عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    25-Mar-2025

«مديرية التهجير» استكمال للمخطط الصهيو أمريكي*لما جمال العبسه

 الدستور

« مديرية خاصة لتهجير فلسطينيي غزة» التي اُعلنت عنها امس حكومة الكيان الصهيوني هي ما في قلب هذا العدو الفاشي الذي لا يستطيع تحمله واخرجه للعلن بعد ان اعمل آلة القتل مرة اخرى في قطاع غزة منذ ايام وبصورة اكثر وحشية وعدوانية، فقد طفح معه الكيل ولم تتحمل مكنوناته الداخلية ونواياه القذرة لاعادة نكبة 1948 لكن بصورة دموية تفوق التصور.
 كما يُقال في العامية، ان حكومة الفاشي بنيامين نتنياهو تحملت الكثير وضغطت على نفسها باتخاذها نهج المفاوضات على صفقة تبادل الاسرى وانهاء الحرب، بل ولبست قناع الكذب كما اعتادت، الا ان نتنياهو المصر على تسلم الاسرى ونزع سلاح المقاومة الفلسطينية وطرد اعضائها من القطاع وتجميل مفهوم الهجرة من منطقة باتت لا تصلح للحياة، قد فاض كيله وصرح علنا باجراءات على الارض بعزمه كما يعتقد بطرد فلسطينيي غزة من القطاع، او على اقل تقدير من شماله كما يفعل الآن في محاولة لمحو اسس الحياة هناك.
 هذا المخطط الصهيو امريكي كان وما زال قائما، فالادارة الامريكية السابقة كانت اكثر من متماهية مع المطلب الصهيوني وتجمل تصريحاتها الاعلامية بانها ضد اعادة احتلال القطاع او تهجير سكانه، لكن  على الارض كان مغايرا لذلك، والآن دخلت استراتيجية امريكية جديدة على الخط بشأن القطاع بقيادة الادارة الحالية التي ترغب في افراغ القطاع من سكانه وتحويله الى «ريفيرا الشرق».
الادارة الامريكية الحالية ومبعوثها للسلام ستيف ويتكوف حاول المراوغة في مقابلة قبل ايام قليلة بقوله ان ادارته ترغب في اتمام الصفقة، ودس السم في العسل، بعد ان قال ان «حماس» هي فكرة تتجاوز الحركة المقاومة وهذا من الصعب تدميره في وجدان الناس، ثم يؤكد ان حركة المقاومة الاسلامية حماس هي من رفضت عرضه الاخير بتسليم السلاح والخروج من القطاع مقابل اكياس طحين وعودة للحرب متى شاء الكيان الصهيوني، بل وتباكى على ما يحدث في القطاع من مقتلة تدمى لها القلوب، وفي نفس الوقت خط امداد السلاح للجيش الصهيوني لم ينقطع حتى اللحظة، وقال ان العودة للحرب في القطاع جاءت بموافقة امريكية.
في نظرة الى تسلسل الاحداث، فقد كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الرابع من شباط الماضي عزم بلاده الاستيلاء على غزة بعد تهجير كامل سكانها من الفلسطينيين إلى دول أخرى، ولم يستبعد إمكانية نشر قوات أمريكية لدعم إعادة إعمار غزة، على أن تكون لامريكا ما اسماه «ملكية طويلة الأمد» في القطاع، وهذا بالطبع راق للفاشي نتنياهو فهي فرصة لا تعوض بان حليفه سيكون نصيره علنا في عملية التهجير، والآن نفد صبر الطرفين في انتظار ان ييأس الغزيون من هذه المقتلة ويهاجروا طواعية بتسهيل من الطرفين لهم، لتجيء ساعة الحسم القاضية بالقتل دون هوادة.
نسي الطرفان ان «التهجير» أمر منتهٍ ولا مجال للتفكير فيه لدى الشعب الفلسطيني قاطبة، لا في الضفة الغربية التي تعاني الامرين جراء اجراءات الاعتداءات وسحق المخيمات هناك وتهجير سكانها، ولا في فلسطين العام 1948 التي يعاني فلسطينيوها من التمييز العنصري المقيت، ولا في القطاع المحاصر منذ 2006 والذي يعاني حربا على مدار اكثر من 17 شهرا حتى اللحظة، ولم يتعلم الصهاينة حتى ان الفلسطيني كان ولا يزال يفشل كل محاولاتهم ليس فقط بالتهجير وانما بتسليم السلاح والتوقف عن مقاومة الاحتلال والتنازل عن حقه في استعادة أرضه.
هو قضاء الله سار في فلسطين والله غالب على أمره.