عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    07-Feb-2020

أوروبا خائفة من الامبراطورية الإسرائيلية - جدعون ليفي

 

هآرتس
 
اوروبا تورطت، وزير خارجية الاتحاد الاوروبي الجديد انتهى، فقط جوزيف بورل تجرأ على تحذير اسرائيل من ضم المناطق وفتحت عليه ابواب جهنم من صوت صهيون: المتحدث بلسان وزارة الخارجية الاسرائيلية قال إن الوزير تحدث “بعد بضع ساعات على عقد لقاءات في ايران” وكأن ذلك كان اشارة على أن الوزير هو مجرد عميل لايران. وفيما بعد هدد اوروبا بأم التهديدات: “اتباع هذا السلوك هو الطريق الافضل لضمان أن دور الاتحاد الاوروبي في أي عملية سياسية سيكون ضئيلا”. اوروبا انتهت. واسرائيل ستصنع السلام من غيرها، في الغد. ايضا صحيفة “اسرائيل اليوم” سارعت الى التجند في خدمة الدعاية، وذكرت الوزير الاسباني بأنه كان متطوع في كيبوتس غلئون قبل خمسين سنة – “من المهم معرفة كيف كان تأثير ذلك عليه” – واقترحت الصحيفة الاعلان عنه كشخص غير مرغوب فيه. يا بورل، هذه نهاية حياتك السياسية. هكذا يتم التعامل مع الشخص الذي يتجرأ على معارضة استخفاف اسرائيل الوقح بالقانون الدولي.
ولكن الهجوم الشديد على بورل – الذي هو أمر مثالي للدبلوماسية الاسرائيلية في السنوات الاخيرة، التي تتمثل بهجمات جامحة على من يتجرأ على انتقادها بالهمس – هو نمر من ورق. اسرائيل بطلة على الضعفاء، وهي تعرف الى أي درجة الاتحاد الاوروبي هو فأر يزأر، وتعلمت كيفية تجاهله. “توجد لدينا مشكلة مع مكان واحد فقط في العالم”، قال ذات مرة بنيامين نتنياهو في لقاء مغلق وخريطة العالم معلقة خلفه، وهو يشير الى حجم اوروبا الصغير والمضحك. هو يمكنه تدبر أمره بدونها، فباقي العالم في جيبه.
نتنياهو محق. فالاتحاد الاوروبي هو في الحقيقة نمر من ورق امام اسرائيل بسبب بنيته المشلولة وبسبب موجة اليمين التي تجتاح اعضاءه ولأنه خضع للابتزاز العاطفي الذي تستخدمه اسرائيل واللوبي اليهودي عليه. وهكذا هو الامر بعد أن حاولوا خلال سنوات شراء قلب اسرائيل فقط بالتملق وتقديم المساعدات والتفهم ومشاعر الذنب والخوف منها، وضمها الى مسابقة الاورفزيون وكأس اوروبا. وهكذا هو الامر بعد أن يكتفوا بتصريحات تنديد فارغة ولا يخطر ببالهم اتخاذ خطوات حقيقية. بورل حطم الادوات واطلق تهديدا خفيفا بقوله إن الضم لن يمر بصمت. ولكن الضم سيمر بصمت، صمت مدوي لاوروبا. كونوا على ثقة بأصدقاء الاحتلال في الاتحاد، منارات الديمقراطية وحقوق الانسان: هنغاريا ورومانيا وسلوفاكيا والتشيك، اعتمدوا على مشاعر الذنب لالمانيا وعلى كراهية المسلمين وعلى الضغط الذي ستستخدمه الولايات المتحدة.
اللوبي اليهودي شل اوروبا في السابق من خلال تجريم معارضة الاحتلال وتشبيهها باللاسامية. هذه المؤامرة خضعت لها اوروبا في السابق، وهي الآن ستخضع ايضا لخطة ضم دونالد ترامب. ونحن سنسمع تنديدا أو اثنين وكل شيء سيعود الى سابق عهده. العهد الذي ستكون فيه اسرائيل هي المحبوبة التي يسمح لها بفعل كل شيء. تخريب المعدات والمباني التي قام ببنائها الاتحاد الاوروبي لصالح الفلسطينيين بملايين اليوروات. هل سنستخف بقرارات الاتحاد الاوروبي؟ وهل ستكون عقوبات؟ فقط على روسيا الضعيفة التي تقوم بغزو القرم وليس على الدولة العظمى التي قامت بغزو الضفة الغربية واحتلتها الى الأبد، ولم تعاقب على ذلك في أي يوم.
اذا كانت اوروبا تريد التأثير حقا فيجب عليها التحرر من فكرة أنه توجد فائدة للتحدث مع اسرائيل بلطف وبمحاولات الاقناع. اوروبا حاولت هذا خلال عشرات السنين ولكن دون فائدة. لقد حان وقت الفعل، يا اوروبا، إما فرض العقوبات وإما تأييد الضم. فقط يجب عدم استمرار هذه التصريحات عديمة القيمة. لقد حان الوقت لاوروبا بأن تنظر مباشرة الى الواقع: حل الدولتين مات. يجب عليها أن تسأل سفراءها في رام الله عن كيف تبدو الضفة وما هو احتمال اخلاء مئات آلاف المستوطنين الذين سيطروا عليها. واذا ارادت أوروبا التأثير فيجب عليها تبني خطاب جديد وثوري، خطاب الحقوق المتساوية للجميع. ومواصلة تكرار “دولتين” والذعر من تهديدات اسرائيل، هذا سيضمن أمر واحد فقط وهو انتصار الابرتهايد. واوروبا ستكون شريكة كاملة في ذلك.