عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    18-Jul-2024

تواصل – كسر – إصلاح :صداقاتنا الآن لم تعد كصداقاتنا في السابق

طروب العارف

سوشيال ميديا

 لنا أصدقاء، واحد أو أكثر، منذ الطفولة أو أيام الدراسة واستمرت صداقاتنا قوية حتى يومنا هذا. لكن، مع التغيرات الجغرافية وتغيرات الشخصية والصراع أصبحنا نواجه تحدياً قاسيًا مما نتج عنه افتراقنا عن أحدهم.  وإذا كان الأمر كذلك، فهل يمكننا فعل أي شيء لإنقاذ الصداقات.
 
أجابت على هذا السؤال في مقال كتبته على موقع سيكولوجي توداي جينيفر جيرلاخ، الأخصائية الاجتماعية المرخصة والمعالجة النفسية المقيمة في جنوب إلينوي والمتخصصة في الهوس واضطرابات المزاج والصحة العقلية للشباب البالغين،
 
بينت فيه أن الصداقات مدى الحياة لم يعد أغلبها كذلك هذه الأيام، وما يلاحظ حاليًا أن المزيد والمزيد من الصداقات اصبحت محدودة المدة.
 
وأضافت أن السبب الآخر للقطيعة قد يكون لانعدام التسامح مع الصراع. في العقود الماضية، طالما تعرضت الصداقات للعديد من المطبات لكن مع استخدام العقل والتروي والمواجهة انتهت ولم تؤد إلى نهاية الصداقة، بل جعلتها أقوى وأرسخ. 
 
اليوم، يبدو أن التسامح استُبدِلَ بالغضب والضغينة مما قاد إلى دفن الصداقة وحل محلها الجفاء والقطيعة. 
 
وهنا شددت جيرلاخ أن وسائل التواصل الاجتماعي لها أكبر الأثر في تفاقم الأمور عندما أشارت نصوص الرسائل المتبادلة ضرورة قطع العلاقة مع شخص لا يجعلك تشعر بالرضا أو لا يوافق على آرائك وليس هذا فحسب،  بل أكدت هذه الرسائل أنه تصرف يجب أن أخذه لتنتصر لنفسك،  بصرف النظر عن مدى عمق الصداقة معه. 
 
مبادئ الصداقة اختصرتها جيرلاخ بثلاث: تواصل – كسر – إصلاح
 
في الصداقات، نقترب (نتواصل)، ولدينا أوقات صراع (استراحة)، ثم نعمل من خلال هذا الصراع من خلال إعادة الاتصال (الإصلاح). خلاف ذلك، تنتهي الصداقة - ويبدو أن الصداقات تنتهي أكثر فأكثر قبل إعطاء أي إمكانية للإصلاح.
وأحيانًا، قد تكون نهاية الصداقة ضرورية . على سبيل المثال، عندما يتصرف صديق لك بطريقة مُسيئة وهنا، يُعتبر هذا التصرف مُتَطَرِفًا بعض الشيء وقاسٍ إن لم تتروَ ولم تبحث عن السبب الحقيقي الذي تسبب في حصول الإساءة. 
 
هنا، ذكَرَت أن الصراع قد يساعدنا أيضًا على تعلم أشياء عن أنفسنا قد يكون من الصعب مواجهتها، ولكنها تعزز حياتنا. عندما ننفصل مرارًا وتكرارًا عن الأشخاص الذين يخبروننا بأشياء لا نريد سماعها، فإننا نترك المجال لأفكارنا للتجول والبحث والتفكير.

3 خطوات للإصلاح
 
وبعد أن استفاضت في مناقشة الموضوع، قدمت 3 نصائح يمكننا من خلالها رأب الصدع في الصداقة وبناء القدرة على الإصلاح.
 
1-دع صديقك يعرف
 
غالبًا ما توجد صراعات دون أن يعرف أحد الأطراف سببها لذا، يفضل مناقشة النزاعات في وقت مُبَكِّر وهذا هو مفتاح الحفاظ على الصداقة.

2- أخبر الصديق بأي تغير في العلاقة تراه ضروريًا
 
إن كنت مُحبَطًا أو غاضبًا من صديقك، فمن المفضل أن تخبره بصراحة ما دفعك لهذا الشعور وانتهز فرصة المصارحة لتطلب التغيير الذي تبتغيه في هذه العلاقة لتستمر وهذا يعطيها فرصة أكبر للنجاح. 
 
3- كن لطيفًا في التعامل
 
مما لا شك فيه أننا سنتعرض الخذلان من بعض الأصدقاء وبالمثل، سنخذل بعض الأصدقاء في بعض الأحيان. لذا، عليكم الاجتماع والمكاشفة وبيان أسباب الخذلان والتسامح وفتح صفحة جديدة وبهذا تقطعان شوطًا طويلًا للحفاظ على الصداقة.
 
ختامًا، كررت جيرلاخ أن  الصداقات أصبحت قصيرة الأمد  في الفترة الأخيرة،  وبينما قد يختار البعض قبول ذلك، فكثيرون  لا يحبذون ذلك  ، وهكذا يمكن أن تساعدنا هذه الخطوات الصغيرة في إصلاح الصداقات والحفاظ عليها.