الاقليمي والدولي، وهو التأكيد الذي ثبت ان الالتفات عليه بأي طريقة من خلال الحروب العدوانية المدعومة غربياً لن تزيد الأزمة الا تعقيداً، ففي ظل استمرار الانتهاكات الاسرائيلية وانكار الحقوق الفلسطينية اصبح يرسخ في ذهن الشعوب الغربية ان ما حدث في السابع في اكتوبر هو نتيجة أكثر من كونه سبباً لدوامة العنف الحالية، وهو الشيء الذي يؤكد عمق الأزمة الحالية لإسرائيل وحلفائها جراء استمرار العدوان الحاصل في غزة.