عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    24-Jul-2020

يقين وسيادة - عاموس جلبوع

 

معاريف
 
الأزمة الصحية والاقتصادية التي يديرها رئيس الوزراء بشكل فاشل؛ العنف السياسي الهدام لمجموعات اقلية متطرفة محبطة؛ والقتال الهادئ والناجح للغاية ضد ألد اعدائنا، بإدارة رئيس الوزراء – كل هذه تقف على رأس جدول اعمالنا الوطني الحالي. ولكن هذا المقال لن يعنى بها، بل سيعود ويشدد: رئيس الوزراء يرتكب خطأ جسيما حين لا يستغل الفرصة النادرة لأن يضم لدولة اسرائيل غور الاردن. ليس الكتل الاستيطانية، ليس المستوطنات المنعزلة، فقط غور الاردن وشمال البحر الميت. منطقة لا يوجد ما هو أعلى في اهميته الامنية والاستراتيجية لمستقبل دولة اسرائيل. اذا كان لرئيس الوزراء تأييد أميركي واضح لمثل هذه الخطوة، فإني لا أرى سببا الا أن يفعل ذلك ويقف دون خوف في وجه كل الضغوط الداخلية، ولا سيما ضغوط المستوطنين.
سمعت مؤخرا على لسان رئيس معهد امني معتبر حجتين ضد الضم في غور الاردن. الحجة الاولى كانت: لنفترض أننا ضمينا الغور، فبعد بضعة اشهر سيخسر ترامب في الانتخابات وسيصعد رئيس ديمقراطي، هو بايدن. سيلغي الاعتراف الاميركي بضم الغور وعندها سنبقى يتامى، بينما لا تعترف اي دولة في العالم بالضم. هذا سيكون وضعا سياسيا سيئا جدا لاسرائيل. فلماذا نفعل ذلك حين نعرف مسبقا بان هذا سيثير لنا المشاكل؟ وبالفعل، هذه حجة مغلوطة من عدة مبررات.
الاول، من اين اليقين بأن بايدن سيلغي الاعتراف الأميركي؟ بالفعل، قد يكون احتمال اكبر بأن يفعل ذلك ولكن من أين اليقين؟
الثاني، ولنقل انه سيفعل ذلك، فعلامَ الهلع؟ في 1949 اعلن بن غوريون عن القدس كعاصمة اسرائيل، ولم تعترف بذلك اي دولة. فماذا في ذلك؟ لم تقم سفاراتها في القدس، ولكننا اقمنا هناك سيادتنا ونقلنا الى هناك كل مؤسسات الدولة. في 1981 اعلن مناحم بيغن عن سيادة اسرائيل في هضبة الجولان (فرض القانون، القضاء والادارة)، ولم تعترف بذلك اي دولة. فماذا في ذلك؟ نحن بقينا هناك وجعلنا الهضبة ما هي عليه اليوم. المؤسف هو ان رؤساء وزراء اسرائيل كانوا مستعدين لأن يتنازلوا عن هذه السيادة حتى بدون مقابل زهيد، وايدهم كثيرون في المؤسسة الامنية. فضلا عن ذلك، تبقى السيادة وهي في ايدينا. عدم الاعتراف الاميركي هو مؤقت. يمكن لبايدن ان يخسر بعد أربع سنين، ورئيس اميركي جديد يجدد الاعتراف.
الثالث، اذا كنا نخاف بهذا القدر أن يلغي بايدن الاعتراف، ينبغي بالطبع ان نأخذ بالحسبان أنه سيأتي مع موقف قوي مؤيد للفلسطينيين. عندها سيكون صراعنا على حدود 1967، وغور الاردن سيبدو كحلم بعيد. في الحد الاقصى ستعمل ادارة بايدن معروفا “بأمن اسرائيل” وتوصي لها بقوة من الامم المتحدة تكون في غور الاردن. ولعل الفرنسيين يتطوعون لحمايتنا؟ الحجة الثانية ضد ضم غور الأردن هي أن هذا سيوقظ المشكلة الفلسطينية الغافية نسبيا، وستكون انتفاضة كهذه او تلك. كل هذا سيحرفنا عن صراعنا المركزي ضد العدو الاساس، ايران. رأيي مختلف اذ يدور الحديث عن ساحتي قتال مختلفتين مع وسائل عمل اخرى، وبقدر ما يتعلق الامر برد الفلسطينيين، فان كل ذلك تخمينات. يقين يوجد في شيء واحد: خطوة بسط السيادة. وفي كل الاحوال، كمبدأ اساس، على الدولة ان تكون مستعدة لأن تدفع ثمنا معقولا لقاء ما تراه كمصلحة حيوية لها.