عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    10-Jan-2021

دولة الكويت رافعة التوافق الخليجي*د. فايز بصبوص الدوايمة

 الراي

منذ اندلاع الأزمة الخليجية ووصولها إلى مستوى من التصعيد الإعلامي قام المغفور له الشيخ صباح الأحمد الصباح، بجهد استثنائي لرأب الصدع بين الاشقاء في مجلس التعاون الخليجي انطلاقاً من حرص الكويت كدولة فاعلة في ذلك المجلس على إعادة احياء التوافق الخليجي، معتبرة أن مجلس التعاون الخليجي هو المؤسسة الجامعة القادرة على احتواء الكل الخليجي ارتكازاً على أهمية هذا الصرح العربي الهادف إلى التكامل بين مجموع دوله معتمدة على دبلوماسية هادئة متدرجة للوصول إلى الهدف المركزي في إعادة اللحمة إلى الجسم الخليجي، وقد استكمل المسي?ة أمير الكويت الشيخ نواف أحمد الصباح واضعاً رؤيته ومستكملاً مسيرة المصالحة التي ترجمها بشكل استثنائي وخلف الستار وزير خارجية الكويت أحمد ناصر الصباح وتوج ذلك الجهد بعقد قمة خليجية استطاعت الدبلوماسية الكويتية الفذة في توظيف التحولات الإقليمية والدولية واقتناص الفرصة من أجل وحدة الخليج التي يحتضنها مجلس التعاون الخليجي.
 
وقد أثبتت الكويت مرة اخرى أنها رافعة من روافع التوافق، وأن اعتماد سياستها الهادئة دون ضجيج معتمدة على الاحترام الذي تكنه لها دول مجلس التعاون، وهي تنطلق دائماً من ثوابت قيمية عروبية ترى من خلالها ابناء الخليج وشعوبها، وأن استمرار الصدع والأزمة قد يبدد مكتسبات مجلس التعاون الخليجي على مدار التاريخ، التي وصلت في كثير من الأحيان إلى حد التوحد وكان هدفها الأسمى توحيد العملة الخليجية، ما يجعل من هذا المجلس ركيزة وعنواناً ومثلاً يحتذى يؤسس لوحدة عربية جامعة.
 
فابناء الخليج مهما تفرقت بهم السبل تربطهم وقائع اجتماعية وسياسية وجيوسياسية ونحن نستبشر من خلال عودة اللحمة الى مجلس التعاون ان تلعب الكويت دوراً مركزياً في لجم الانزلاق نحو التطبيع وإعادة الثوابت الخليجية القائمة على مركزية القضية الفلسطينية.
 
فالكويت دائما كانت رديفاً وسنداً للشعب الفلسطيني ودبلوماسيتها، وعلاقاتها الدولية تقوم على بعد إنساني إلى جانب كل شعوب الأرض، وخاصة الدول الفقيرة وهو ما تم إطلاقه على الشيخ المرحوم صباح الأحمد الصباح بأنه رجل الإنسانية دون تحفظ.
 
هذا ما استكمله الامير نواف الاحمد الصباح وهذا ما نلمسه من خلال هذا الانجاز العظيم القائم على اسناد الوحدة الخليجية في مجلسها الذي اعتبر أن هذه الوحدة ستجعل من الخليج محركا جباراً للاقتصادات العربية وبخاصة في هذه المرحلة التي سمتها الاساسية ازمة افقية وعمودية يدفع ثمنها الشعب العربي نتيجة جائحة كورونا والفرقة العربية..
 
لذلك فاننا نرفع أسمى آيات التقدير والإعجاب لهذه الدبلوماسية المحورية وذلك الدور الذي تلعبه دائما الكويت، ونختصر القول بأنها دولة الكويت العروبية متمنين لها مزيداً من التقدم والازدهار في الطريق إلى التكامل والوحدة الخليجية فشكراً سمو الأمير نواف الأحمد الصباح وشكراً لوزير خارجية الكويت الشيخ أحمد ناصر الصباح الذي ترجم رؤاكم على أرض الواقع، شكراً للشعب الكويتي، شكراُ للكويت الحبيبة.