عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    16-Nov-2021

هل «تتمرّد» إسرائيل على «أميركا»... وتُوجّه «ضرْبة» لإيران؟*محمد خروب

 الراي 

باقتراب موعد استئناف مفاوضات فيينا/29 الحالي, يرتفع منسوب المخاوف والتوقعات بإقدام تل أبيب على توجيه ضربة لإيران تسبِق ذلك اليوم, بهدف خلط الأوراق وتغيير جدول الأعمال «الدولي». في ظل تصاعد التهديدات الإسرائيلية بعمل عسكري ضد المنشآت النووية الإيرانية، مصحوبة/مدعومة من سياسيّين ومُشرّعين ودبلوماسيين أميركيين, بعضهم ما يزال في موقع التأثير كأصحاب الرؤوس الحامية من جُمهوريي الكونغرس, وغيرهم باتوا خارج الخدمة مثل االدبلوماسي/اليهودي السابق دينيس روس, الذي كتب مؤخراً مقالة في مجلة «فورين بوليسي» يدعو فيها إدارة بايدن الى «التهديد بالحرب» كوسيلة وحيدة للتوصل الى سلام مع إيران, مُتّهماً الأخيرة بأنّها «لم تعُد تَنظر بجدّية الى واشنطن»، جازماً أنّ الطريقَ إلى إحياء الاتفاق النووي, «يجب» أن يكون أولاً بوضع التهديد بتصعيد عسكري مطروحاً على الطاولة, مُعتبراً أنّ الإشارة الروتينية إلى خيارات أخرى...غير كافية.
 
دعوات تحريضية كهذه تجد صدى مماثلاً في إسرائيل, عبر تصريحات مُعلنة لمسؤولين عسكريين وسياسيين تدعمهم آلة إعلامية صهيونية نشطة وفاعلة، لا تتردد في الغمز من قناة الإدارة الأميركية, على النحو الذي جاء في مقالة نشرتها صحيفة/إسرائيل اليوم مؤخراً (10/11) للكاتب والصحفي اليميني أمنون لورد تحت عنوان «إسرائيل مُلزمة بالعمل»، قال فيها:"لا يجب التنازل للإدارة الأميركية، فكلّ إدارة –أضاف- مهما كانت مُعادية، تعرِف كيف تُقدّر قيادة إسرائيل على القول «لا» عندما تكون المسائل مبدئية، وبالذات في موضوع ضرب إيران دون حدّ الحرب».
 
ذلك أيضاً يتطابق حدود التماهي مع التصريحات والتهديدات التي لا تتوقّف، والتي أطلقها رئيس أركان جيش العدو أفيف كوخافي الذي أعلن أمام لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست:"أنّ الجيش الإسرائيلي يُسرِّع من التخطيط العملياتي والاستعداد للتعامل مع إيران والتهديد النووي العسكري", مُبيناً أنّ «الميزانية التي تمّت الموافقة عليها تجعل من الممكن التعامل مع مجموعة مُتنوعة من التهديدات» على ما نقل موقع صحيفة تايمز أوف إسرائيل. في الوقت ذاته الذي كشفت فيه القناة 12 الصهيونية, أنّ وزير الحرب غانتس «أوعَز للجيش باستئناف تدريباته على توجيه ضربة إلى البرنامج النووي الإيراني».
 
إيران من جهتها تتوعّد «بتدمير إسرائيل حال أقدمت على خطوة كهذه»، مذكّرة قادتها بأنّهم يستطيعون «بدء الحرب لكن الذي سيقرر نهايتها ستكون طهران", على ما قال أمير علي حاجي زاده، قائد القوى الجوية/والصاروخية في الحرس الثوري الإيراني.
 
في الأثناء، تُشيع الإدارة الأميركية أجواء مُتناقضة من التقاؤل والتشاؤم, تبدو في معظمها كبالونات اختبار، رغم أنّها تثير المزيد من «الشكوك» والغضب في إسرائيل, التي لا تتردد في الإدّعاء بأنّ «حالة من الإحباط والخيبة» تسود لدى محافل أمن إسرائيلية, نتيجة «عدم التأثير» في موقف إدارة الرئيس الأميركي بايدن تجاه إيران. وهو غضب (وإن كان مُفتعَلاً وابتزازياً كما يقتضي التنويه) وصل ذروته, في القرار الذي اتّخذه رئيس حكومة العدو بينيت ووزير الخارجية لابيد مؤخراً, «عدم الإلتقاء» بمبعوث بايدن للملف النووي الإيراني روبرت مالي الذي بدأ جولة في المنطقة، ستقوده إلى إسرائيل هذا الأسبوع، إذ تقول أوساطها أنّه «غير مُرحّب به إسرائيلياً", لاعتقادها أنّه"مالي» يدفع الإدارة الأميركية للعودة إلى الاتفاق النووي مع إيران.
 
قرارٌ كهذا، سيُغضب –ربما- إدارة بايدن, في ظلّ موجة إسرائيلية مُتدحرِجة ومُتصاعدة، تصف تجديد مباحثات العودة القريبة إلى الاتفاق النووي بأنّه «خطأ قاسٍ", تقوم بتسريبها إلى وسائل الإعلام.. أوساط سياسية إسرائيلة لا تكشِف عن أسمائها. مشيرة في الوقت ذاته إلى أنّ إسرائيل تفعل «كلّ ما يجب فعله» سواء في الجاهزية لعدد من الخيارات، أم عبر تكثيف هجماتها المُسماة «المعركة بين الحربين» في سوريا وفي إيران. ما دفع المراسلة السياسية للقناة «12» دانا فايس, إلى «ترجيح» تصاعد التوتّر بين إسرائيل والولايات المتّحدة, الموجود أصلاً في «الغرف المغلقة على خلفية العودة إلى مباحثات فيينا»..وفق المراسلة نفسها.
 
في الخلاصة...باقتراب موعد الجولة «السابعة» لمفاوضات فيينا، لن يتوقّف قادة تل أبيب عن ممارسة أبشع وأسوأ أنواع التهديدات والضغوط والإبتزاز، سواء في ما خصّ الزيارة التي سيقوم بها لواشنطن وزير الحرب/غانتس قبل 29 الجاري بالتأكيد، أم في التلويح بأنّ إسرائيل «لن تنتظِر وستستخدِم قوتها السرّية» في إشارة إلى جهاز الموساد. وهو تهديد قيد التنفيذ إذا لم تفرض واشنطن مزيداً من العقوبات على إيران، أو إن لم تستعرِض القوة أمامها للتوصل إلى اتفاق «جيد لإسرائيل»..على ما نقلت وسائل إعلام إسرائيلية.
 
هل ترضخ إدارة بايدن لابتزاز تل أبيب، أم تفتح الطريق لإحياء الاتّفاق النووي؟.
 
الأيام المُقبلة...حبلى بالمفاجآت.