عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    30-Nov-2021

إجازة الأمومة وما وراءها..!*د. زيد حمزة

 الراي 

ليس حواراً عادياً ذاك الذي جرى في الأسبوع الماضي على إحدى الإذاعات المستقلة في أميركا بين اثنين من اهم المفكرين السياسيين في عصرنا الحاضر، نعوم شومسكي (٩٣سنة) ورالف نادر(٨٧ سنة)، فعلى مدار ساعة كاملة ناقشا قضايا تهم المواطن الاميركي وبالتالي معظم مواطني العالم الذي يتأثرون، في تقديري، سلباً وايجاباً بكل ما يجري في دولة ما زالت تقود العالم! فالإبطاء في حل مشكلة المناخ والاحترار الأرضي مثلاً له علاقة مباشرة بزيادة ميزانيتها العسكرية لتمويل حروبها التي لا تتوقف! ومشاريع الرعاية الصحية الشاملة منذ وعد بها كيني?ي يجري تقزيمها وتأجيلها من إدارة لأخرى بضغط من لوبي صناعة الادوية والمستلزمات الطبية كما اتحاد المستشفيات والأطباء! وإصلاح النظام الضريبي المنحاز لأغنى الأغنياء يتراجع تباعاً في الكونغرس بسبب سيطرة الشركات الكبرى (الكورپوريتس)، وخطر تسلل الفاشية يتم التهوين منه رغم احداث السادس من يناير! وناقشا ايضاً تخلي الديمقراطيين مع الوقت عن الطبقة العاملة منذ تفتيت ريغان لتنظيماتها النقابية، ولم يخرجا عن الموضوع حينما عرّجا على اجازة الأمومة وغيابها المخزي عن التشريعات الاميركية مع انها أصبحت حقاً بدهياً في كل دول العالم باستثناء بعضٍ مصطنع في جزرٍ بالغة الصغر والاهمية كميكرونيزيا، وآخر المعلومات لدى المنظمات الدولية (اليونيسيف ٢٠١٦) تقول ان اجازة الأمومة مدفوعة الأجر بلغت في إستونيا ٨٥ أسبوعاً وهنغاريا ٧٢ وبلغاريا ٦٥ وليتوانيا ٦٢ وسلوفاكيا ٥٤ ولاتڤيا ٥٣ والتشيك ٥٣ والنمسا ٥١ وسلوڤينيا ٤٨ والنرويج ٤٥?وألمانيا ٤٣ وبولندا ٤٢ وفنلندا (٤١) وكرواتيا ٣٩ واليابان ٣٦ والسويد ٣٥ وتشيلي ٣٠ والدانمارك ٢٧ وكندا ٢٧ ولوكسمبورغ ٢٦ وإيطاليا 25 وكوريا الجنوبية ٢٥ واليونان ٢٣ والبرتغال ٢٠ وفرنسا ١٩ وآيسلاند ا١٦ واسبانيا ١٦ وهولندا ١٦ ومالطا ١٦ وقبرص ١٤ واسرائيل ١٤ وبلجيكا ١٣ والمملكة المتحدة ١٢ والمكسيك ١٢ وتركيا ١١ وايرلندا ٩ وسويسرا ٨ واستراليا ٨ ونيوزيلاندا ٨، أما في الولايات المتحدة فهي صفر! وفي بعض هذه الدول قُسِّمت الإجازة بين الام والأب لأن الأخير ايضاً ينبغي ان يتحمل نصيبه من العناية بالطفل، أما عندنا في الأردن فتقر الحكومة بهذه الإجازة لمدة (١٢) إسبوعاً لكن لم يسعفني الوقت للحصول على مدى شمولها للعاملات في القطاع الخاص ومنهن بالطبع موظفات البنوك اللواتي كن ذات يوم يفصلن من العمل إذا حملن! لكن بعض التعويض الإنساني الذي يثلج صدرنا موجود في قانون الصحة العامة الذي قرر حق الرعاية الطبية المجانية للمرأة اثناء فترة الحمل وبالولادة وبالمولود في مراكز الأمومة والطفولة التي بدأ إنشاؤها منذ أوائل خ?سينات القرن الماضي وانتشرت إلى جميع أنحاء المملكة.
 
وبعد.. فمن الأرقام المذكورة آنفاً يستطيع المحلل أن يستخلص الكثير حول الفلسفة السياسية والاقتصادية لتلك الدول وثقافاتها الاجتماعية ففي تلك التي كانت اشتراكية قبل انهيار الاتحاد السوفييتي لاحظنا أرقاماً مرتفعة مع انها ليست غنية، أما في الولايات المتحدة أغنى دولة في العالم فمع الرقم المخزي يخطر بالبال سيّئ الذكر ميلتون فريدمان (ومدرسة شيكاغو/اقتصاد السوق) ودوره في تقديم الحق في مراكمة الأرباح على حقوق الانسان ومنها بالطبع حق المرأة الحامل في إجازة حتى لا يتحمل صاحب العمل أجرها وهي غائبة!