علاء علي عبد

 

عمان–الغد-  الضغط العصبي قد يكون الشيء الوحيد في هذه الحياة الذي بإمكانه أن يستمر بالارتفاع إلى ما لا نهاية، متحديا كل قوانين الطبيعة التي عرفناها.

أسباب تعرض المرء للضغط العصبي لا يمكن حصرها، خصوصا وأننا نعيش في عصر السرعة الذي بات يشكل عبئا إضافيا على المرء كونه أصبح مطالبا بأن يبقى في سعي دؤوب حتى لا يجد نفسه خارج السباق المحموم الذي يخوضه جميع من حولنا في شتى مجالات الحياة.

عندما يتعرض المرء للضغط العصبي، فإنه يكون أكثر عرضة للوقوع بعدد من الأخطاء الشائعة والتي أذكر منها ما يلي:

 

تصنيف جميع الأشياء كجيد أو سيئ: عند تعرض المرء لأحد أشكال الضغط العصبي أيا كان سببه، فإنه يجد في نفسه الرغبة بأن يحصل على إجابات واضحة لا تحتاج لتحليل إما أبيض أو أسود، إما جيد أو سيئ. وهذا الأمر يكون لعدم قدرته على بذل جهد التحليل ومحاولة إيجاد الإجابات المناسبة لأي تساؤل يتوارد لذهنه. المشكلة بهذا الأسلوب من تصنيف الأشياء أنه يزيل المرونة في التفكير والفضول الإيجابي للتعرف على الأشياء. كما أن هذا التصنيف يمنح المرء شعورا بأنه مقيد في اختياراته. لذا يجب أن نعلم أن الوقوع بمثل هذا الخطأ وإن كان يبدو بأنه يخفف من إرهاق الذهن، المرهق أصلا بسبب الضغط العصبي، إلا أنه يشكل مزيدا من الجهد على المدى البعيد.

السعي لإنجاز أكثر من مهمة في الوقت نفسه: تعرض المرء للضغط العصبي من شأنه أن يمنحه الشعور بأن هناك الكثير من المهام التي تفوق طاقاته والتي ينبغي عليه إنجازها، هذا الشعور يقوده لمحاولة إنجاز أكثر من مهمة في الوقت نفسه. لكن، وعلى الرغم من أن هذا الأسلوب يشعر المرء أنه يضاعف من قدراته على الإنجاز، إلا أنه في الواقع يجعله أكثر عرضة لارتكاب الأخطاء. فكثرة تنقله بين المهام جيئة وذهابا تؤدي لتشتيت تركيزه وزيادة احتمالية وقوعه بالخطأ. فضلا عن هذا فإن العمل على أكثر من مهمة في الوقت نفسه يجعل المرء يشعر بالكثير من الإجهاد وتصبح إمكانية لجوئه لتأجيل كل شيء ومراكمته لاحقا عالية جدا.

التركيز على الأهداف بنظرة شاملة: على الرغم من أنه من المفيد أن يحرص المرء على أن يرى المخطط الكامل للهدف الذي يريد تحقيقه، لكن عليه أيضا أن ينتبه لأن يكتفي في أغلب الأوقات للنظر لخطوته المقبلة فحسب. النظر للهدف بشكل كامل عندما يعاني المرء من الضغوطات يجعله يشعر بأنه هدف ليس سوى عبء تورط به، الأمر الذي يزيد من احتمالية تخليه عنه.