- «انفورميشن كليرنغ هاوس»

الدستور - لقد دخلت مراكز الثقل الامبريالية عام 2019 في حالة من الفوضى العارمة. اذ ان الناظر الى واشنطن وباريس ولندن يرى ان العواصم الثلاثة للامبراطورية تعاني في هذه الاونة من قصور بالغ في الادارة وتعطل حكومي، ويلحظ ايضا انها تترنح على شفير الانهيار او تتعرض لحصار يفرضه عليها ابناء شعبها.

من جهة اخرى، نجد ان خصومها مثل بكين وموسكو يبدأون عامهم الجديد في جو من التفاؤل الكبير والثقة العالية بالنفس. هذه هي الحقائق الاكيدة وهذه هي الانباء المتناقلة. واذا ما نظرنا الى راس الامبراطورية، نلحظ ان حكومة الولايات المتحدة قد تعطلت وسط حالة من الركود ووابل من الانتقادات والتساؤلات التي ترمي بها كل مؤسسة حكومية شقيقتها الاخرى.

لقد قدم وزير الدفاع جيمس ماتيس استقالته مثلما كانت الحال مع اخرين من المسؤولين الادنى مستوى على خلفية غضبهم من عزم الرئيس سحب قواته العسكرية من حروب اجنبية منيت بالخسائر وكبدت البلاد كلفة باهظة. اما بالنسبة الى السيد جون بولتون فقد تحدى الرئيس دونالد ترامب على الملأ فيما يتعلق بالملف السوري، ويدنو السيد مويلر من وضع الهجوم، وتتجه الغالبية الديمقراطية الجديدة في مجلس النواب الاميركي نحو الاستعداد لتوجيه اتهام الى الرئيس نتيجة القرار المزمع.

لا احد يعلم ما اذا كان الرئيس ترامب سيستمر في تقلد منصبه لمدة طويلة، في حين ان نظرة سريعة الى الاراء المتداولة حيال خليفته المرتقب- نائب الرئيس مايك بنس- تستدعي الى الاذهان الصورة الشهيرة للرئيس نيكسون مع نائبه سبيرو اغنيو، اثناء وقوفه خلفه.