عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    22-Jul-2020

لقاء ثقافي يناقش كتاب (المدينة العربية والحداثة)

 عمان - الرأي - ناقش أكاديميون وإعلاميون مضامين كتاب «المدينة العربية والحداثة» للمفكر والمؤرخ وسفير لبنان في مصر ومندوبها الدائم في الجامعة العربية سابقاً د.خالد زيادة، في لقاء مصور نظمه منتدى الفكر العربي مؤخرا، وأداره الأمين العام للمنتدى د.محمد أبوحمور، وشارك في المداخلات عقل بلتاجي، ود.هاني المسيري، وجيزال خوري، ود.المهدي مستقيم، ود.محمد هاشم غوشه، ود.باسم بخاش.

وأوضح مؤلف الكتاب أن المدن العربية الأكثر تأثرًا بالتحديث العمراني، ونمط العيش والعادات هي المدن – المرافىء التي كانت في الماضي تستقبل الجاليات الأجنبية والقناصل، وتوسعت فيها أعمال التجارة مع أوروبا منذ بدايات القرن التاسع عشر؛ مشيراً إلى أن كتابه «المدينة العربية والحداثة» الصادر عن دار رياض الريس للكتب والنشر في بيروت، يتناول التطورات التي لحقت بالمدن العربية، وخصوصًا المدن المتوسطية، والتي بدأت تظهر ملامحها بوضوح مع المؤثرات الغربية خلال تلك البدايات، وأول هذه المدن القاهرة بفعل الإجراءات التي أنجزها نابليون بونابرت خلال حملته على مصر، والتي شملت هدم معالم وشق طرقات، ثم كانت التطورات اللاحقة التي عرفتها القاهرة والاسكندرية خلال عهد محمد علي باشا.
وقال الأمين العام لمنتدى الفكر العربي د.محمد أبو حمور في كلمته: أن دراسة المدن على النحو الذي انتهجه د. خالد زيادة في هذا الكتاب وغيره من مؤلفاته، هو جزء من إعادة كتابة التاريخ بالاستفادة من مناهج البحث الحديثة ولا سيما مناهج علم الاجتماع، وتوسيع أفق الدراسة التاريخية.
وأوضح المسيري أهمية تعريف الأجيال الجديدة بتراث مدينتهم؛ مؤكداً أن الثقافة تفوق التعليم في الحفاظ على الهوية، وأن تطوير البنية الأساسية ينبغي أن يراعي سمات أصالة المدينة كأن لا يكون التطوير على حساب سمة تميز المدينة كالبحر ورؤيته في الاسكندرية، وبالتالي توسيع الرؤية لاستثمار الميزة في إيجاد موارد جديدة للدخل كالسياحة العلاجية والتعليم.
من جانبه بيّن الوزير السابق عقل بلتاجي في مداخلته أن القرن الحادي والعشرين يوصف بأنه قرن المدينة، إذ تعد المدينة اليوم مصدراً للحياة في جوانب كثيرة، وهناك علاقة أصبحت وثيقة بين الإنسان والمدينة، فقد عرّف أرنولد توينبي التاريخ بأنه جغرافيا متحركة، وقياساً على ذلك يمكن القول إن التاريخ أيضاً هو ديموغرافية متحركة بين مدن العالم.
واعتبرت الإعلامية اللبنانية جيزال خوري أن ما يدعو للقلق هو ترييف المدينة العربية، مما يخضع التطور والحداثة والديمقراطية وحرية التعبير لمفاهيم قبلية مختلفة تماماً، ذلك أن أفكار التطور يفترض أن تبدأ في المدينة وتطبق فيها ثم تنتقل إلى ما حولها، وعكس ذلك يعني وجود عقلية ضد دولة القانون.
وأشار أستاذ الفلسفة الهادي مستقيم من المغرب إلى أن كتاب د. خالد زيادة يحفز الباحثين العرب على الخوض في الناحية السوسيولوجية للمدينة العربية، وينبه إلى أن التخطيط للمدن ليس مقتصراً على المهندسين والمساحين وإنما أصبح علماء الاجتماع والانثروبولوجيا والاقتصاد والسياسة هم من المخططين أيضاً، كما أصبح فهم العلاقات الاجتماعية داخل المدينة ضرورياً لفهم كيفية تشكلها.
وتحدث المؤرخ ومدير عام مركز الحسن بن طلال لدراسات القدس د.محمد هاشم غوشه حول التجربة الحضارية التاريخية للمدن العربية منذ العصر الأموي؛ مشيراً إلى أن الخليفة مروان بن عبد الملك اهتم بربط المدن بشبكة من الطرق، وتطور هذا الاهتمام في العصور اللاحقة ولا سيما العصر المملوكي الذي أقيمت خلاله جسوراً على الطرق بين المدن.
من جانبه، قال الأستاذ في الجامعة اللبنانية ورئيس لجنة الثقافة في بلدية طرابلس بلبنان د.باسم بخاش: إن كتاب د.خالد زيادة يساعد على فهم أسباب التغيّر في المدن العربية بطريقة سوسيولوجية جديدة، وخاصة ازاء مشكلات تبدل المعالم والأحياء، وتضاعف أعداد السكان، وفقدان التراث والهوية