عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    19-Feb-2020

«هنــــا عمــــان» كمال الدين الاذري يؤسس سوق البخارية في وسط البلد

 

عمان- الدستور-  محمود كريشان - يقع هذا السوق بالقرب من المسجد الحسيني الكبير على مشارف شارع طلال الذي يرتبط تاريخ تأسيسه ببدايات تأسيس إمارة شرقي الأردن، ويقودك السوق للمعالم القديمة لعمان والتي كانت ولا تزال أحد الشواهد على تاريخ تأسيس العاصمة الأردنية.
وتعود قصة سوق البخارية إلى عام 1934 عندما أسس كمال الدين البخاري الاذري السوق الذي استقر في مكانه الحالي عام 1942 وكان بمحاذاته سابقا سوق السلاح قبل ان ينتقل الى نهاية شارع طلال، ويقول محمد عبده حفيد البخاري مؤسس السوق إن جده حضر من أوزبكستان في رحلة حج مطلع الثلاثينيات من القرن الماضي.
ايضا.. منعطف هام عاشه السوق، ببضاعته وتجاره وزبائنه، في اربيعنيات القرن الماضي، هذا المنعطف تمثل في الزيارات المتكررة التي كان يقوم بها الملك المؤسس عبد الله الاول طيب الله ثراه لسوق البخارية، وتحديدا بعد صلاة الجمعة من كل اسبوع التي كان يحرص على ادائها في المسجد الحسيني الكبير، وتشير الرواية المتداولة ان التجار كانوا يستعدون مبكرا لتلك الزيارة الكريمة قبل موعدها، فيحرصون على توفير كل انواع البضاعة التي قد يحتاجها الملك المؤسس او مستشاروه والعاملون في حكومته، وكان يوم الجمعة اكثر الايام حراكا في اجواء السوق بسبب قدوم اعداد كبيرة من المصلين من خارج محيط وسط البلد، اي من اطرافها البعيدة، لاداء صلاة الجمعة بمعية الملك المؤسس، وكان طبيعيا ان يمثل ذلك حالة انتعاش للسوق.
ويتحدث قدامى التجار ايضا ان قائد الجيش، الجنرال البريطاني كلوب باشا، كان يبعث باحتياجاته مكتوبة على ورقة بيد احد مرافقيه، ويقوم التجار بعد ذلك بتجهيز الطلبية وارسالها الى مقره الرسمي.
يستمر السوق حتى اليوم في بيع الملابس التقليدية والأحجار القديمة والصناديق التراثية والأدوات الموسيقية البدوية القديمة، ولوازم المهن التقليدية كالحلاقة وسجاجيد الصلاة وغيرهما؛ الامر الذي يجعل حجاج بيت الله الحرام والمعتمرين يقومون بشراء السبح وسجاجيد الصلاة من ذلك السوق وتقديمها كهدايا للزوار عقب عودتهم من الحج ذلك نظرا للاسعار الشعبية التي يتمتع بها السوق الذي يعتمد في معظم بضائعه على الصناعات التقليدية المستوردة.