عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    27-Jul-2020

بسام شاب يقهر السرطان ويقاوم من أجل عائلته

 

ربى الرياحي
 
عمان-الغد-  بروح مفعمة بالحياة وإرادة لا تهزم أبدا أمام الصدمات، تجاوز المدرس الجامعي بسام تجربته مع مرض السرطان والتي كانت نقطة تحول كبيرة في حياته العائلية والمهنية.
هو تمسك بالأمل جيدا وفهم أن القوة تأتي من الداخل ومن دعم أشخاص يحبهم ويحبونه، فنجح في أن يخط قصته بكل ما فيها من تحدٍ وصبر وألم وخوف وحتى انتصار وثقة بأن ما يزال هناك حياة لم يعشها في انتظاره بقرب عائلته وتحديدا أطفاله الذين كانوا دافعا له لكي يقاوم ويتعافى تماما من مرضه.
يقول إن اكتشافه للمرض جاء بعد أن شعر بنقص مفاجئ في وزنه، الأمر الذي دفعه على الفور لمراجعة طبيب مختص بأمراض الغدد باحثا عن تفسير لتغير وزنه. في البداية ظن بسام أن السبب هو إصابته بالسكري لكن الفحوصات التي أجراها آنذاك أظهرت خللا في عمل الغدد بشكل عام وحتى يستطيع الطبيب تشخيص الحالة بصورة أدق لم يكن أمامه خيار سوى أن يأخذ له خزعة، وحينها كانت الصدمة التي قلب حياة بسام وأشعرته بالخوف والقلق في بادئ الأمر، فقد أكدت الخزعة وجود ورم سرطاني في الغدد الليمفاوية.
ويبين بسام أن وقع خبر إصابته بسرطان الغدد اللمفاوية، لم يكن سهلا عليه أبدا؛ إذ شعر حينها بالمرارة وقسوة الموقف وصعوبته أجبرته على استعادة ذكرياته مع والده الذي فقده بنفس المرض. يقول إن خوفه الكبير على عائلته ورغبته في أن يعيش مع أطفاله كل المراحل بحلوها ومرها ورؤيته لهم يكبرون أمامه، كلها أسباب حرضته على أن يكون منقذا لنفسه ولكثيرين غيره يرون فيه القدوة والإيجابية.
بسام أراد أن يغدق عائلته بالحب ويكون لهم السند الحقيقي متخطيا كل الظروف الصعبة، وهذا بالطبع كله ساعده على أن يستجمع قوته ويقف بصلابة من أجل أن يهزم المرض، هو قرر ألا يستسلم أبدا فكانت النتيجة مرضية لرغبته وإصراره على أن يقاوم الألم، ويضاف إلى قائمة الأشخاص الناجين المتسلحين بالأمل والعزيمة وحب الحياة.
قراره بأن ينتصر على المرض ويكون شعلة أمل لغيره تطلب منه في الدرجة الأولى أن يتغلب على فكرة أن السرطان مرض قاتل، وبالفعل تمكن بسام من تنحية مخاوفه جانبا والتحلي بالنفسية الجيدة لأهميتها في قهر الألم وتجاوزه بأقصر وقت ممكن.
رغبته الكبيرة بالعودة إلى عائلته وعمله جعلته يتخلى عن قلقه ويفكر فيما ينتظره بالإضافة إلى الكيفية التي يجب أن يتابع بها علاجه، يقول “بفضل الله أولا وعزيمته ثانيا كانت الأمور كلها تجري بسلاسة”؛ حيث تم إدخاله إلى مستشفى الحسين للسرطان وتحديد خطته العلاجية التي تخللها إجراء عمل جراحي مستعجل له، ومن ثم الخضوع لعدد من الجلسات، هذا كله ساعده على أن يخلق من المحنة حياة جديدة تكون فيها الأولوية لعائلته وتعويضهم عن كل لحظة كان بعيدا فيها عنهم بسبب مشاغله الكثيرة.
بسام أيقن أن اهتمامه بعائلته هو هدفه الأول والأخير وأن بقاءه بجانبهم يزيد من سعادته واطمئنانه وقوته. أشياء كثيرة تغيرت فيه جعلته يميل لتقدير اللحظات الجميلة وتحديدا مع أطفاله، كما أنه أيضا بات أكثر تقديسا للعلاقات والعمل من أجل تمتينها لكونه أصبح لديه الوقت الكافي للتقرب من الناس بعد شفائه وتقليل ساعات عمله.
وعن برنامج تأمين “رعاية”، يرى بسام أن اشتراكه فيه أفاده كثيرا أثناء فترة علاجه، وهو تأمين تكافلي اجتماعي غير ربحي لتغطية علاج مرض السرطان يمنح مشتركيه من بعد إصابتهم فرصة تلقي العلاج في مستشفى الحسين للسرطان مقابل رسوم اشتراك سنوية معتدلة.
يقول إن اشتراكه في تأمين “رعاية” جاء بالصدفة وقبل إصابته بالمرض بعشرة أشهر وكان ذلك خلال زيارته هو وعائلته لأحد مراكز التسوق، بسام أراد أن يسهم في دعم مرضى السرطان وخاصة بعد علمه بأن رسوم الاشتراك تذهب لمرضى آخرين في حال عدم إصابته هو أو أحد أفراد عائلته، فاعتبر تلك الرسوم جزءا من صدقته.
لكن ما حدث هو أن الأقدار شاءت أن يستفيد هو شخصيا من التأمين ونصيحته اليوم للجميع وفي كل الجلسات ومع أقاربه وأصدقائه وكل من يعرف تتلخص في تحفيزهم على الاشتراك فيه إيمانا منه بدوره الكبير في مساندة مريض السرطان والتخفيف عليه ماديا ومعنويا. هو ولأنه رجل عصامي صنع نفسه بنفسه ونجح بتعبه ومثابرته وجد في هذا التأمين الراحة والطمأنينة والأمان، فالصحة أغلى أمانة نمتلكها ولا يستهان بها.