عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    29-Mar-2021

الانتخابات الإسرائيلية.. تعميق للأزمة السياسية

 الغد-زايد الدخيل

 لم تغير نتيجة الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة من الواقع السياسي شيئا، بل عمقت الأزمة السياسية وحالة الاستعصاء التي تميزت بها الانتخابات الاربعة الماضية، وقد تتجه الأمور إلى انتخابات خامسة أخرى.
وأظهرت نتائج الانتخابات، التي جرت الثلاثاء الماضي، عدم حصول أي من المعسكرين الرئيسيين على مقاعد كافية لتشكيل الحكومة، حيث يتطلب ذلك الحصول على 61 مقعدا من أصل 120.
وحصل معسكر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، المكون من أحزاب “الليكود” و”شاس” و”يهودوت هتوراه” و”الصهيونية الدينية”، على 52 مقعدا، بينما حقق المعسكر المناهض لنتنياهو 57 مقعدا، وهو يضم أحزاب: “هناك مستقبل” و”أزرق أبيض” و”العمل” و”إسرائيل بيتنا” و”أمل جديد” و”القائمة المشتركة” العربية و”ميرتس”.
ويتعين على حزبي “يمينا” و”القائمة العربية الموحدة”، أن يحددا أيا من المعسكرين سيدعمان.
وبحسب وزير الدولة لشؤون الإعلام الأسبق سميح المعايطة، فإن “من المبكر تحديد شكل المراحل القادمة، لأن الشكل النهائي مرتبط بالتحالفات التي ستنتج بعد الانتخابات والتي قد تنتج أغلبية تشكل الحكومة”.
وأضاف المعايطة، “حتى الآن المشهد يؤكد حالة عدم الاستقرار السياسي في إسرائيل، لكن النتائج مشابهة لحالات سابقة استطاع فيها نتنياهو تشكيل حكومة بأشكال متنوعة”، مشيرا إلى أن “الانتخابات الخامسة ليست خيارا مفضلا في ظل ثبات المعطيات وموازين القوى، لكنها تبقى احتمالا قائما”.
و”يكتنف الغموض فرص رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للاحتفاظ بالسلطة، بعد أن أشارت استطلاعات لآراء الناخبين إلى جمود سياسي جديد، ما يعني أنه سيحتاج إلى تحالف مع أحزاب أخرى وإلا ستتجه البلاد لانتخابات خامسة”.
ويرى استاذ العلوم السياسية الدكتور خالد شنيكات، ان نتائج الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة لم تغير من الواقع السياسي شيئا، بل عمقت الأزمة السياسية وحالة الاستعصاء التي تميزت بها الانتخابات الإسرائيلية الثلاثة الماضية، وقد تتجه الأمور إلى انتخابات خامسة”.
ويقول شنيكات، ان النتيجة الأخيرة للانتخابات الرابعة “لم تمكن تحالف نتنياهو اليميني من تأمين العدد الكافي لتشكيل الحكومة الإسرائيلية”، فقد حصل نتنياهو وحلفاؤه على 59  مقعدا، وأمامه سيناريوهان الأول: الشروع بالتفاوض مع القائمة العربية والتي لديها 4 مقاعد، لضمان تأييدها له في الكنيست، وهو ما يصطدم بمعارضة أحد حلفائه “الصهيونية الدينية” الذي يرفض مبدأ انضمام حزب ذو توجه إسلامي، في حين يخشى حزب “الصهيونية الدينية” معارضة القائمة العربية للحرب على غزة إذا ما حدثت، ومعارضة الاستيطان، ومحاولة الدفع بتحسين الخدمات للمجتمع العربي.
اما السيناريو الثاني بحسب شنيكات فيتمثل بسعي معسكر نتنياهو إلى ضمان انشقاق عضوين من المعسكر الآخر وانضمامهما لنتنياهو.
ويرى شنيكات ان سيناريو المعسكر المعارض يتمثل في السعي لتأمين الأغلبية الكافية في الكنيست والتصويت لمنع نتنياهو من تشكيل الحكومة بدافع أنه متهم وسيمثل أمام المحكمة في 5 نيسان (ابريل) المقبل، إضافة إلى السعي لتشكيل الحكومة من قبل المعسكر المعارض لنتنياهو، وهذا أمر يصعب تحقيقه بسبب انه لضمان ان يحصل على الأغلبية سيحتاج إلى ضم أحزاب معارضة ومختلفة أيديولوجيا من أقصى اليسار والوسط واليمين، وهذه مهمة شاقة وليست سهلة.
وتابع، بقي ان نقول إن “الانتخابات الإسرائيلية عمقت حالة الاستعصاء، وقد نتجه لانتخابات خامسة إذا ما باءت محاولات تشكيل الحكومة الجديدة إلى الفشل”، ولكن القراءة الأعمق للانتخابات الإسرائيلية تشي بأن المجتمع منقسم على نفسه، وتفتت المقاعد على أحزاب متعددة بشكل متقارب يعكس واقع المجتمع الإسرائيلي، حيث يحتدم الصراع والخلاف على الأجندات والسياسات، وهذا ما يطرح سؤالا “هل سيبقى النظام السياسي الاسرائيلي يعمل بهذا الشكل مع تكرار هكذا نتائج؟”.
من جهته يرى الخبير القانوني رياض الصرايرة، أن المشهد السياسي أعاد إنتاج نفسه بعد إعلان نتائج انتخابات الكنيست، بحيث لا يستطيع أي حزب أو معسكر تشكيل حكومة مستقرة، مشيرا الى ان نتائج الانتخابات الرابعة للكنيست خلال عامين، عكست هيمنة وسيطرة اليمين الإسرائيلي، وسطوة شخص نتنياهو وتحكمه بمفاصل العمل الحزبي في معسكر اليمين.
ورجح الصرايرة أن تستمر هيمنة اليمين في إسرائيل لسنوات طويلة حتى وإن غاب عن المشهد السياسي سواء باعتزاله الحياة السياسية أو الإطاحة به قضائيا من خلال ملفات الفساد المرفوعة ضده.
واعتبر الصرايرة أن الانتخابات الرابعة أعادت إنتاج نفس المنهج المعقد المتداخل وغير المستقر في إسرائيل، وبالتالي فإن الفرصة ما زالت قائمة لإجراء جولة خامسة من الانتخابات خلال أشهر أو عام على أبعد تقدير.