(مؤسسة البرلمان).. التغيير الإيجابي رهن المشاركة بالانتخابات
الراي- مراد القرالة
أيام قليلة تفصلنا عن موعد إجراء الانتخابات البرلمانية؛ حيث يشارك نحو نصف مليون شاب وشابة لأول مرة بالانتخابات، إضافة إلى وجود نحو مليون ونصف مليون شاب وشابة دون 30 عاماً من الناخبين.
مختصون يعولون في حديثهم لـ$ على الشباب ويدعونهم للمشاركة بالانتخابات؛ لأن دورهم يسهم بفرز مجلس نواب يتوافق مع متطلبات المرحلة المقبلة في التغيير.
وتوقعوا أن تكون مشاركة فئة كبار السن بنسبة قليلة لتخوفهم من العدوى بفيروس كورونا؛ الذي يشكل خطورة على حياتهم خاصة ممن يعاني من أمراض مزمنة.
وقال منسق وحدة الشراكات والعمل التطوعي لهيئة شباب كلنا الأردن امجد الكريمين «نعول على الشباب وهم يشكلون نسبة كبيرة من الناخبين بين شرائح المجتمع والأكثر انتشاراً في التركيبة السكانية، لذلك عليهم دور كبير في التغيير والإصلاح من خلال مشاركتهم، لأن بوابة الإصلاح الحقيقية هي (مؤسسة البرلمان).
وبين الكريمين أن «المرحلة تجعلنا أكثر إصراراً على قيادة الطريق التي أصبحت مغلقة في وجوه الشباب، لذلك لا بدَّ للشباب من إعادة الثقة المفقودة واسترجاعها من جديد تحت شعار الأمل والإصلاح من خلال المشاركة الفاعلة بالتصويت لاخراج نائب كفؤ يمتلك القدرة على الرقابة ورسم السياسات الاقتصادية والإجتماعية والثقافية والسياسية من خلال التشريع».
وأكد على أن «فئة الشباب بمثابة حجر الأساس في إنجاح العملية الانتخابية وإنجازها على أكمل وجه ومراقبتها وتشكيل لجان تطوعية لإرشاد الناخبين وتسهيل انتخابهم في كافة مراكز الاقتراع على امتداد المملكة؛ لذلك يستوجب أن يكون لديهم رؤى وخطط في اختيار النواب الأكفاء لتمثيلهم وتمثيل بقية فئات المجتمع، فالانتخابات تمنح الشباب القدرة الكبيرة على التأثير في العملية الانتخابية وإفراز مرشحين يحملون همومهم وهموم الوطن، ويفسحون للشباب المجال الواسع لإيصال كلمتهم إلى أصحاب القرار وبالتالي تحقيق أمانيهم المرجوّة».
ونوه إلى أن «صوت الشباب لديه القدرة على إحداث التغيير لأسباب عديدة أبرزها النسبة الكبيرة في عدد الشباب مقارنة مع الفئات العمرية الأخرى، والثقافة النوعية التي يتمتع بها الشباب ناهيك عن الهموم الوطنية التي يحملونها، وقدرتهم الكبيرة على التغيير، ورسم معالم المستقبل مما يستوجب استثمار خبراتهم وقدراتهم ومنح الفرص للمشاركة».
الباحثة في الشؤون السياسية والقانونية والبرلمانية وعضو هيئة التدريس في جامعة جدارا دانييلا القرعان أكدت على أن مشاركة الشباب في الانتخابات النيابية تمكنهم من ايصال تطلعاتهم وأرآئهم الى قبة البرلمان، والقدرة على التواصل ما بين القوة الشبابية والعملية الديمقراطية نحو برلمان فاعل يلبي طموحاتهم وآمالهم لتنمية مجتمعاتهم تنمية حقيقية، ولطالما كانت كانت كلمات جلالة الملك بمثابة دستور ومحرك رئيس للمنظمات الشبابية الأردنية لحثهم على ترك بصمتهم في المجتمع لتحقيق التنمية المستدامة في الاردن.
وأضافت ان «البداية الحقيقية نحو الاصلاح الحقيقي بكافة أطيافه هي الانتخابات التي لا تقتصر فقط على فئة الشباب وانما تشمل ايضا باقي فئات المجتمع، ولكن يكمن التركيز على فئة الشباب لأنهم المحرك الاساسي والرئيس في العملية الاصلاحية الحقيقية».
ونوهت الى أنه في «ظل تقصير الأحزاب باقناع الشباب لبرامجها وفتح قنوات الحوار معهم، يجد الشباب أنفسهم أمام المفاضلات التقليدية التي يختارون مرشحيهم على أساسها؛ (رابط الدم)، وبالرغم من فجوة الثقة بين المجالس النيابية والقواعد الانتخابية ومابين الشعب والسلطة التشريعية (مجلس النواب) فانه لابد للشباب من اعادة الثقة المفقودة واسترجاعها من جديد تحت عنوان (الأمل والإصلاح وتوافر فرص عمل للجميع)، ومن اخراج نائب كفؤ يمتلك القدرة على الرقابة ورسم السياسات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية للدولة من خلال التشريع.
فاذا أردنا الوصول الى جيل واع قادر على انتاج نائب يمثل ناخبيه ايديولوجيا بعيدا عن رابط الدم والانتقال لمرحلة الحكومات البرلمانية في المستقبل لا بد من اعادة النظر بدور الأحزاب اولا وآلية دعمها وقياس مدى تأثير الشباب ببرامجها واعادة النظر في التنشئة السياسية في مجتمعنا في الأساس».
بدوره شدد استاذ علم الاجتماع حسين الخزاعي أنه على «الجهات المشرفة والمتابعة للشأن الانتخابي في الأردن أن لا تنسى بأن المشاركة في الانتخابات قد تعرضت لانتكاسة كبيرة في الفترة مابين عامي 2013 و2016 حيث انخفضت نسبة المشاركة من 56% الى 36% عام 2016، بالرغم من عدم وجود مشاكل صحية أو ظروف طارئة ادت الى هذا الانخفاض؛ الا أن التحدي الكبير كان أمزجة الناخبين واتجاهاتهم ونظرتهم السلبية للانتخابات خاصة فئة الشباب صناع التغيير وأصحاب المبادرات والثقل السكاني في المجتمع».
وبين أن «نسبة المقترعين ممن تقدر أعمارهم أقل من 30 عاما كانوا ثلث الناخبين وهذه نسبة صادمة كونهم الأكثر نشاطا وحيوية ومبادرة؛ ولكن رؤية الشباب للمجالس النيابية أنه لا يوجد بها شباب من فئة أعمارهم يتحدثون بمشاكلهم وايجاد حلول لها خاصة مشاكلهم المزمنة مثل الفقر والبطالة والتهميش وغيرها».
وقال الخزاعي «بما أن الشباب هم الأكثر استخداما لمواقع التواصل الاجتماعي يجب عليهم القراءة المتمعنة والمتأنية للبرامج الانتخابية للمرشحين، والسؤال عنهم قبل ان يندفعوا للمرشحين من أجل الدعايات الانتخابية فقط، خاصة أن أغلب المترشحين للانتخابات كانوا من دورات نيابية سابقة أو مترشحين سابقين لم يحالفهم الحظ؛ الأمر الذي يسهم في معرفتهم وانجازاتهم وتجاربهم السابقة».
وأكد على أنه «يجب على الشباب اتخاذ القرار بالمشاركة واعتباره قراراً حيويا جدا والزاميا وضروريا نحو المجتمع اولا، ومستقبلهم ثانيا، وأن لا نلتفت للماضي والتمسك بالمستقبل من خلال انتخاب نواب جدد».