صدمة المستقبل !!! - م. هاشم نايل المجالي
الدستور- كلنا يعلم انه لا احد يقرأ الغيب ولا احد يعرف كيف سيكون المستقبل ، لكن علينا ان نخطط له او على الاقل نستعد لما سيكون عليه المستقبل او ما يحمله لنا من مفاجآت ، حتى لا نمر في اخفاقات .
والخطط الخمسية اصبحت شيئا من الماضي واصبحت تقتصر على قضية او شأن ما من شؤون الحياة ، كادارة الصحة وتطوير الجهاز الاداري لتحسين الاداء وهكذا ، وسؤال المستقبل يجب ان يبدأ عن السؤال عن الحاضر سواء من بنى تحتية حقيقية للحاضر وللمستقبل .
فالنقل من مستوى الى مستوى اعلى متطور من نقل سيارات الى باصات الى قطارات حديثة ومتطورة ، اي تحديث وسائل النقل ، كذلك الامر بخصوص الطرق وغيرها والابنية والمدن السكنية والمستشفيات والمدارس الذكية .
اما المستقبل فأصبحنا نتحدث عن غيبيات كزمن قادم واصبح المستقبل حالة وعي بأهمية الحاضر والقبول بثقافة الحياة بمتغيراتها بدون تصنع وبدون وهم مستقبلي .
والحديث عن المستقبل اصبح رؤى واستقرار وليس للتخطيط دون تنفيذ ، ولقد مررنا بخطط كثيرة ترسم المستقبل ولم نرى منها سوى القليل القليل ، وكانت ( صدمة المستقبل ) صدمة حقيقية تأقلمنا معها وقبلنا فيها واصبح هناك قلق لدى الموظف والعامل فالسلبيات اكثر من الايجابيات ، حتى عمال المصانع لم يعد بحاجة الى غالبيتهم حيث وجود الروبوت الذي يدفع العامل الى التقاعد ، وسائق التكسي سيتم الاستغناء عنه لاحقاً بوجود سيارة الاجرة الذكية بلا سائق ، كلها اصبحت حقائق معاصرة تقلق المفكر بالمستقبل .
فالذكاء الاصطناعي اصبح برمجيات لا تعرف الراحة تشتغل للقيام بالعديد من المهام تتغلب على الذكاء البشري فكيف نصنف هذا العصر بعد ان كانت المهام محصورة بالعقل البشري ، والذكاء الصناعي هو وجه من اوجه التغيرات الحاسمة ، فلم يعد هناك سائق في محطات العديد من القطارات في لندن ، واصبح تحليل البيانات المصرفية وغيرها من الوظائف بأجهزة حديثة لا تحتاج الى جهد بشري او جهد عضلي .
فكيف سنرسم المستقبل مع هذا التطور السريع والطفرات بالخدمات ، ولنعيش الواقع ونطوره ونحدثه ونسير فيه نحو المستقبل المتغير لنستوعب ماذا يخبئ لنا من مفاجآت .