الراي
أمر لافت للانتباه، الخبر اليومي عن عشرات الحرائق التي تأتي على مساحات واسعة من الأراضي الزراعية والحرجية المعمرة.
لا يكاد يمر يوم الا ونقرأ عن ٥٠ أو ٦٠ أو ٧٠ حريقاً نشبت في مناطق مختلفة من بلدنا، وهو أمر بات ظاهرة خلال العامين الأخيرين وعلى نحو لافت يثير الريبة حقا، فهل هنالك من يتعمد أشعال هذه الحرائق مثلاً، وما هي مبرراته!.
قد يقول قائل أن السبب هو درجات الحرارة العالية، وهذا عامل مساعد، لكنه يتطلب أحدا يضرم النار أبتداء، إما عناية بمزروعاته، ويصل إلى وضع يفقد فيه السيطرة فيطلب النجدة من أجهزة الدفاع المدني، أو أن «مستهترا» يضرم النار ويختفي خوفا، فيهب المجاورون لطلب النجدة.
كل المبررات آنفة الذكر صحيحة، لكن السؤال الأخطر يبقى قائما عمن أضرم النار واختفى، ولم يبادر إلى طلب النجدة، لتأتي النيران على أكبر مساحة ممكنة قبل وصول الدفاع المدني الذي بات يعاني الكثير قطعا جراء الحرائق المفتعله.
لا يمكن لنار أن تشتعل إلا بفعل فاعل، فمن هو أو هم الفاعلون؟، خاصة وأن المشكلة تتفاقم كل يوم وبصورة تثير الشكوك حول ما إذا كان هناك عمل ممنهج يقف وراء هذه الظاهرة المقلقة!.
قيل لنا سابقا أن هناك من يشعل النيران عمدا بغية الحصول على الحطب ولغايات خاصة أو حتى تجارية، وهذا أمر وارد، ففي كل بلد هناك مستهترون مجردون من ضمائر حية يمكن أن يدفعهم الطمع واضمحلال الانتماء لاوطانهم إلى مقاربة هكذا فعل شاذ، إلا أن كثرة الحرائق وبالذات خلال العامين الماضي والحالي تبقي على السؤال أو التساؤل قائماً، وفحواه، ترى من يروق له حرق مساحات واسعة من أراضينا الزراعية وثروتنا من الغابات المعمرة منذ مئات السنين، ولماذا؟.
نسمع روايات لا تكاد تصمد عن أناس يقترفون هذا الذنب الذي لا يغتفر دنيا وآخرة معا، وإن صح هذا، فهو خطر وانفلات يجب أن يتم ردعه وبقوة القانون، وتلك مهمة السلطة الرسمية التي لا يمكن أن تكون عاجزة عن معرفة الحقيقة كما هي، فالوطن يخسر جراء هذا العبث الذي لا تفسير له سوى أنه عدوان سافر يستوجب المواجهة أياً كان مقترفوه. والله من وراء قصدي.