عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    13-Mar-2019

مجسمات التشكيلي بشار قندلفت...الحياة الاجتماعية والأنماط العمرانية بصورتها القديمة

 

عمّان - الدستور -خالد سامح - باستخدام مواد مختلفة من الجبص والأكريليك وغيرهما يصيغ الفنان التشكيلي الاردني بشار قندلفت أعمالا تصويرية لمنازل تراثية وصور مختلفة من الحياة الشعبية إضافةً إلى مواقع أثرية ولمحات عن الواقع الاجتماعي في بلادنا على مدى قرون.
الفنان بشار قندلفت أنجز مؤخرا مجسما لبيت التراث في إربد ويقع في أحد منازل المدينة القديمة، وهو ينقل معظم أعماله من صور فوتوغرافية لبيوت قديمة ومواقع تاريخية، لكنه وفي حديث مع «الدستور» يقول إنه يضيف لها بعض اللمسات من خياله، مستوحياً الحياة الانسانية في البيوت القديمة بكل تفاصيلها الحميمة.
ويتابع « الفن لا يتوقف عند حد معين. والانسان يبحث عن وسيلة تمثله ومن خلالها يعكس افكاره و يصل الى ما يريد، لقد درست الفنون وايضاً الموسيقى. وبعد سنوات وجدت انه افضل اداة من خلالها أصور للعالم ما اشعر به وما يحيطني من قضايا وكيف ارى العالم. هو ان اجسد افكاري من خلال لوحات منحوته ومن خلال «الفن النافر بالمعجونة» انقل لهم ماذا ترى عيني وايضاً بماذا يشعر قلبي. فالفن خليط بين القلب والعقل».
رحلة إلى الماضي
وفي حديثه يشير قندلفت إلى نيته افتتاح معرضه الأول قريبا، والذي سيضم نماذج مختلفة من تلك الأعمال التجسيدية التي تقدم للأجيال الجديدة تراث الأجداد وعراقة الماضي، ويقول : «أعمل في ذلك المجال منذ 25 سنة؛ فقد درست الفن التشكيلي والموسيقى في سوريا، وعملت كذلك بتصميم الديكور»، ويقول بشار: « كان لدي رغبة دوماً ان اكون مميزا عن غيري، ولهذا بدأت بالبحث عن مادة من خلالها استطيع اجسد افكاري بعيداً عن المواد المعتادة من الالوان بانواعها الكثيرة وغيرها من الاساليب. وبعد سنة من التجريب رأيت أن مادة المعجونة تتناسب مع افكاري وخاصة ان التعامل معها يمنح اللوحة ابعاداً جميلة تجعل الشخص الذي يرى اللوحة يشعر كأنه يرى المجسم على حقيقته. اعتماد هذه المادة له صعوبات من اهمها تجاوز التشققات التي تحدث و انكسار المنحوت مع الوقت والتعرض للعوامل الجوية. ولكني تجاوزت هذه الصعوبات مع الخبرة والارادة بأن تصبح هذه المادة كما اريد».
يحرص قندلفت على نقل كل التفاصيل كما هي، فتأخذنا أعماله في رحلة الى الماضي وتدخلنا منازل لها مفرداتها المختلفة تماما عن مفردات المنازل المعاصرة، في أعماله نجد الفوانيس القديمة وحجر الرحى وأدوات طحن القهوة القديمة ووسائل التدفئة البدائية والحصير والبسط والنملية وأدوات الطبخ المختلفة.
معالم حضارية أردنية
يضيف بشار: « احاول من خلال اللوحات ان انقل صور اهم الاثار الاردنية مثل البتراء وغيرها بالرغم انها تأخذ الكثير من الوقت في العمل كونها تحمل ملامح دقيقة جدا وتحتاج الى حرفية عالية خاصة ان المعجونة عند تعرضها للهواء تنشف بسرعة لذلك يجب ان يكون هناك سرعة في العمل بالاضافة الى آلية معينة في النحت. لدي العديد من اللوحات وكل لوحة اخذت مني تقريبا شهرا واحدا من العمل المستمر والنحت والتلوين واضافة الافكار والتفاصيل. ومن خلال الفيس بوك وايضا الاصدقاء والمعارف اعمل على تسويق لوحاتي واخطط لعرض هذه اللوحات من خلال معارض. هذه اللوحات معظمها يعكس البيئة التي تحيط منا وما بها من آثار، وايضاً ركزت على الحارات الشامية والشعبية. من المهم ان نري العالم ماذا نملك من تاريخ وحضارة؛ فهذا التاريخ مميز و يحمل العديد من القصص. وهنالك اماكن قديمة مازالت حاضرة كالسلط وما بها من السوق القديمة وايضا مادبا ووادي رم وجرش.. في الحقيقة الاردن به خريطة كاملة تغري الفنان ان يزورها ويستكشفها بالتفصيل. اهم ما ابحث في اللوحة التي ارسمها بالمعجونة هو ان تمثل بالحقيقة الواقع وان يشعر من يرى اللوحة بروح المكان».
قصة المكان والزمان
يخطط الفنان بشار مستقبلاً الى تجسيد جدارايات كاملة من التراث الشعبي و ايضاً الاثار الاردنية ليراها كل شخص يزور الاردن. فميزة الجداريات هي المساحة الجيدة التي تمنح الفنان سرد قصة كاملة عن الزمان و المكان. يؤكد بشار :» ان الفنان يحمل رسالة من خلال فنه و يجب ان يحترمه ويفكر كيف يؤثر على من يراه. يوجد في الاردن اثار لا تعد ولا تحصى؛ ولكنها تحتاج الى تسليط الضوء عليها و نقلها الى العالم الغربي من خلال الفن وغيره. الفن حتى يصل يجب ان يكون متقنا و ان يصل للمتذوق ويشعر ان الفنان عندما قام برسمه او نحته او غيرهما من الطرق فقد كان يعكس روح المكان، وان هنالك علاقة بينه وبين هذه اللوحة. اللوحة بالنسبة لي كالابنة التي ارى بها. فكل لوحة هي ولادة جديدة تحمل آمالا وطموحات».
ويعرب قندلفت عن أسفه الشديد لضعف الترويج السياحي وتسويق المنتج التراثي في الأردن، مثمناً الدور الذي تضطلع به جريدة الدستور في ذلك، وقال « هناك مناطق مذهلة في الاردن لا يضاء عليها عبر الاعلام المحلي كمدينة السلط التاريخية التي تضم بيوتاً ومساجد وكنائس تاريخية غايةً في الروعة والجمال...أتمنى أن يلتفت الاعلام إليها».