عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    23-Oct-2025

زيارة مرفوضة*حمادة فراعنة

 الدستور

محق النائب خميس عطية، في رفضه واحتجاجه على مجيء عضو حزب الليكود، حزب المطلوب لمحكمة الجنايات الدولية رئيسه نتنياهو، و الزيارة غير المرحب بها من قبل عضو الكنيست عفيف العبد.
الاحتجاج وعدم الترحيب من قبل قطاعات واسعة من الأردنيين، الذين شاركوا النائب عطية، في التعبير عن مواقفهم، ليس لسبب إلا بصفته عضواً في حزب نتنياهو الذي ارتكب الجرائم المتوحشة بحق الشعب الفلسطيني ولا يزال، وشريكه في المواقف، ودعمه للسياسات العدوانية التي تنتهجها حكومة الائتلاف المكونة من الأحزاب السياسية اليمينية المتطرفة مع الأحزاب الدينية المتشددة، المعادية لحقوق الشعب الفلسطيني.
عضو الكنيست عفيف العبد، تم ضمه للكنيست بعد استقالة وزير الحرب السابق يوآف جالنت المطلوب أيضاً لمحكمة الجنايات الدولية على خلفية إدارته للحرب على قطاع غزة، منذ ما قبل عملية 7 أكتوبر 2023، وقد اختلف مع نتنياهو على قضية تجنيد المتدينين اليهود، فهو يُصر على تأديتهم للخدمة الإلزامية، ولكن نتنياهو رفض ذلك بسبب تحالفه مع الأحزاب الدينية اليهودية، كما اختلف معه في مواصلة الحرب على قطاع غزة، وقد وصف استمرارية الحرب حتى تتم تصفية المقاومة الفلسطينية وتحقيق ما يقوله نتنياهو «النصر المطلق» على أنه «هراء وكلام فاضي».
عفيف هذا الذي يفتقد لأبسط معايير العفة في تعامله مع شعبه الفلسطيني، وبانحيازه لسياسات العداء للفلسطينيين سواء من مناطق الاحتلال الأولى عام 1948، أو مناطق الاحتلال الثانية عام 1967.
وهو يفتقد لتراث الطائفة العربية الفلسطينية من بني معروف، و تتعارض مواقفه مع التاريخ المجيد للدروز، منذ سلطان باشا الأطرش، إلى الراحل كمال جنبلاط، مروراً بالشاعر الفلسطيني سميح القاسم وغيرهم العشرات من القيادات السياسية الوطنية القومية الدينية اليسارية من بني معروف، الذين وقفوا وما زالوا ضد سياسات المستعمرة الإسرائيلية المعادية للشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية المشروعة في الحرية والاستقلال والعودة.
كأردنيين نقف مع الشعب الفلسطيني، وتقديم كل وسائل الدعم لكافة الشرائح من أبناء مناطق الكرمل والجليل والمثلث والنقب ومدن الساحل المختلطة، ومنذ عهد الراحل الملك حسين، وتواصل مع عهد الملك عبدالله، تقديم المنح الدراسية الجامعية بواقع 30 مقعداً لكل حزب سياسي عربي فلسطيني، في مناطق 48 بصرف النظر عن مواقفهم السياسية: للجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، للحركة الإسلامية، للتجمع الوطني الديمقراطي، للحركة العربية للتغيير، للحزب الديمقراطي العربي، وكذلك منح مماثلة للطائفة العربية الفلسطينية الدرزية من بني معروف، و للبدو في منطقة بئر السبع، نظراً للظلم والافتراء والتمييز الذي يواجه الشعب الفلسطيني في مناطق 48، من قبل سياسات حكومات المستعمرة المتعاقبة.
نقف مع كل الشرائح العربية الفلسطينية بدون تمييز ديني أو سياسي أو جهوي، من المسلمين والمسيحيين والدروز، ولكننا نقف بنفس الصلابة الأردنية الوطنية القومية مع كافة القوى السياسية العربية الفلسطينية المنسجمة مع حق الفلسطينيين في المساواة داخل مناطق 48، ومع حق الاستقلال للفلسطينيين في مناطق 67، ولكننا في نفس القيمة والصلابة نرفض الذين يقفون ضد شعبهم ويتملقون الاحتلال، ويصمتون على سياساته ومواقفه وإجراءاته العنصرية الفاشية، وخاصة من يقبل التصويت ضد قضايا شعبه، وعلى عفيف العبد أن يتذكر ابن طائفته وابن بلده النائب الأسبق أسعد الأسعد أبو كمال الذي كان في عهد شامير وشارون في حزب الليكود، و استقال من حزبه احتجاجاً على ممارسات شامير وشارون اللذين وقفوا ضد اتفاق أوسلو، وضد إعطاء الفلسطينيين أية حقوق، لقد انتصرت فلسطينيته، على عضويته في حزب الليكود، ونال شرف الاستقالة حتى لا يبقى في الخندق والسياسة المعادية لشعبه الفلسطيني.