عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    28-Apr-2019

نحتاج لفیزیاء جدیدة.. الکون یتمدد أسرع من توقعاتنا
الغد- في مفاجأة جدیدة، أعلن فریق بحثي بقیادة آدم رایس من جامعة جون ھوبكینز الأمیركیة أن
قیاسات جدیدة لـ“ثابت ھابل“ تقول إن الكون في صورتھ الحالیة یتمدد بمعدل أكبر من التوقعات،
مما یطرح أسئلة جدیدة لا یمكن أن تجیب عنھا الفیزیاء المعاصرة.
یمثل ”ثابت ھابل“ السرعة التي یتمدد بھا الكون، ویمكن فھم فكرة التمدد الكوني عبر رسم بعض
النقاط المتجاورة بقلم أسود على بالون غیر منتفخ، ثم ضخ الھواء بھ شیئا فشیئا، ھنا ستلاحظ أن
النقاط یبتعد بعضھا عن بعض كلما تمدد سطح البالون.
في ھذا التشبیھ، فإن الكون كلھ ھو سطح البالون ولیس البالون نفسھ، حیث تبتعد المجرات عن
مثیلاتھا بسرعات ھائلة، لیس لأنھا تتحرك فقط ولكن لأن الفضاء بینھا یزداد، كما لو أنھ یظھر فجأة.
وبحسب الدراسة الجدیدة كما نقلت الجزیرة، فإن رایس وفریق عملھ قد اعتمدوا تقنیة تصویر جدیدة
في التلسكوب ”ھابل“ تسمى ”داش DASH ”لرصد نوع من النجوم یسمى بـ“المتغیرات القیفاویة“
والتي توجد في سحابة ماجلان، وھي سحابة ضخمة تابعة لمجرتنا وتدور حولھا.
وتمتلك المتغیرات القیفاویة خاصیة مفیدة لعلماء الفلك، وھي أنھ یمكن استخدامھا لتحدید المسافات
في الكون، ومع ضبط دقة التلسكوب ھابل باستخدام تلك التقنیة الجدیدة أمكن قیاس ”ثابت ھابل“
بصورة ھي الأكثر دقة إلى الآن في تاریخ ھذا النوع من الأرصاد.
وجاءت النتائج، التي نشرت في دوریة ”أستروفیزیكال جورنال“ مؤخرا، لتقول إن ھناك فارقا مقداره 10 %بین قیمة التمدد الكوني المقاسة حالیا وتوقعات النماذج النظریة، تلك النماذج كانت قد  بنت نفسھا على قیاسات القمر الاصطناعي ”بلانك“ التابع لوكالة الفضاء الأوروبیة لتمدد الكون إبان الانفجار العظیم.
وبحسب الدراسة، فإن ذلك لا یمثل فقط تعارضا بین تجربتي قیاس، ولكن من المحتمل أن یتطلب
الأمر فیزیاء جدیدة لتفسیر ھذا الفارق بین تمدد الكون في بدایتھ وتمدده المعاصر.
طاقة غامضة
كان رایس قد حصل على جائزة نوبل في الفیزیاء لعام 2011 مناصفة مع سول بیرلموتر وبریان
شمیت عن تقدیمھم لدلائل تؤكد أن الكون یتمدد بصورة متسارعة. منذ تلك اللحظة، بدأ فیزیائیو
الكونیات في مطاردة ھدف جدید، وھو الوصول بدقة لقیمة ھذا التسارع.
ویمثل تسارع التمدد الكوني مشكلة لفیزیائیي الكونیات، وذلك لأنھ من المفترض للكون بعد فترة من
ُ الانفجار العظیم أن یبطئ من تمدده، ویشبھ الأمر أن یحدث انفجار ما، لحظة الانفجار تنطلق الأشیاء بسرعة شدیدة لكنھا تھدأ بعد قلیل، لكن ذلك لم یحدث للكون.
ویتصور غالبیة علماء الكونیات أن سبب ذلك ھو ما یسمى بالطاقة المظلمة، وھي لیست ”مظلمة“
بالمعنى المفھوم، ولكن التعبیر یعني فقط أن ھناك شیئا ما یدفع الكون للاستمرار في التمدد بشكل
متسارع، وإلا كان لیتباطأ شیئا فشیئا.
لكن على الرغم من كل المحاولات النظریة لتفسیر التمدد الكوني المتسارع، فإن معرفتنا الآن بتركیب الكون ما زالت فقط تقع ضمن 4 %من مكوناتھ، والمتمثلة في المادة التي تراھا حولك على الأرض وفي السماء، أما النسبة الباقیة فلا تزال مجھولة تماما.