عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    25-Mar-2020

بـيـبـي وغـانـتـس: شـكـراً لـ «كـورونـا»! - ناحوم برنياع
 
على غانتس ونتنياهو أن يشكرا الـ»كورونا». فقد أعفاهما من المصافحة الزائفة التي أنهت اللقاءات السابقة بينهما. 
 
كلاهما يعرفان أنهما وصلا إلى المصاف الأخير: مع أن غانتس تلقى مؤخرا من الرئيس التكليف، ولكن فرصه في تشكيل حكومة أقلية تقترب من الصفر. 
 
صحيح أن نتنياهو ينجح في الحفاظ على سلامة تكتله اليميني، ولكن فرصه في إقناع النواب بالفرار إليه وتشكيل حكومة يمينية ضيقة تقترب هي الأخرى من الصفر. والأحلام عن جولة رابعة، حاسمة، انتهت: الـ»كورونا» قتلها.
 
لكل واحد منهما صعوبات خاصة به للدخول في مفاوضات. غانتس لا يصدق كلمة واحدة لنتنياهو: هذا هو أحد الدروس التي استخلصها من سنته الأولى في السياسة؛ نتنياهو لا يولي أهمية للحقيقة: هذا أحد الدروس التي استخلصها من سنواته الثلاثين في السياسة. 
 
عندما تكون حاجة إلى الكذب نكذب، وبعد ذلك نقلب الصفحة. وهو يحتقر القدرات السياسية لغانتس. 
 
المشكلة الثانية هي الصعود والهبوط في مواقف الرجلين. يقال عن نتنياهو إنه يوم الأحد يكون شخصاً آخر؛ فالآراء التي سمعها يوم السبت في البيت في قيساريا تجعل مواقفه أكثر تطرفا؛ وعن غانتس يقال إنه بعد كل لقاء للقمرة يكون شخصا آخر: الآراء التي سمعها من زملائه في قيادة «أزرق أبيض» تجعل مواقفه أكثر تطرفا. 
 
«الليكود» هو عملية اتخاذ القرارات داخل عائلة معقدة؛ «أزرق أبيض» هو عملية اتخاذ القرارات داخل رباعية معقدة. في واقع كهذا من الصعب الوصول إلى السبيل الذهبي.
 
حاول الرئيس ريفلين، تقديم أفضل ما يستطيع. فعل الكثير كي يوضح للجميع أن هذه لحظة حقيقته. 
 
فهم ليبرمان أنه لا يمكنه أن يجلس على الجدار أكثر من ذلك؛ وكذا أورلي ليفي. وكذا «التجمع الديمقراطي» وباقي تشكيلات «القائمة المشتركة».
 
بعد تكليف غانتس ستبدأ مفاوضات على اتفاق تناوب. اقتراح ليبرمان – ائتلاف الحزبين الكبيرين وحدهما – هو فكرة سيكون سهلاً على أغلبية الجمهور تأييدها، ولكن نتنياهو لن يوافق بسهولة على وداع شركائه في الكتلة، حتى لو كان وداعاً مؤقتاً.
 
الـ»كورونا» هو المفتاح للاتفاق. ينصت نتنياهو لبعض كبار رجالات وزارة الصحة وللمستشارين من الخارج. 
 
يسمع التحذيرات عن انهيار جهاز الصحة في غضون أسبوعين. توجد نماذج ثابتة تتوقع لإسرائيل مصيبة بحجوم إيطاليا. 
 
وهو يعرف أن الثناء الذي أغدقه على نفسه في المؤتمر الصحافي الذي يعقده كل مساء كان في أفضل الأحوال أُمنية، وليس قراءة واعية للواقع. 
 
منذ أسبوع وهو يحتفل، ولكن لا ضمانة ليتمكن من أن يحتفل لاحقاً. إذا كانت التوقعات المتشائمة صحيحة، من الأفضل تلقي الضربة حين يكون «أزرق أبيض» يجلس في الحكومة.
 
في البداية أراد إدخال قادة «أزرق أبيض» الأربعة إلى حكومته دون أن يمنحهم صلاحيات. وعندما رأى أنه لا أمل في ذلك اقترح منحهم مسؤوليات. عندما رأى أن هذا أيضا لا يكفي عاد إلى الأحاديث عن حكومة التناوب.
 
في هذه الأثناء كل طرف يتصرف وكأن الطرف الآخر غير موجود. «أزرق ابيض» حقق الـ61 صوتاً، التي أتاحت تكليف غانتس، وهو يعتزم تعيين رئيس كنيست من بين أعضائه. 
 
أغلق وزير العدل أوحنا المحاكم، وهكذا أتاح تأجيل محاكمة نتنياهو. 
 
أعلن يولي ادلشتاتين، ليس واضحا استنادا إلى ماذا، أنه لن يسمح للأغلبية في الكنيست أن تختار رئيسا جديداً. الكرسي يجب أن يكون له، من كنيست إلى كنيست.
 
نتنياهو في بلفور، وادلشتاين في مكتب رئيس الكنيست: أيها الرب للحكم اخترتنا.
 
لقد ذكرني بيان أدلشتاين بحديث أجريته معه في العام 2013. كان رئيس الكنيست، روبي ريفلين، من «الليكود». 
 
أراد ادلشتاين أن يحل محله. شرح لي بأن ريفلين يسعى ليكون رئيس الدولة؛ ومن شأنه أن يستخدم منصبه كرئيس للكنيست كي يقنع النواب بالتصويت له. 
 
ارتبط أدلشتاين بنتنياهو، الذي كان له حساب آخر مع ريفلين، وانتخب ادلشتاين رئيساً للكنيست. في حينه كان استبداله فريضة. أما اليوم فخطيئة لا تغتفر.
 
«يديعوت احرونوت»