الدستور - لا يُعدّ أمرا ً خارج المألوف حين يروح المرء إلى « محل تصليح بوابير الكاز « و يطلب من السمكري ّ أن يبيعه « أوقية قضامة « !
و كثير من الوقائع لا تُعدّ ، في أيامنا ، مستهجَنَة أو خارجة عن السياق .
فقد يذهب المرء إلى مقهى ليشتري « ربطة خبز « ،
و إلى « طبيب الأسنان « ليشتري كيس طحين ،
و إلى « محطة محروقات « ليشتري « رطل بصل « ،
و إلى « دار سينما عتيقة « ليشتري « صحن فول « ،
و إلى « مكتبة « ليشتري « كيلو ونصف بندورة « ،
و إلى « منجرة « ل يشتري « فلقة صابون للاستحمام « ،
و إلى مخيطة وفي ظنّه أنه يبحث عن « كيلو هريسة « .
..
يحدث أن تختلط علينا الصور و تضيع الأرصفة و « اللافتات « ،
يحدث وأكثر أن نفترق عن أوقاتنا و عن إشارات مرورنا و حتى عن جيوبنا ، و يحدث أن يفقدُ اليمام ُ هديلَه ، أو يصيرُ البن ُّ بطعم ِ البطاطا !؟
يحدث في المألوف و في خارج الإطار أو خارج السلّة ، أن يفقد المرء روحه من دون زحام .
لكن ، ما الذي ينفع حين نفقد عناويننا ؟
ما الذي ينفع ُ حين تبحث عن وجهك و تروح إلى المرآة فتراكَ ، وتصرخ : أنا لا أعرفني ؟!
ما الذي ينفع ؟