عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    18-Apr-2019

التحدي الأوروبي - بقلم: زلمان شوفال
معاریف
 
مع صدور نتائج الانتخابات، كان ھناك من بعث بالورود وآخرون بالاشواك. وكما كان یمكن أن نتوقع، فان الرئیس ترامب، رئیس وزراء الھند مودي، مستشار النمسا كوتس، رؤساء دول في شرقي اوروبا والرجل القوي في حكومة ایطالیا، وزیر الداخلیة سلبیني، سارعوا الى تھنئة رئیس الوزراء بنیامین نتنیاھو على انتصاره. اما الاخرون فینتظرون، حالیا.
وفقا للممارسة الدبلوماسیة فانھ وان كان من غیر الواجب مثل ھذه التھاني، الا ان الامتناع عنھا من
شأنھ أن یفسر، بغیر قصد، كإعراب عن الاستیاء. في الحالة الراھنة من المعقول ان تكون الحكومات والزعماء ممن لم یبعثوا بعد بتھانیھم ببساطة یفضلون الانتظار الى أن یكلف الرئیس نتنیاھو بمھامة تشكیل الحكومة بشكل رسمي.
ومھما یكن من امر، فان الاشواك وفرھا كاتبو المقالات الافتتاحیة والصحفیون خائبو الامل في وسائل الاعلام الغربیة ممن أملوا في التغییر، وقبل الانتخابات انضموا الى جوقة ”كلھ الا بیبي“، متجاھلین على نحو شبھ تام لفكرة الانتخابات الحرة التي تتم في الدیمقراطیة الحقیقیة الوحیدة في
المنطقة.
قال العنوان الرئیس في صحیفة ”فایننشال تایمز“ كل شيء: ”انتخاب نتنیاھو سیوقع مصیبة على
اسرائیل“. كل ذلك دون التكلف بعناء الشرح لماذا، باستثناء الادعاءات الاعتیادیة في الموضوع الفلسطیني، ودون التناول، بالطبع، للحقائق مثل موقف نتنیاھو المسؤول والحذر ضد الانجرار الى
حروب زائدة أو الى شبكة العلاقات الاسرائیلیة المتسعة مع العالم العربي.
وبالغ بعض من كتاب المقالات المھمین في الصحافة الامیركیة، بالمعنى السلبي للكلمة، وعلى رأسھم توماس فریدمان ورودجر كوھن من ”نیویورك تایمز“ وكلاھما یھودیان. ففریدمان وكوھن لیسا عدوین لاسرائیل ولا یرفضان الرؤیا الصھیونیة، ولكن موقفھما من نتنیاھو والوسط – الیمین الاسرائیلي بعمومھ احادي الجانب، ولیس من الیوم. مستقبل دولة اسرائیل مھم لھما، ما لیس بالضرورة صحیحا بالنسبة لمحللین آخرین یھاجمون اسرائیل وحكومتھا، ویشكل فریدمان وكوھن حجة غیبة لمواقفھم المناھضة لاسرائیل.
كما یستند بعض من السیاسیین الدیمقراطیین الیساریین الذین یتنافسون على ترشیح حزبھم للرئاسة، بمن فیھم السناتورة الیزابیت وورن من ولایة مساشوستس، السناتوران بیرنس ساندرز من فیرمونت وكامیلا ھارس من كالیفورنیا، وكذا بیتوا فرورك، الى مقالات من النوع آنف الذكر لمناكفة اسرائیل.
قبل الانتخابات، طلب مني محفل اكادیمي مستقل أن اكتب بعض النقاط لتوجیھ الحكومة الجدیدة في مجال السیاسة الخارجیة (دون صلة بمن یرأسھا). وفي ردي تناولت بضعة مواضیع، سواء اداریة
أم جوھریة، مثل الحاجة الى لقاءات عاجلة بین وزیر الخارجیة الجدید وبین نظرائھ في بلدان مختلفة، الحاجة الى زیادة میزانیة وزارة الخارجیة وتحدید تعریف أوضح لنشاط المحافل المختلفة في الدولة في مجال الدبلوماسیة العامة (الاعلام الرسمي).
اشرت الى أن الموضوعین الرئیسیین في میدان السیاسة الخارجیة – العلاقات مع أمیركا والمسألة
الفلسطینیة (والعلاقة بینھما) – یجب ان یبقیا في المستقبل ایضا في مجال العنایة الحصریة لرئیس
الوزراء. في ضوء نتائج الانتخابات، أي اعادة انتخاب نتنیاھو، فان ھذا القول مفھوم من تلقاء ذاتھ (وینبغي أن یضاف الى ذلك ایضا العلاقات مع روسیا بوتین).
اضافة الى ذلك، اذا ما تقدم الرئیس ترامب لصفقة القرن حقا، فھذه ستصبح على أي حال الموضوع الاساس في مجال العلاقات الخارجیة (والداخلیة) لاسرائیل والعنایة بھا ستتم بشكل طبیعي في مكتب رئیس الوزراء. ولكن وزارة الخارجیة ورئیسھا ایضا سیبقى لھما بالتأكید مجال عمل مھم في مواضیع حیویة اخرى، بما فیھا العلاقات المھمة والاشكالیة مع اوروبا.
لقد نجح رئیس الوزراء في السنوات الاخیرة في تصمیم شبكة علاقات وثیقة مع دول ”فیسغراد“ في
شرقي القارة. وھذه العلاقات بالتأكید یجب أن تحفظ وتعمق، ولكن لیس على حساب العلاقات المھمة بقدر لا یقل مع دول غربي اوروبا التي تتحكم بالقبة في بروكسل.
تمر على علاقات اسرائیل – غربي اوروبا منذ سنین مسیرة سلبیة كنتیجة للمواقف غیر المریحة لنا التي یتخذھا الاتحاد الاوروبي من المسألة الفلسطینیة ومواضیع المناطق والقدس. ومع ذلك، فان
القاسم المشترك بین اسرائیل ودول غربي اوروبا في مجالات الثقافة، الاقتصاد والحیاة الیومیة، وبشكل كامل في الامن ایضا، ناھیك عن الجالیات الیھودیة ھناك، ھو ثان فقط للعلاقات مع الولایات المتحدة. على وزیر الخارجیة الجدید أن یرى باھمیة ھذا الموضوع وان یعمل على عجل.