عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    20-Jan-2019

في «الدستور» و قلق الانتظار! - ماجد شاهين

 

 
الدستور - حتى وبعد انقضاء نحو أربعين سنة في الكتابة المتنوّعة وفي غير مكان ، في الصحف اليوميّة والأسبوعيّة هنا و في مثيلاتها في بلاد أخرى و في مجلاّت و مواقع إليكترونيّة عديدة بعد اتّساع وانتشار رقعة الكتابة التكنولوجيّة ، و سواء أكانت الكتابة منتظمة أم متقطعة ، لا نزال ننتظر
( المقالة / النص ّ ) في النسخة المنشورة  كما كنّا ننتظرها في أوّل درب الكتابة والنشر !
منذ خمسة أشهر التزمت ُ بكتابة مقالة يوميّة أو شبه يوميّة للدستور ، بيت الصحافة العتيق و عنوان تنوّعها وتوازنها ، و أعادتني الكتابة إلى حكاية المتعة والشغف والدهشة والحبّ للحرف وللكلمة وللورق و للانتظار وللترقّب !
والمتعة في الكتابة والنشر ، والتي لا تقترب منها متعة أخرى ، تكمن في الانتظار : 
انتظار موعد صدور الصحيفة أو صدور النسخة الإلكترونيّة منها و البحث عن المقالة أو المادة المنشورة في الزاوية المخصصّة لها ، تلك متعة مشوبة بقلق ٍ مشروع مبعثه الحرص على البقاء في الصورة و خروج النص ّ إلى العلن .
و قد يكون القلق بشأن ما قد يُغيّب المقالة ، لأسباب متصلة بجانب ٍ فنّي أو إعلانيّ خاص بالصحيفة .
كنّا و زملاء آخرين في زمن انقضى ، و قبل شيوع الصحافة الرقميّة و صحافة الإنترنت ، نضطر للسهر والانتظار حتى موعد وصول الصحيفة إلى المدينة من العاصمة ، لكي نرى مادتنا الإخباريّة منشورة ، وكنا نبتهج حين نرى عناويننا التي وضعناها معلّقة في رأس المادة أو في جوانبها و كنّا كثيرا ً ما نتباهى بوجود أسمائنا وموادنا في الصفحات البارزة وبخاصة الأولى .
تلك مرحلة كانت تدفعنا إلى الانتظار والسهر ، و كنت أعتقد أنها انتهت ، لكن الدستور أعادت المشهد و جعلتني أنتظر وأترقّب و أبحث كل يوم وعند منتصف الليل ،عن مقالتي أو نصّي ، كمن يبحث عن هواء في النافذة أو عن رغيف ساخن ينفع لصحن زيت وزعتر و جوع ٍ واضح أو كمن يبحث عن صورته المُشتهاة !
ننتظر كمن يبدأ الكتابة للمرّة الأولى ، ننتظر كما كنا نفتح الصحيفة و نفرح و نطويها وندسّها تحت الذراع و نحثّ الخطى إلى مكان في الضوء لنقرأ حبرنا و أصابعنا و ما كنّا نضفره من حروف وكلمات و أنفاس و رؤى .
بالكتابة نتنفس ، 
و في «الدستور» هنا نستعيد أوقات الكلام والدهشة.