عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    05-Jan-2020

لماذا تغيرنا.. وكيف غابت عنا الإنسانية؟ - امان السائح

 

الدستور- مرة اخرى الى قصة الجرائم الاسرية التي فتحنا اعيننا في بداية 2020 على صداها واغلقناها على اعتاب 2019، بأب يقتل ابنه وينتحر!! وامرأة تطعن زوجها بأداة حادة ليفارق الحياة فورا، وأب يضرب ابنه ذي السنوات السبع حتى الموت ويدعي سقوطه!!
 ايعقل ان نبقى نستيقظ على مثل تلك الاحداث التي تقتل في مجتمعنا اهم مبادئ الانسانية، والرفق بالبشر، والانصياع الى لغة القلب والعقل معا، ليبقى الاب ابا، والابن ابنا، والام ان تبقى اما، كما تربينا صغارا، وكما علمتنا الكتب والروايات، وكما نشأا على تعاليم الدين والقرآن الكريم، وكافة الاديان السماوية التي تتحدث عن ابرز العلاقات الاسرية لتكون دوما بالمقدمة..
كيف يكون ذلك!! وكيف يمكن للمشاعر ان تتبدد هكذا بلا مقدمات، كيف يمكن ان نقنع صغارنا بأن تلك الجرائم هي جزء من مجتمع محافظ متماسك اسريا، يعتبر الاسرة نقطة بداية، ونقطة تحول، ورسما لخارطة طريق مختلفة..
جرائم بحجم الوجع الكبير تطرق ابوابنا كل اشهر وتجعلنا في كل مرة ندعي الدهشة والمفاجأة والغضب احيانا، والسخط احيانا اخرى، والتساؤلات المشروعة بكل الاحيان، لماذا يحدث ذلك، وكيف يمكننا ان نعيد مجتمعنا الى مربع التسامح والانسانية، والحب، والرضا!! ايعقل ذلك ام هي خزعبلات لكاتب يعيش احلام يقظة!! وقضية حلم لا يمكن ان يتحقق الا بالمدينة الفاضلة!!
ايمكن ان ندرك الحياة بكل تفاصيلها قبل ان نفقد من هم حولنا من اسرنا ومن يعنينا، ومن يوجعنا فقدانه!! ايمكن ان نتدارك حياتنا لنقف ونتطلع الى الحاضر بنظرة مختلفة!! ايمكننا ان نخلق حالة جديدة نتعايش فيها مع انفسنا ومع من يهمنا!!
البعض يقول ان تلك الامور اصبحت انعكاسا طبيعيا لضغوط الحياة والجوع والفقر والعوز وقلة الثقافة والتعليم!! ايمكن ذلك ان يؤدي الى قتل المحارم!! قتل ذوي القربى!! وقتل من هم احوج الينا من انفسهم، ابناء وازواجا واباء وامهات؟؟
هل يمكن ذلك؟؟
نعم انه الواقع الذي اصبحنا نراه صبيحة كل شهر وكل موسم، لكنها اصبحت تدخل في اطار الظاهرة، وليست الحدث العادي الاستثنائي، والحدث غير الاعتيادي، الذي اصبح يداهمنا بامتياز، ويطرح علينا تساؤلات من ابنائنا واطفالنا، بأنه كيف يمكن ان يحدث ذلك، بأن يضرب اب ابنه الى حد الموت، اي فجيعة تلك التي اصبحت حدثا نراه بشكل متقطع..
انها قصة الجرائم الاسرية التي نطالع تفاصيلها لحظة وقوعها ويبدأ الجميع بتداولها على كل مواقع التواصل الاجتماعي بكثافة غير مقبولة، وكأننا بها ننشر العظة والرحمة، لا بل بل اصبحنا شركاء بنشر الخطيئة، والجريمة، وقبول الحدث، لا رفضه، وتحييده، وابعاده عن اجيال اطفالنا، والاحداث والمراهقين في مجتمع تسكنه كراهية صامته، واحتقنان غير مرئي!!
احداث مرفوضة، كئيبة، توجع حد القهر والرفض، تبيد كل اجسادنا، وتشل تفكيرنا، وتقتل فينا الاحساس بمستقبل اكثر املا، في ظل تراكم لمثل تلك الاحداث في صحفنا وعبر منصات التواصل الاجتماعي، التي اصبحت تصلك رغما عنك، وتقرأ تفاصيلها ايضا رغما عن كل حواسك؟؟
اصبحت وامست وكانت وبقيت ولا زالت كل اخوات ان وكان يتحدثن عن جرائم لا تمت للبشرية بصلة.. لماذا غبنا عن مفاهيم الرحمة والصبر والتحمل وتغيرنا الى حد القتل والجريمة..
اصل بلدنا حكايات الفة ومودة وتماسك، فأين غابت اصل تلك الحكاية؟؟