الدستور
الأسرى الإسرائيليون كأنهم خرجوا من هولوكوست المحرقة والتعذيب والإبادة، بينما الأسرى الفلسطينيون أُطلق سراحهم من مواقع الدلال والمرح والجناين.
الأسرى الإسرائيليون خرجوا يا حرام شاحبي الوجوه، من التعب والظلم بسبب حياة الانفاق، بينما الأسرى الفلسطينيون وجوههم « متفحة» من العز والرفاهية، ومن رفعة التعامل الإسرائيلي معهم.
هذه الصورة والوصف والانطباع الذي يصل لدى المراقب ويتشكل حينما يسمع تصريحات قادة المستعمرة، وتقع المقارنة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، بين معاملة هؤلاء من معاملة أولئك.
انها فعلاً تصريحات لا تخلو من الوقاحة حينما يتم التدقيق فعلا وحقاً بين تعامل الفلسطينيين مع الأسرى الإسرائيليين، وتعامل المستعمرة وأجهزتها وسجانيها مع الفلسطينيين.
الإسرائيليون عُوملوا باحترام وإنسانية، كما يُليق بهم كبشر، وخرجوا بكل هدوء وصحة، حتى لم يحتج أي منهم لدخول المستشفى رغم الأيام الطويلة التي قضوها في الأسر، وناموا وأكلوا مثل حراسهم من المقاتلين الفلسطينيين، بينما قضى الفلسطينيون أقسى الايام وأسوأها، بلا طعام يلبي حاجاتهم المعيشية، فخرجوا دون المستوى الصحي، وعانوا «الأمرين»، خاصة منذ الثامن من تشرين اول اکتوبر 2023، ودفعوا ثمن عملية طوفان الأقصى بالضرب والتجويع والحرمان.
فعلاً تصريحات وقحة، تفوق الكذب والتضليل باتجاهين، الاتجاه الأول الادعاء أن الأسرى الإسرائيليين عانوا ليس من الاعتقال وحسب بل من الحرمان والتجويع المقصود.
الأسرى الفلسطينيون أفرج عنهم وأطلق سراحم بعد سنوات طويلة والاسرى الاسرائيليون بعد سنة واحدة نالوا خلالها ما يستحقون من معاملة لائقة بما يتوفر لدى الفلسطينيين من أمن وحماية وطعام وشراب، بدون تمييز بينهم وبين المقاتلين حراسهم، من حيث المنامة والاكل والحماية من القصف العشوائي المنظم المتعمد من قبل جيش المستعمرة، ولم يترددوا بالقصف والتدمير حتى ولو أدى الى سقوط قتلى من الأسرى الإسرائيليين الذين حقاً تعرض عدد منهم للموت مع حراسهم جراء القصف الاسرائيلي.
بدأت مفاوضات المرحلة الثانية من صفقة التهدئة ، وهي ستتواصل رغم المعيقات والاستفزازات ، فالمظاهرات الإسرائيلية من :1 - عائلات الأسرى ،2- من عائلات الجنود والضباط الذين قُتلوا ،3 - من عائلات الجنود والضباط الذين هم تحت خدمة الاحتياط، حيث تُعلن هذه الشرائح الثلاثة مطالبتها بوقف الحرب ووقف اطلاق النار ومعهم الجيش والمخابرات الذين يعلنون ان استمرار الحرب لن تحقق مكاسب جديدة للمستعمرة، فقد فعل الجيش ما يستطيع من اغتيالات وقتل وتدمير للفلسطينيين في قطاع غزة، ولم يعد ما يمكن تحقيقه من أي عمل اضافي باستمرار الحرب.
نتنياهو ومعه الحلفاء من المتطرفين الذين يريدون استمرار الحرب، ولكنها ستتوقف وستنجح خطوات الصفقة رغم المعارضة اليمينية المتطرفة من الأحزاب السياسية ومن الاحزاب الدينية.
الفلسطيني رغم المعاناة والقهر والجوع والضعف سينتصر لانه على حق، والاسرائيلي القوي المتمكن سيهزم لانه على باطل ومحتل، كما حصل لكل الشعوب المقهورة التي انتصرت، و كما حصل لكل البلدان الاستعمارية القوية التي هُزمت.