عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    15-Nov-2019

الإدمان "الفيسبوكي".. هل أنت مصاب به؟! - د؟. علاء الحروب

 

الجزيرة - اليوم هنالك أكثر من 1.3 مليار مستخدم لموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك حول العالم ويتم عمل أكثر من 3 ملايين إعجاب وتعليق في كل يوم، بالنسبة لمعظمنا، فإن الفيسبوك يعتبر كوسيلة مفيدة وممتعة للتفاعل والتواصل مع الآخرين عبر الإنترنت ومع ذلك يدعي بعض المستخدمين أنهم يجدون صعوبة في عمل تسجيل خروج من الموقع حتى بعد ساعات طويلة وتظهر الأبحاث أن الإعجابات والتعليقات على الفيسبوك تعطي الإنسان نظرة إيجابية وسعادة حول نفسه كما تعمل على تنشيط مراكز محددة في الدماغ تسمى مراكز المكافئة وهي تجعل الإنسان يشعر بالسعادة عند حصوله على تشجيع وتحفيز ومكافئة من الأخرين وكلما زادت كثافة استخدام الفيسبوك للشخص قد يزيد من معدل الإبداع عنده من خلال زيادة تنشيط مراكز المكافأة في الدماغ.
 
لكن ولسوء الحظ فقد أظهرت الأبحاث أن زيادة استخدام الفيسبوك مرتبط طبياً بالاكتئاب، وزيادة الشعور بالوحدة وتدني مستوى تقدير الذات أحيانا. وبالنسبة للكثير من مستخدمي الفيس بوك وموقع وسائل التواصل الاجتماعي الأخرى فإن الأمر يعتبر هدرا للوقت أحياناً على حساب بعض الأنشطة في الحياة الواقعية كالدراسة والعمل حتى لو قارنا ذلك بالأنشطة الأخرى على شبكة الإنترنت.
 
الإدمان على استخدام الفيسبوك قد يؤثر على أوقات النوم والراحة
وقد أثبتت الدراسات مؤخراً بأن الإدمان على وسائل التواصل الاجتماعي وبخاصة الفيس بوك هو أمر حقيقي جدا. ووفقا لدراسة جديدة قام بها باحثون في جامعة Albany أن الاستخدام المكثف لوسائل الإعلام الاجتماعية قد يسهم أيضا في خلق نوع مختلف وجديد من الإدمان.
 
يمكن اعتبار الفيسبوك كأداة عظيمة للتواصل، وهذا في الحقيقة سبب أساسي يجعل من "الإقلاع عن الفيسبوك" خياراُ ليس سهلا لأولئك الذين قد يكون مدمنين على استخدامه
على الرغم من أن الطب النفسي حالياً لا يصنف حالة الإدمان على الفيسبوك، كحالة مرضية لأن أكثر من 70 في المئة من مستخدمي الفيسبوك يعملون عليه بشكل يومي وحتى نكون منصفين أن الحالة قد لا تكون سيئة بقدر الإفادة المرجوة في كثير من الأحيان وأنه أصبح جزءاً من الروتين اليومي بالنسبة لمعظمنا إلا أن علينا أن نعترف بأنها حالة موجودة ومن أهم الأعراض التي تعني أنك مصاب به، أن أول عمل تقوم به حال استيقاظك من النوم هو فحص الفيسبوك كذلك أخر ما تقوم به وتنهي يومك به.
 
أن تكون غير قادراً على العيش ليوم واحد دون استخدام الفيسبوك وفي حين اضطررت لذلك ستجد نفسك تعاني من أعراض تعرف بأعراض الانسحاب من الفيسبوك فتسعى جاهداً لإيجاد سبل للعودة والوصول إلى الفيسبوك حتى لو كان ذلك يعني استخدام جهاز كمبيوتر ليس لك على سبيل المثال أو البحث عن أي جهاز قد يكون أحيانا في مكان يصعب الوصول إليه وستجد نفسك قلقا بشكل كثيف حول التحديثات التي لم تشاهدها في هذا اليوم. أن تشعر بالحاجة إلى استخدام الفيسبوك أكثر وأكثر. وكذلك استخدام الفيسبوك من أجل نسيان المشاكل الشخصية والعاطفية.
 
دون شك، واحدة من أهم الجوانب المشرقة في الفيسبوك هو مدى سهولة إمكانية البقاء على تواصل مع العائلة والأصدقاء. يُمَكن حتى أفراد الأسرة الذين يعيشون في أماكن مختلفة من العالم الدردشة والتواصل وتلقي التحديثات عن بعضهم البعض بسرعة فائقة. فبالتالي يمكن اعتبار الفيسبوك كأداة عظيمة للتواصل، وهذا في الحقيقة سبب أساسي يجعل من "الإقلاع عن الفيسبوك" خياراُ ليس سهلا لأولئك الذين قد يكون مدمنين على استخدامه ويعتبرونه أداة تواصل رئيسية بالنسبة لهم. وهذه النقطة واضحة ولا أعتقد بأننا بحاجة إلى ذكرها أن الفيسبوك يتيح لنا التواصل مع الآخرين. فكما أن الحيوانات لا تستطيع العيش إلا بجماعات، فإن الاتصال البشري جزء لا يتجزأ من الصحة العاطفية والنفسية للإنسان.
 
يجب علينا تعديل نمط حياتنا بشكل متوازن لأن الحفاظ على التوازن السليم والاعتدال في كل شيء هو المفتاح لحياة سعيدة وصحية
 
قديماً كان يصعب علينا عمل علاقات كثيرة مع الأخرين وخاصة من ثقافات وأماكن مختلفة في العالم أو حتى من محيطنا الجامعي والسكني وفي العمل. لكن الفيس بوك جعل هذا الأمر أسهل من أي وقت مضى في التاريخ البشري. فقد تم تصميم كل شيء في الفيسبوك لإنشاء المزيد والمزيد من الاتصالات مع الآخرين. سواء أكان ذلك من خلال عمل إشارات الصور والعثور على أصدقاء مشتركون، ومشاهدة منشورات وأفكار الآخرين، والانضمام إلى مجموعات وجروبات خاصة بالعمل والدراسة والترفيه، والتواصل من خلال الرسائل كذلك ممارسة الألعاب مع الأخرين، والهدف دائما هو نفسه في كل مرة إجراء الاتصال البشري. هذه الحاجة البشرية الفطرية للتواصل الاجتماعي قد تكون قوة دافعة أيضاً لأولئك الذين يجدون أنفسهم مدمنين على الفيسبوك.
 
أعراض الانسحاب تصبح واضحة عندما لا يستطيع الشخص استخدام الفيسبوك لفترة معينة وذلك عندما يكون مضطراً للمشاركة في الأنشطة والأعمال اليومية. والأعراض الأكثر شيوعاً هي القلق والضيق والحاجة لرؤية التحديثات والمنشورات التي نشرت في غيابه مهما كلف الثمن .
 
أما بالنسبة للعلاج فكما هو الحال بالنسبة لجميع الاضطرابات النفسية، أعتقد بأن علينا جميعا أن نلقي نظرة تقييمية على حياتنا وسلوكنا. إذا كان بالفعل الوقت الذي نقضيه على الفيس بوك يأخذ كثيرا من وقتك الاجتماعي، أو وقت ممارسة الرياضة الخاصة بك، أو وقت الدراسة أو العمل، فهناك شيء ما خاطئ في مسألة ترتيب الأولويات في الحياة، لذلك علينا أن نأخذ الأمر على محمل الجد. وأن نبدأ فوراً بتعديل نمط حياتنا بشكل متوازن لأن الحفاظ على التوازن السليم والاعتدال في كل شيء هو المفتاح لحياة سعيدة وصحية. وبالتأكيد أن الأمر لن يكون سهلا في الأيام الأولى من إجراء التغيير، ويبدأ العلاج حسب دراسة أجرتها إحدى الجامعات الصينية على مجموعة من الطلاب المتطوعين بالإقلاع عن استخدام الفيسبوك نهائياً لمدة 3 أيام وهو بداية العلاج حيث يكون الرجوع إليه أمراً عادياً..